194  1 – 2  اليونسكو

194 + 1 – 2 = "اليونسكو" ؟

194 + 1 – 2 = "اليونسكو" ؟

 لبنان اليوم -

194  1 – 2  اليونسكو

حسن البطل

لا أعرف أيهما أكثر تأثيراً وانتشاراً، لكن يشكو إسرائيليون من أبرز صحيفتين أميركيتين: "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز".. اللتين تشكوان سياسة إسرائيلية، إزاء سياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه إيران، وإزاء الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. لي من العمر الصحافي 40 عاماً، وكنت في مطلعه أقرأ عن شكوى الصحافة العربية من تحيّز هاتين الصحيفتين الأميركيتين لإسرائيل.. والآن انقلب حال الشاكي والمشتكي وموضوع الشكوى! آخر مقال قرأته في "واشنطن بوست" (نقلته "الأيام" 8 الجاري) يشكو إسرائيل لأنها تتسبب في "تهميش" أميركا في الامم المتحدة، وهذا بمناسبة مؤتمر "اليونسكو" الحالي، حيث احتلت فلسطين مقعدها، رسمياً، بينما خسرت أميركا وإسرائيل حق التصويت في منظمة الامم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة. بموجب قرارين من الكونغرس، عامي 1990 و1994 تتوقف أميركا عن دفع قسطها في ميزانية أي وكالة للأمم المتحدة، إذا حصلت فلسطين على مقعد دولة. الحال، أن أميركا تموّل 25% من الميزانية العامة للأمم المتحدة، التي صوتت جمعيتها العامة على قبول فلسطين دولة ـ مراقب في دورتها قبل عام، وهذا العام تحدث رئيس السلطة أمامها وعومل بروتوكولياً بصفته "رئيس دولة". "اليونسكو" أول منظمة للامم المتحدة تقبل عضوية فلسطين دولة عاملة عام 2011، ومرّت ثلاث سنوات بين مؤتمرين لها لم تدفع فيها أميركا وإسرائيل حصتهما المالية .. ومن ثم، فقدتا حق التصويت هذا الأسبوع. ترى "الواشنطن بوست" خسارة أميركية في الأمر، لأن برامج "اليونسكو" المتنوعة تساعد في مكافحة التطرف والعنصرية، وتساعد في انتشار ثقافة التسامح، ولهذا عادت إدارة بوش ـ الثاني إلى المنظمة عام 2003، أي في أول مؤتمر بعد "ضربة نيويورك"، وانتخبت السيدة الأميركية الأولى، لورا، كسفيرة فخرية لعقد الامم المتحدة لمحو الأمية. في الواقع، وقبل أوسلو، حالت أميركا دون قبول عضوية م.ت.ف في "اليونسكو"، بل حالت بين عرفات وإلقاء خطاب في الجمعية العامة، التي اضطرت لنقل اجتماعها من مقرها العام والدائم في نيويورك إلى مقرها الأوروبي في جنيف. من الأضرار العملية الجانبية لفقدان أميركا حق التصويت تأخير إدراج مواقع أميركية في "قائمة التراث العالمي" لكن الأضرار العملية الرئيسية هي مالية، إذ تضطر "اليونسكو" إلى خفض نشاطها وإقالة عدد من موظفيها، لأن ميزانيتها انخفضت من 653 إلى 507 ملايين دولار. تنوي فلسطين الانضمام الى مزيد من منظمات وهيئات ووكالات الامم المتحدة، من منظمة الصحة العالمية.. حتى المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يعني أن خسران أميركا حق التصويت يلحق ضرراً في أداء عملها، وفي برامج دولية مشتركة، فقد يشل منظمة الصحة الدولية مثلاً.. وبرنامجها العامل لشلل الأطفال. في حديث قاس مع محطتين تلفازيتين، إسرائيلية وفلسطينية مستقلة، وجه كيري تحذيراً ثلاثياً لإسرائيل : قد تتغير تحالفات الدول إقليمياً.. فلا تناموا على حرير؛ وقد تندلع انتفاضة ثالثة فلسطينية.. وقد تؤدي سياسة اسرائيل إزاء فلسطين (وإيران) إلى عزلة إسرائيل دولياً. الصحف الإسرائيلية اتهمت كيري بـ "الحمق" و"العمى" و"الغباء" سواء لسياسته في مفاوضة إيران مع الدول الخمس والمانيا، أو لأسلوبه في حثّ المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية. كان المعلق الرئيسي في "النيويورك تايمز" توماس فريدمان، قد حذر اسرائيل من خداع النفس، في وقت مبكر من العام الماضي، ومن أوهام أن الانشغال بـ "الربيع العربي" يهمّش الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، لأن صوت "الشارع العربي" سيصير أكثر أهمية في رسم السياسات الرسمية العربية. بينما تفاوض إيران العالم بذكاء حول برنامجها النووي، وتتسبب بخلاف داخل الدول الست (بسبب فرنسا) فإن إسرائيل تفاوض العالم بذكاء أقل حول شروط السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وتتهم كيري وأوباما بالانحياز للجانب الفلسطيني؟! هذه أوهام نتنياهو، لأن أميركا لا تسمح بهزيمة الجيش الإسرائيلي في أي حرب نظامية مع دولة إقليمية أو تحالف دول، فكيف تسمح بتدمير إيران لإسرائيل نووياً؟ خلاصة أفضل تعليق إسرائيلي على الخلاف الأميركي ـ الإسرائيلي حول إيران وفلسطين أن نتنياهو يحلم بدور ونستون تشرشل في تحذيره العالم من سياسة تشمبرلين المهادنة لألمانيا النازية.. لكنه، في الواقع، يخوض صراعاً مع طواحين الهواء مثل دون كيشوته. للقضاء الإسرائيلي أن يبرئ ليبرمان.. لكن هل من الحكمة أن يعيده نتنياهو إلى وزارة الخارجية.. وقس على ذلك؟  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

194  1 – 2  اليونسكو 194  1 – 2  اليونسكو



GMT 22:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل... القضاء على «الأونروا» بعد «حماس»

GMT 22:16 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجبل السحري

GMT 22:14 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701؟

GMT 22:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هروب “الزمن الجميل”!

GMT 22:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن الأفكار والنساء والمقاومات

GMT 22:07 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس الأزمة الأوكرانية... أميركياً و«شرق أوسطياً»!

GMT 22:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكل متأخر... سيدي!

GMT 22:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«الجونة».. وضبط الجرعة في التعامل مع الأزمات!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل
 لبنان اليوم - غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل

GMT 11:00 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته
 لبنان اليوم - تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon