عن الاعتدال والوسطية
أخر الأخبار

عن الاعتدال والوسطية

عن الاعتدال والوسطية

 لبنان اليوم -

عن الاعتدال والوسطية

بقلم - حسن البطل

نعرف أن عدد فرق مذهب الإسلام «السني» أربعة، ولا أعرف كم هو عدد فرق المذهب الشيعي، لكن أعرف أن في الإسلام، سنة وشيعة، حوالى ١٠٠٠ طائفة إسلامية وهناك ٣٤ ألف طائفة مسيحية.
عبد المجيد حمدان، أضاف إلى معارفي كيف أن التحديثي المصري محمد علي، ألباني الأصل، الذي قلل الفارق العلمي بين أوروبا ومصر إلى ٣٠ عاماً، كان تنويرياً في إدخال التعليم الحديث إلى أرض الكنانة: من الكتاتيب للمسلمين السنة والأقباط المسيحيين، إلى المدارس الحديثة. عارض التقليديون تنويره بقطع أصابع أولادهم وسمل عيونهم، فقام بعقاب أمهاتهم برميهم في النيل!
تعرفون أن بريطانيا هي بلاد البروتستانت، أي على مذهب مارتن لوثر كنغ، وأن المذهب المسيحي الغلاب هو الكاثوليكية، وتليه الأرثوذكسية، ولتحديث «الإسلام الأوروبي» قدم البروتستانت في ألمانيا مبنى ليقام فيه مسجد إسلامي «تقدمي» حيث تُلقى الخطبة باللغة الألمانية.
في فرنسا الكاثوليكية غالباً، وهي مهد العلمانية في العالم أيضاً، أقيم مسجد «فاطمة»، ومشروع آخر «مسجد سيمورغ» حيث سيؤدي الرجال والنساء الصلاة في قاعة واحدة مقسومة قسمين. في مسجد «فاطمة» سيتناوب رجل وامرأة على إلقاء خطبة الجمعة، وللمرة الأولى ستؤم امرأة الصلاة.
لمعلوماتكم، هناك ٣،٦٠٠،٠٠٠ مسجد في العالم، أكثر من نصفها بُني في العقود الأخيرة، وهناك ٣٧ مليون كنيسة في العالم لـ ٣٤ ألف طائفة مسيحية.
في العام ١٩٩٣ بني مسجد الحسن الثاني في المغرب، كأكبر مساجدها، والسابع في العالم.  السنة الماضية بنت الجزائر أكبر مساجد العالم بعد الحرمين الشريفين. «تنابذوا .. بالمساجد»!
لا أعرف هل استانبول أو القاهرة فيها ١٠٠٠ مسجد، وأضيف إليها مسجد آخر هو «الفتاح العليم» في أعياد الميلاد، افتتح في العاصمة الإدارية الجديدة، المهم مع افتتاح أكبر كاتدرائية في منطقة الشرق الأوسط.
في مصر - كما تعرفون - أكبر عدد من المصريين الأقباط المسيحيين، أصل مصر، وفي فلسطين، أرض ميلاد السيد المسيح، أقل نسبة من المسيحيين في بلاد الشام والعراق. 
في مصر وفلسطين تدين الغالبية بالإسلام السني، ويمكن القول إن موجة المدّ الأصولي الإسلامي المتزمت سوف تنحسر فيهما أو تسود لكن مع الفارق.
مصر تواجه حركة إسلامية إرهابية، لكن في فلسطين يسود التسامح، الذي تعكّر في العراق وسورية «العلمانيين» قبل هذا «الربيع العربي»، بعدما كان يقال «عزّ الشرق أوله دمشق»!
لبنان حالة عربية خاصة، ففيه أكبر نسبة سكان من العرب المسيحيين، واجتاز لبنان بنجاح حرباً أهلية طائفية إسلامية - مسيحية، وهو الآن موضع نزاع مذهبي سياسي سني - شيعي، بينما اختفى النزاع الماروني - الفلسطيني، وزار البطريرك بشارة الراعي الأردن والسعودية الوهابية، وفي بيت لحم افتتح، هذا العام، شارع باسم مار شربل، أول قديس لبناني طوبه الفاتيكان في سبعينيات القرن الماضي.
عشية أعياد الميلاد هذه السنة، تمّ إكمال ترميم وتلميع الفسيفساء في كنيسة المهد، ومن قبل تم ترميم سقف الكنيسة. 
مع السلطة الوطنية صارت ساحة المهد في بيت لحم قبلة احتفال المسيحيين في العالم، سوية مع ساحة الفاتيكان، وبدل مركز اعتقال للجيش الإسرائيلي أقيم «مركز السلام»، في ساحة المهد، عدا مشروع بيت لحم ٢٠٠٠ الذي أنعش المدينة بعدما كانت تبدو آيلة ومتهالكة.
في افتتاح أكبر مسجد في مصر «الفتاح العليم» تحدث البطريرك الأنبا تواضروس، كما تحدث شيخ الأزهر أحمد الطيب في افتتاح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط «ميلاد السيد المسيح»، وكان ياسر عرفات قد وصف البطريرك القبطي الراحل الأنبا شنودة بأنه «بابا العرب» فقد حارب في فلسطين كضابط احتياط ١٩٤٨.
كان عبد الناصر قد دعا إلى «إعادة كتابة التاريخ» العربي - الإسلامي بينما دعا الرئيس المصري السيسي إلى «ثورة في الإسلام» واختلف مع المتزمتين في «الأزهر الشريف».
افتتاح شارع «مار شربل» في بيت لحم أشاد به البطريرك الماروني بشارة الراعي، كما المسيحيون في لبنان، وافتتاح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط لقي إشادة من بابا روما فرانسيس، كما حتى من الرئيس ترامب.
الإسلام التقليدي والسلفي هو حاضنة الحركات الإسلامية المتطرفة و«الإرهابية»، وسبب من أسباب «الإسلاموفوبيا» في أوروبا والعالم.
لأسباب سياسية انشقت، هذا الميلاد، الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ولأسباب سياسية يتحدث البعض عن الصراع السني- الشيعي، ولأسباب نعرفها يتحدثون عن الصراع الإسلامي - اليهودي، وعن «الجذر المشترك» للحضارة المسيحية - اليهودية.
الإسلام الحقيقي يعني الاعتدال والوسطية، مع أن فلسطين هي البلد الأصلي للديانة المسيحية، وهي على علاقة جيدة بمختلف كنائسها.
صنوبر رام الله
هناك نوع من أشجار الصنوبريات يقال إنه خاص بفلسطين، وبالذات في رام الله، ويسمونه «قرّيش» وهو كثير الأكواز، التي تطرح بذوراً تضاف إلى حلوى الملبن وبعض أنواع الخبز والحلويات.
هناك سجال وجدال دائر حول المباني القديمة في رام الله وغيرها .. ولكن هناك «حالة انقراض» للصنوبر من نوع «قريش» الذي كان شجرة الصنوبر الرئيسة في شوارع رام الله القديمة، وبعض حدائقها، وهو من الأنواع المهددة بالانقراض.. خاصة من الشوارع.

حسن البطل

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الاعتدال والوسطية عن الاعتدال والوسطية



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 19:48 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

تأليف الحكومة اللبنانية يدخل مرحلة "الاستعصاء"

GMT 07:35 2014 السبت ,05 تموز / يوليو

حلم الحاكم فى مصر

GMT 05:07 2016 الأحد ,22 أيار / مايو

عظمة المرأة الصعيدية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon