سعيد
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

سعيد

سعيد

 لبنان اليوم -

سعيد

بقلم - حسن البطل

أرمقه خطفاً، ويتملاني بعينين صريحتين. للموناليزا ابتسامتها الغامضة، ولأخي على الجدار الحجري عينان صريحتان. مسدسه كان صريحاً جداً. طالما حذرني من خطورة لمس مسدس «سميث آند ويسّون». سرق الرفاق مسدسه وأعطونا جثته. رقد سعيد، أصغر إخوتي، الى جانب أبي، مصباح، الذي رقد الى جانب جدي حسين. ثلاثة قبور، في المنفى، للجد والأب والابن، (ولعلهم أرقدوا أمّي، مريم، الى جوارهم في مقبرة دوما).
صورة الشاب فدائياً على الجدار. الزوار يسألون عن «نجمة غيفارا» على قبعته. يقولون: أعطاك عمره. أعطاه جدّي عينيه الملونتين الصريحتين، وأعطاني أبي عيني البنيتين. ولا أي بنت، أو حبيبة، أو زوجة رأت الصراحة في عيني!
المقاتل الشاب حذرني: لا تعبث يا أخي مع «سميث آند ويسون». أصابعك رشيقة على القلم... والفتى شاباً حذرني، بعد حزيران 76، في ساحة العباسيين بدمشق، من مرافقته ورفيقه أبو العبد، الى مكتب التطوع الفدائي. قال: قدمك ثقيلة لأن سمعك ثقيل. اذهب وقلمك الى جهاز الإعلام.
عيناه الصريحتان تأخذاني الى صورة الطفل والفتى. والصور الأربع للمقاتل، للشاب للفتى والطفل، تأخذني الى رثاء شاعر صعلوك لأخيه الأثير:
«كان لي أخ وكان يعينني على نائبات الدهر حين تنوب».
«حليف الندى، يدعو الندى فيجيبه، سريعاً، ويدعوه الندى فيجيب»
.. وكنت أسأله عن النهر، فكان يجيبني: يا له من نهر قميء ومهرول! بماذا أجيبه، بعد أن عبرت الجسر سلماً؟ صورتك، مع «نجمة غيفارا» كانت من زاد «العودة»؟ عبرت الجسر لاحقاً بسترتك البحرية الرياضية (في لون جوهرة «قلب المحيط» في فيلم تايتانيك)؟ سأقول له: عيناك الصريحتان صارتا أكثر  صراحة. قلمي الرشيق صار أكثر رشاقة. منحوك، بعد موتك، نجمة أخرى، ومنحني قلمي (الذي طردته أنت الى جهاز الإعلام) جائزة فلسطين للمقالة.
سعيد يعرف ما لا يعرفه قرّاء عمود يوم الجمعة. قلمي مثل زناد مسدسك «سميث آند ويسون». مسدس بكرة بلا زر أمان. قلم سيّال يأخذني من نور عينيك الصريحتين في صورتك فدائياً (أو يأخذني من عضلة ذراع أبيك عندما يتوضأ).. ولا يتوقف. كيف تكتب؟ ضغطة خفيفة على الزناد.
لا يعرف الفدائي كيف يتطور الكمين الليلي، ولا يعرف الصحافي كيف تتطور كلمات عمود الجمعة. مريم، أمّنا نحن الإخوة الأربعة، تعرفنا من «القماط» الى التابوت، ومن الولدنة الى الأبوة والجدودية.. أنا أعرفك أنت، سعيد، أكثر من أخوينا الكبيرين، لأنك «حليف الندى»، ولأن حسين، تركه مصباح، والدنا، وعبد الرحمن، أخونا.. جريحاً تحت شجرة الكينا في الكبابير على سفح الكرمل. حضر الجريح، الأسير، بعد عشر سنوات من النكبة متسللاً.. وبقي أخاً غريباً، وسافر الأخ عبد الرحمن ليعمل مع «أرامكو» بالسعودية.. وبقي أخاً غائباً - حاضراً.
بقيتُ وسعيد «زوج زغاليل». أباطحه، فيجندلني أبي ليبطحني أخي. أسابقه على التهام «حزوز» البطيخ.. فيؤازره أبي في السباق. في المساءات نتبارى في سرعة ارتداء ملابس النوم.. فأجد أمّي قلبت أكمام البيجاما ليسبقني سعيد.
ربما كنت، أنا صاحب القدم الثقيلة والأذن الثقيلة، سأسبقه الى الموت، لولا انه دفعني وقلمي الرشيق: «روح على الإعلام أنت وقلمك، مَن يحتاجك في الكمين الليلي».
كان أبي يداعب أخي «سعيد أبو القرنين». جرح غائر فوق جبينه الأيمن (عندما انقلبت، في الرحيل عن الطيرة، سيارة العيال والنسوان على كوع حاد قرب سيلة الظهر). وجرح غائر آخر فوق جبينه الأيسر (عندما طوحت بحبال الأرجوحة عالياً.. فسقط سعيد).
عاد حسين، شقيقنا الأكبر، فأعطى سعيد لقب «أبو مشهور». قال إنه يشبه صديقه البدوي «الجدع» في نقب فلسطين.. وعندما بدأ «عصر الأبوات» الفدائيين كان سعيد مستعداً له بلقبه. ثلاثة أشقاء محاربين.. ورابع صحافي!
***
.. عندما انقلبت سيارة الفدائيين المسرعة، مات أبو مشهور، لأن «القرن الثالث» كان جرحاً غائراً وراعفاً في الرأس. أعطونا جثته.. وأخذوا مسدسه.
كان أقنوم أمّي: «الصغير حتى يكبر. المريض حتى يشفى. الغائب حتى يحضر». كنتُ على سفر فلم أحضر موت أخي الصغير. كنت في البلاد فلم أحضر موت أمّي. أهديتُ قبرها حفنة من تراب طيرة حيفا. على الجدار صور ثلاثة موتى: أبي وأمّي وأخي.. ومسبحة العقيق اليمانية (99 حبة) قسمتها أمي الى ثلاث مسابح (33 حبة).
العقيق غامض.. وللصورة عينان صريحتان!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعيد سعيد



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon