شخوص العميد أخو الفدائي
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

شخوص العميد أخو الفدائي!

شخوص العميد أخو الفدائي!

 لبنان اليوم -

شخوص العميد أخو الفدائي

بقلم : حسن البطل

كنّا أولاداً، والولد محمد العردات ابن الحارة، والقرية كانت حارات، ولا أذكر، الآن، من حارات قرية دوما سوى حارتي «الشمس» و»الجورة»، ربما لأن اللاجئين الفلسطينيين في دوما تركَّزوا فيهما.
زمرة أولاد لاجئين، بين سن الخامسة والتاسعة، ينتعلون الصندل ويرتدون «الشورت» صيفاً، وينتعلون «الكندرة» ويلبسون البنطلون الشتوي، بما يميّزهم عن أولاد القرية بـ «شراويلهم» السود صيفاً وشتاء.
كانت دوما أكبر قرى غوطتي دمشق، وصارت أكبر مدن الغوطتين، وفي الحالتين كان وبقي معظم اللاجئين فيها من طيرة ـ حيفا. كانت عروبية وصارت إسلامية!
أذكر أسماء العائلات الفلسطينية: درباس، عمرين، الحجة، عبد العال، يعقوب، البطل، الإزّة، ولا أذكر، الآن، كل أسماء أولاد الحارتين من اللاجئين، الذين يتوزَّعون بين مدرستي سيف الدولة والهاشمية للبنين، وهما كانتا المدرستين الابتدائيتين الوحيدتين آنذاك.
كان محمد العردات، مثلاً، رفيق لعب وشغب، و»تراجد» بالحجارة مع أولاد القرية من السوريين. لما شبّ أولاد اللاجئين في القرية، ذهب نصفهم إلى العمل الفدائي: أخي الأصغر، وابن عمي، وابن خالتي.. وأيضاً، محمد العردات. نصف ـ النصف ماتوا، ومن بينهم أخي الصغير سعيد وابن خالتي حلمي، ورفيق الحارة محمد العردات.. وآخرون.
دارت السنوات عشرين دورة، ذهب خلالها أولاد طيرة حيفا في دوما إلى فصائل شتّى، ومعظمهم انتهى إلى الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة. لماذا!
طيراوية حيفا «طخّيخة» لأن قريتهم كانت آخر قرى الساحل التي سقطت حرباً، بعد شهرين وعشرة أيام من سقوط حيفا وقيام إسرائيل.. وهكذا، ذهب معظم شبابهم إلى القيادة العامة ـ أحمد جبريل، المشهورة بـ «الطخطخة».
دار الزمان دورته، والتقيت، مصادفة، في مدينة صيدا صديق الطفولة محمد عردات، فإذا به قائد ميداني لعناصر جبهته في صيدا.
بعض الناس لا تتغير سمات وجوههم كثيراً في سن الولدنة عنها في سن الرجولة، وهكذا عرفني الفدائي محمد وعرفته.
في سن التاسعة لم نكن نشرب القهوة.. بل الشاي فقط، ولا بالطبع نتعاطَى السكائر، وفي سن الثلاثين جلست وزوجتي مع محمد على فنجان قهوة وبضع سكائر في حديقة بصيدا.
أيام بعد هذا اللقاء، سقط الفدائي محمد في صيدا بـ «نيران صديقة» نتيجة مناوشات عابرة بين فصيلين، حاول فضّ الاشتباك بينهما. بعد موته رقّته جبهته من ملازم أول إلى نقيب.
كان محمد «ابن نكبة» من جيلي، ولد بعدي في طيرة ـ حيفا بثلاث سنوات. كان له من العمر سنة في خروج الطيرة، وكان لأخي سعيد سنة من العمر، أيضاً. الاثنان ماتا، ومات ابن خالتي حلمي (أبو العبد) في معركة جرت في موقع «فصايل «بالأغوار. كانوا سبعة فدائيين، وكان خمسة منهم من طيرة حيفا. دار الزمان دورته، وكانت بيروت ملتقى أولاد اللاجئين الذين صاروا فدائيين، ثم صارت تونس ملتقاهم، والآن صارت رام الله.
في مقهى رام الله، أقعد مع أحمد يعقوب، الطيراوي الذي ولد في سورية، وكان مع القيادة العامة ثم جبهة التحرير الفلسطينية ـ أبو العباس (ابن خالي محمد عباس الطيراوي) الذي مات بدوره بعد حرب الخليج الثانية.
انضم إلينا طيراوي ثالث، يرتدي بزّة مدنية كاملة مع ربطة عنق، وعلم البلاد على سترته: «سين ـ جيم» فإذا به الشقيق الأصغر للشهيد محمد العردات، وإذا به العميد (ف) في الأمن الوطني، وإذا برام الله صارت ملتقى الفلسطينيين الثالث بعد بيروت وتونس.
كان العميد (ف) ولداً صغيراً، عندما سقط شقيقه محمد في سن الـ34، وها نحن نعرف عن أخيه ما لا يعرفه من نضال.
من الطيرة «الكبيرة» إلى لبنان، ومن لبنان إلى تونس، ومن تونس إلى رام الله.. لكن في قبرص راحت أمّي تحكي لي عن الشباب الذين راحوا في العمل الفدائي، قلت لها: هل نتوقف؟ قالت: هذا طريقنا ولازم نكفّيه.

توفيق الصرداوي
جاءنا إلى قبرص، ومن جريدة «السفير» إلى سكرتير «فلسطين الثورة» ومن الضفة إلى الأردن، إلى لبنان.. ومن محرّر رئيس في «السفير» إلى سكرتير «فلسطين الثورة». صحافي مطبوخ ومحترف.. وشعلة من الحساسية.
سألته: لماذا تركت والتحقت بنا؟ قال: بعد خروج الفدائيين لم يعد لبنان هو لبنان. كان أكبرنا عمراً، وأكثرنا مهنية، وأوسعنا ثقافة. سنة، ثلاث سنوات، ولم يجد لعمره وخبرته مكاناً بين «الشباب» فغادرنا إلى السويد، بعد أن أوصاني برعاية محررين شباب توسم فيهم مستقبلاً صحافياً، أبرزهم جواد البشيتي.
مات توفيق في السويد بأزمة قلبية، كان فيها يوصي «خذوني إلى صردا». أنا عدتُ إلى قرية صردا وهو لم يعد.
في غرفة التحرير كان يقول لي: لازم يصير شيء كبير في الضفة. غادر قبل الانتفاضة الأولى، ومات قبل أوسلو.

كتاب ـ مكتبة
كان «شادي» خليفة طالب صحافة في جامعة بولندية، وكان يراسل «فلسطين الثورة». شادي عاد إلى بدرس، حيث ولد، وإلى الضفة بعد أوسلو، واستعاد اسمه: محمود خليفة، وصار وكيل وزارة الإعلام.
أخيراً، تصفّحت كتابه الهائل (أكثر من 600 صفحة قطع كبير) عن الصحافة والصحافيين الفلسطينيين الذين عملوا في م.ت.ف وفصائلها وصحفها ومجلاتها.. وربما كان في الأساس رسالة دكتوراه صحافية.
كتاب كأنه مرجع و»مكتبة» ولعلّه أفضل وأكمل توثيق من نوعه. من مراسل إلى وكيل وزارة. أكرم مسلم من مدقق إلى أديب شهير وموهوب!
من بدرس إلى الأردن، ومنها إلى بولندا، ومنها إلى «الجزء المتاح» للسلطة الفلسطينية، وصارت رام الله ملتقى الفلسطينيين الثالث.
من طيرة ـ حيفا إلى دوما، ومن سورية إلى لبنان، ومن لبنان إلى تونس.. ثم رام الله.
من سردا إلى الأردن، ومنها إلى لبنان، ثم قبرص.. ثم السويد، حيث سكنتُ سردا وزرت مع موسى، الذي مات، شقيق توفيق الميت منزل العائلة، وشاركت في أفراح زفافها.
بعثرتنا يد النكبة، ولملمتنا يد الثورة والمنظمة، وعادت فلسطين لتجمعنا في رام الله. هذا جانب من حياة جيل ومن قصة شعب ووطن.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شخوص العميد أخو الفدائي شخوص العميد أخو الفدائي



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon