النبالي الصغير
تحطم طائرة صغيرة تحمل ستة أشخاص في ولاية نيويورك بعد أيام قليلة من حادث نهر هدسون بنغلاديش تعلن حظر سفر مواطنيها إلى إسرائيل ماكرون يؤكد تعبئة فرنسا للإفراج عن الرهائن وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وضمان صول المساعدات الإنسانية إلى غزة محكمة تركية ترفض الاعتراض المقدم من محامي أكرم إمام أوغلو المحتجز منذ نحو الشهر على ذمة تحقيق في قضية فساد مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مدينة غزة انتهاء الجولة الأخيرة من محادثات استعادة وقف إطلاق النار النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون تحقيق أي تقدم واضح ترامب يتهم 3 أشخاص بالتسبب في مقتل الملايين خلال الحرب الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022 زلزال بلغت شدته 5ر4 درجة بمقياس ريختر يضرب طاجيكستان زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب مقاطعة سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأميركية جيش الاحتلال يعلن عن اعتراض صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية قبل أن يخترق الأجواء الإسرائيلية
أخر الأخبار

النبالي الصغير

النبالي الصغير

 لبنان اليوم -

النبالي الصغير

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

النبالي صافي صافي «قرص» قلبي في شارع رام الله الرئيس، بالأمس. مع تحية الصباح لصديقه (الذي هو صديقي)، بدأ يحكي همومه/ اهتماماته، فهو عضو اللجنة التنفيذية لـ «أسبوع بيت نبالا/ خمسون عاماً».

أي «خمسينية» تعني، عفو الخاطر، خمسينية النكبة. صحيح، أنني سطوت على عبارة أثيرة، لابن حيفا، غسان كنفاني «أنا أكبر من إسرائيل»، غير أنني ابن النكبة (ولو كنت أكبرها بأعوام أربعة).

و»قرصني» هذا المواطن النبالي (الذي يبدو أصغر مني) لأنه لفتني بعد أن صادرت منه نسخة عن برنامج الاحتفالات (الأوّلي والمقرّر) ونبذة تاريخية عن بيت نبالا أعدّتها «جمعية بيت نبالا الخيرية». قال: بيت نبالا، وليس بير نبالا.. من فضلك.

أحد كتب لغويي العصر، نعوم شومسكي، عدّت من بين الأمهات المائة لكتب القرن العشرين (نصيبنا منها كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد).. وهذه المعلومة ليست إلّا لكي «ألغو» بأحد أسرار فلسطين العبقرية (عبقرية المكان والزمان.. والإنسان) التي جعلت ثلاث كلمات تتسيّد قسماً كبيراً من أسماء القرى (بير، بيت، دير).

ابن المواطن صافي، وهو بين السادسة والسابعة - يصيخ السمع لحديث الكبار عن برنامج الجمعية لإحياء أسبوع بيت نبالا.
بدا لي أن الاهتمام البالغ لهذا الولد، يتناقض تماماً مع مضمون مقالة للإسرائيلي البالغ بنيامين بيت – لحمي، وفيها يتحدث عن إحساس الإسرائيليين بنوع من «الخواء» الروحي والسياسي في «يوبيل إسرائيل».
هذا «الخواء» الإسرائيلي يعاكس القهر الفلسطيني الممزوج بمشاعر «الامتلاء».

ابن صافي يصغي في الشارع، ويصغي، أيضاً، في صفه المدرسي الأوّل. من المؤكد أن ابن صافي يعرف نفسه - دون أدنى تردّد - أنه من بيت نبالا؛ فهو نبالي صغير.
لا تعرف الجمعية - أو لا تقطع - سبب تسمية القرية باسمها. هناك رواية كنعانية (كالعادة) ورواية إسلامية (كثافة الغابات التي كانت تصنع منها النبال).. ورواية «لغوية» أيضاً (بيت النبالة) أي النبلاء.

كان في بيت نبالا، عام النكبة، زهاء 5000 (بالضبط 4830) نسمة، وهم الآن لا يقلّون عن 25 ألفاً.
القرية خضعت للاحتلال في 13-7-48 وتم تدميرها، فصارت إحدى الـ 450 قرية المدمرة. أي: إحدى الـ 450 «نكبة»، لأن كل فلسطيني نكبة صغرى وأخرى كبرى؛ نكبة البلدة ونكبة البلد/ العائلة الصغيرة والشعب برمّته.

دزينتان من الشخصيات في عضوية اللجنة التنفيذية، وثلاث دزينات في عضوية اللجنة الاستشارية (عددت من بينهم 11 دكتوراً) لعلّ أبرزهم د. شريف كناعنة (لمجرّد أنني أقرأ له شيئاً مفيداً للذاكرة الفلسطينية).

إذا سارت نشاطات أسبوع بيت نبالا سيرها الطيب، سيصبح لدى الجمعية مكتبة، وأرشيف، وبيبلوغرافيا.. وأظنّ أنّ ابن صافي سوف يغرف من هذا الإنجاز، الذي لولا تأسيس السلطة الفلسطينية ما كان له أن يرى النور، هو وسائر النشاطات، المتشعبة والمتعمقة، وحول «يوبيل النكبة» الوبيلة. وبذلك، تتحقق إحدى فقرات إعلان الاستقلال، عن بناء الشعب حياته وإحيائه ذاكرته في وطن حرّ مستقل، والبركة في أحفاد اللاجئين (مثل ابن صافي) الذين نوفّر لهم مكتبة منهاجية للذاكرة.

ولمناسبة الذاكرة/ الإنسان حدَّثني د. عامر بدران، من قبلان، في عيادته صباح أمس، عن طرفة حصلت له على شاطئ فارنا البلغارية أثناء دراسته. حاوره «كهل» ثم حادثه: من أين أنت؟ من فلسطين؟ لا توجد فلسطين! بل توجد! من أي مكان أنت! من قبلان! أين قبلان؟ قرب اللبّن. فقال الكهل: أنت جاري فأنا من «اللبّن العليا» (معاليه لبوناه).. فتصافحا، على مضض أو دفعاً للإحراج، بعد أن قال السائح الكهل: أنت من إسرائيل، فقال الصاحب: بل أنت تعيش في فلسطين.

بعض الإسرائيليين العلمانيين ثرثروا، مؤخراً، مع صديق عن مبدأ «حق الجوار» أو «المجاورة».. على أن يكون حقاً متبادلاً. فقلت له أن يبلغهم ما يأتي: فكيف نذهب (هو وأنا) حتى إلى «الناصرة العليا»، ولا نستطيع أن ندخل من بوابة مستوطنة «بيت إيل».

ربما على كاهل ابن صافي أن يصنع الحل لأولاده، بعد أن صنعوا لهم حلاً كان على حساب جده في بيت نبالا، حتى وهم يصنعون لأنفسهم حلاً على حسابنا في لسان «أريئيل» و«غوش عتصيون».
حسن البطل
من قديم حسن البطل (28-4- 1998)

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النبالي الصغير النبالي الصغير



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:20 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 07:04 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 14:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 17:21 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 20:18 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أفكار لتنسيق الجينز مع البلوزات لحفلات الصيف

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon