هي المركز ومدينة الإزاحتين
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

هي المركز ومدينة الإزاحتين!

هي المركز ومدينة الإزاحتين!

 لبنان اليوم -

هي المركز ومدينة الإزاحتين

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

اعتدتُ تصيُّد لقطات تملأ ركناً يومياً يسمى «قصتك» في الهاتف الجوّال. لقطة الأمس، عن أكبر ثغرة حفريات في «شارع السهل» الذي هو الشارع الرئيسي لـ»رام الله القديمة» كما الشارع الرئيسي لرام الله الجديدة يسمى «شارع ركب»!

اللقطة تحكي حالة إزاحة نموذجية لبيوت قديمة، مهجورة أو مسكونة، لبناء عمارات سكنية أو مجمعات تجارية مكانها. قبل الثغرة الفاغرة والعميقة، كان أكبر بيت قديم في صدارة أكبر عَرَصَة دار في شارع السهل، الذي صار شارع المقاهي والمطاعم الرصيفية، خاصة المشاوي.

سيملؤون الثغرة، ذات البيت المهجور، بأكبر مجمع تجاري في الشارع، وربما يحوي سوبرماركت أكبر من ذلك الوحيد في الشارع والمسمى «سوبرماركت ريم».
كان في حديقة، أو عَرَصَة البيت القديم، شجرة صنوبر عملاقة وشجرة تين، وفي كل مطلع خريف كنت أتردّد على حديقة البيت، لأملأ أكياساً من أكواز متساقطة، لتكون بعض مؤونة مدفأة الحطب في شقّتي. إلى مؤونة مكملة أخرى من الخشب، تدعمان مؤونة أساسية من حطب شجر الزيتون.

كان البيت القديم من طبقة واحدة، وأرضية حديقته تعلو الشارع. الآن، سيصير للمجمع الكبير مكانه، متعدد الطبقات أساس عميق من اربع طبقات تحت ـ أرضية.
للإزاحة هذه جانب حفريات الأساس، وجانب آخر هو «ردميات شوارع جديدة في مدينة التلال، كما للإزاحة هذه وجهها الآخر، وهو معادلة إزاحة شجرية ـ حجرية، ليست متعادلة بين حدائق البيوت القديمة ولا مختلة مع أشجار العمارات والمجمعات الجديدة، سوى أن تلال رام الله تفقد، مع العمران، تنوعاً مدهشاً في غطائها النباتي الطبيعي، لأن لكل متر مربع فيها تنوُّعاً مدهشاً يعادل ما في كيلومتر واحد من بلاد أوروبا!

كان للبيوت القديمة، الأقرب في طرز بنائها إلى ما يشبه «المربع العربي» حسب ملاحظة المرحوم حسين البرغوثي، ثلاثة أنواع من حجارة البناء: «الطوبزي» النافر، و»الملطّش» الأقل بروزاً، وأخيراً «المسمسم» الناعم نسبياً.. ومن ثمّ كان للبيت القديم واجهة من الحجر «المسمسم» وخلفية من الحجر «الطوبزي».. ثم انقلبت الآية في العمارات متعددة الطوابق، حيث يتسيّد الحجر «الملطّش» واجهات المبنى كلها، وبدلاً من طَرْق حجارة البناء القديمة بالأزاميل وصقلها يدوياً، صارت الآلات تقصّ كتلة حجارة ضخمة، وتدقدق وتنعّم آلياً حجارة بناء «الملطّش» بسماكة 10 سم بدلاً من حجارة «الطوبزي» الثقيلة والسميكة.

مع إزاحة البيوت القديمة ذات الطبقة الواحدة لإحلال عمارات سكنية ومجمعات تجارية، هناك جهد ملحوظ للبلدية في ترميم ما يمكن ترميمه وتحديثه مثل ترميم قلب رام الله القديمة، وكذلك بيت قديم مهجور جرى تحديثه ليصير مأوى لكبار السن، أو تحديث وترميم مقر جمعية النهضة النسائية في شارع يافا. لكن ليس كل بيت قديم محميا من حركة الإزاحة إلى بناء حديث. هناك حقوق الملكية وحقوق الإرث.

أتردّد مع جاري على بيوت ودور «تنعى من بناها الدار» لكن فيها ما يمكن التقاطه وقطفه من ثمار أشجارها من التوت أو الأسكدنيا، أو ثمار الجوز والتين، وحتى من داليات العنب الهرمة، وأحياناً نباتات اللوف وجميعها غير «مهرمنة» أو محقونة بالمخصبات الكيماوية. أحب بالذات ثمار الجوز، لأنها تذكرني بطفولتي في غوطة دمشق، وهي تطيب عندما تنضج من حالة «البغو» المخاطي إلى حالة «المحكم» حيث يصبح لبّ الثمرة طرياً مثل الخيار، ولك ما تشاء من الجوز الناشف في السوبرماركت طبعاً.

قال لي دكتور القلب محمد البطراوي: عضلة قلبك قوية، فقلت له: لكثرة ما أكلت من ثمار الجوز «المحكم» في طفولتي بغوطة دمشق الغناء. الجوز لصحة القلب!
هناك من يبكي على إزاحة بيوت قديمة، مسكونة أو مهجورة، لبناء عمارات ومجمعات، لكن بلدية رام الله تنتهز الإزاحة هذه لجعلها مواقف مؤقتة لعشرات السنوات لمئات السيارات، كما فعلت في موقف «الحلوة» الكبير، الذي سيغدو مجمعات عملاقة، أو حديقة مبنى «الأنكل سام» الذي تشغله حالياً مواقف سيارات لقرى شمال غربي رام الله، أو مجمّع المحاكم قريباً من ساحة المنارة، الذي صار مقراً للشرطة.. والآن أصبح مجمّعاً كبيراً للسيارات والمحلات التجارية. الحركة العقارية شديدة النهم.

في أول الحقبة الأوسلوية ـ السلطوية ضجر رئيس تحرير «الأيام» من كثرة الريبورتاجات والتحقيقات عن رام الله، ثم صارت المدينة موضوعاً لكتب تذمّها غالباً، أو تمدحها أحياناً. إنها ليست عتيقة معتّقة مثل القدس القديمة، أو قلب مدينة الخليل أو مدينة نابلس، لكنها مع ذلك عنوان طفرة البناء والإسكان الجديدة.

هناك مدن ـ عواصم ذات بلديات ممتازة، ورام الله بلدية ممتازة.. هذا إن استطاعت، مثلاً وقف مشروع لهدم المبنى العتيق لمسرح القصبة في مركز المدينة، إذا استطاعت تدبير مبلغ كاف لشرائه من أصحابه.
في أول حقبة السلطة أنجز المخرج عرابي السوالمة فيلماً تسجيلياً متواضعاً عن رام الله، أصبح «تراثاً» بعدما تغيرت المدينة تماماً خلال ربع قرن لا غير، كما لم تتغير مدينة أخرى في هذه الضفة من البلاد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هي المركز ومدينة الإزاحتين هي المركز ومدينة الإزاحتين



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon