طـرق عـلـى الـنـحـاس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

طـرق عـلـى الـنـحـاس

طـرق عـلـى الـنـحـاس

 لبنان اليوم -

طـرق عـلـى الـنـحـاس

بقلم - حسن البطل

له هيئة "صنايعي": الكتفان تندفعان قليلاً الى الأمام.. فتسبقهما رقبة أكثر اندفاعاً من كتفيه. خُيّل إليّ أنه يبني أمجاده كفنان في محترفه لصق "خان العمدان". كم سنة سيطرق على النحاس حتى تكتمل "جداريّة فلسطين" التي يعكف صاحبها عليها منذ ثلاث سنوات. هذا هو صاحب دكانة "أمجاد العرب"، خريج معهد "أفني" الإسرائيلي للفنون الجميلة. فنان تزوج حبيبته في الكلية، وتزوج وإياها هذا الفن. حقاً، له هيئة "الصنايعي": وجه فنان يضيئه لمعان النحاس الكامد.. وأيضاً، مشروع عاهة تتفاقم في أذنيه من طرقات على النحاس تزجيها يده ساعات طويلة في أيامه الطويلة جداً. لماذا الرجل في عكا، قرب "الميناء البيزاني" خطر في البال قبل هيبة القلعة؟ وأنا الذي رأيت قلاعاً في كل بلد، وبعض قلاع البحر في غير بلد، لم أجد قلعة مثل قلعة عكا. لم أجد خارجها فلسطينيين على البحر. قلعة لا تبدو كما في بطاقات "الكارت بوستال"، ولا حتى في كتب تؤرخ لما قبل النكبة ولما بعدها. ينبغي أن تحتقر التحذيرات، بلغات ثلاث، وتمشي بأقدام حريصة على أحد أقدام القلعة.. حتى تضع عبارة "يا خوف عكا من هدير البحر" نوتة أخرى وبتوزيع جديد لمشهد لا علاقة له بـ "كارت بوستال". هذا هو "الفنّار" فلندخل "مطعم الفنار". هذا هو "خان العمدان" فلندلف إليه، حيث كل الصخب في باحته: شباب في ميعة الصبا يلعبون الفوتبول، ولجدران القلعة أن تردد صدى الصيحات، واصطدام الطابة بجدران القلعة الداخلية. ولد صغير، فوق العاشرة وتحت الثالثة عشرة (يصعب تقدير عمره على درّاجته الهوائية تبعاً لطول قامته) أطلق الصرخة جذلان، بعدما لمح حرفي "ف" و"P" على لوحة السيارة. قال الولد: "فلسطين عربية؛ عربية مِيِّه بالمِيِّه".. وأنا العائد في إهاب أوسلو، والذاهب الى مدينة القلعة (المدينة - القلعة) بتصريح إسرائيلي، أحسست بالخجل: إنه يردّد هتافاً قرب هدير بحر عكا، كنت أردّده في مثل عمره، وأنا في مظاهرات المدارس في المنفى. هذه هي القلعة التي قالت "لا" بصخورها، ومدفعيتها.. وذلك الرجل: ظاهر العمر الزيداني. طيور البحر في عكا بدت لعيني "سمينة" بعض الشيء و"ناصحة" أكثر من طيور البحر (ونوارسه خصوصاً) على شاطئ ليماسول القبرصية، بالضبط كما قالت لي أمي على شاطئ ليماسول. يومها ضحكتُ وسألتها: يا أمي هل كل شيء في فلسطين أكبر أو أحلى.. حتى طيور البحر يا أمي؟. لكنها، النوارس، كانت أكبر بالفعل، ربما لأن السمك في بحر عكا أوفر باعتباره يأتي مع "الريح الغربي". هل لهذا السبب غيّرت الأركان الخمسة للمكان مواضعها في الحلم: حيفا، يافا، عكا، الناصرة، بئر السبع؟. هل لأن عكا ذات القلعة؟ أم لأنني رأيت معظم الناس في "عكا القديمة" فلسطينيين مثلي. أحب دائماً أن أرى الفلسطيني على حافة البحر لا حافة الصحراء. لذلك، أحببت يافا التي تبدو "راكزة" في بيوتها الحجرية، بينما لتل أبيب القديمة قلب من خشب مسوّس!. على البحر لا بدّ من السمك، وكأس أو اثنتين من حليب السباع، ومن تلك "الصهباء" التي كانت نشوة الروح في مطلع الشباب الصاخب. اهترأت نشوة الكأس، كما ذوت نشوة السيكارة الأولى (يا لخوف صدر المدخن من السرطان الوئيد).. وأما نشوة الأنثى فتروح وتجيء. ها أنا ضنين بآخر النشوات: نشوة العودة من "الكارت بوستال" الى بحر يلاطم قلعة الجزار كأنه المخرز.. سوى أن عكا قلعة وليست مجرد كفّ يتوسل للبحر!. لسبب ما، تذكرت الشاعر إيليا أبو ماضي، الذي وقف على شاطئ بحر في أميركا اللاتينية، فأنشده: "قد سألت البحر يوماً هل أنا يا بحر منكا هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا أم أن ما رووه كان زوراً وبهتاناً وإفكا" ذاك نشيد كان صدى الشاعر المهجري لنظرية "النشوء والارتقاء" الداروينية. أما ذلك الرجيع في صدري فهو بقايا ملح في هواء ساحل حيفا تنشّقته قبل خمسين عاماً طفلاً، وها أنا أحسّ به في ذلك "الميناء البيزاني". أليس للحنين "نشوء وارتقاء"؟ أليس للنشوة الأولى، وسمك وكأس على البحر ما يشحذ صبوات عائد خمسيني يزور عكا بسيارة ذات لوحة تسجيل فلسطينية، فإذا بولد على درّاجته يعيده الى هتاف طفولته: "فلسطين عربية؛ عربيه ميّه بالميّه"؟!. طرقة طرقة على النحاس تتواصل في غاليري "أمجاد العرب" في قلعة عكا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طـرق عـلـى الـنـحـاس طـرق عـلـى الـنـحـاس



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon