لوحة شتائية

لوحة شتائية

لوحة شتائية

 لبنان اليوم -

لوحة شتائية

حسن البطل

1 - شفاه أو ..؟ 
قادمة من عمق الأحمر القاني، انكسرت موضة "أحمر شفاه" النساء على حافة البنفسجي. لكن، على تلال هذه الضفة تنكسر تكشيرة السماء، في شتاء كثير النوّات الماطرة، عن ابتسامة شفاه خضراء. 
بين تلة وتلة فرجة ضيقة أو واسعة، كما بين شفة وشفة غاضبة او نشوانة. شفاه خضراء داكنة .. اذا انفجرت تكشيرة السماء الماطرة، خُيّل اليك، مع قليل من انعكاس أشعة الشمس، انها شفاه ارتوت ماء، كما ارتوت المرأة .. فبانت حافات صخور التلال، العارية من الاخضر، مثل صف أسنان. انها "تريل" مثل فم طفل رضيع أفلت، لتوه، حلمة ثدي أمه.
 صعد: الأزرق، الابيض، الاخضر الى موجة طلاء أظافر النساء. لم تصعد موجة هذه الألوان الى شفاه النساء. 
.. أو أن التلال هذه ليست شفاهاً، بل فروج فتيات بكر، او نساء ثيبات، او امهات ولودات، لهن - في هذا الشتاء كثير النوات - عادات الحيض او المخاض. 

2 - عصافير
 تغدو عصافير الدوري بدينة في الشتاء البارد، ورشيقة هيفاء في الصيف القائظ.. أو تبدو نزقة، مثل قطة برية، في الصيف؛ ونزقة مثل قطة البيت في الشتاء. 
يا لعصافير الدوري! 
.. ثالت الكائنات التي تألف الانسان، مثل كلب الدار (الحقل، الراعي) أو كلب الصالون البطران. مثل قطة الدار الأليفة، أو قطة الحارة نصف البرية. 
عهد الوفاء بين الكلب وصاحبه، وعهد سياسي محض، قابل للحنث، بين القطة وربة البيت .. الا ثالث اصدقاء الانسان :
 عصفور الدوري الذي لم يكتب بعد، هو وصديقه، معاهدة سلام.. او حتى اتفاق عدم اعتداء. 
الوردة هي الوردة، حتى لو انضمت الى فيلق الزهور. العصفور الدوري يظل هو العصفور الدوري، حتى لو جندوه - قسراً - في فيلق الطيور. 
يسرق حبات قمحك وشعيرك من حقل البيدر، او يسرقه من شرفة بيتك. لكن، لو وضعته على راحة يدك لن يقرب .. حتى ولو هلك جوعاً. 
ينتظر كسرة خبز جاف، او بقايا ما شبع الانسان منه، او يتسلى بملء حوصلته بديدان الحقول، او حشرات الشجر.
 عصافير الدوري أشبه بقطط طائرة، أو ان القطط أشبه بعصافير برية. كلاهما "تفرّ مذعورة" .. بينما تهرب الكلاب ذليلة (وذيلها بين قائمتيها الخلفيتين). عصافير هي كائنات نزقة، حتى ان اصواتها المزقزقة هي صوت "النزق". 
"على الموضة"؟ لحية ذكر العصفور الدوري، لكنها لحية سوداء مدى الحياة لا يعاجلها الشيب، كما لا يؤجلها انتظار "سن البلوغ"... من اول الزغب يبدو ذكر العصفور الدوري ذكراً، وتبدو انثى العصفور الدوري انثى. 
لو كان عدد خفقات القلب مقياساً لشدة العشق، لكان هذا العصفور الدوري العاشق الاول، المتيم، الهائم، المدنّف .. الولهان. 
الحمام واليمام للسلام.. وعصافير الدوري لمعاهدة الارتياب الأبدية بين ابن آدم وثالث الأصدقاء من الكائنات. 

3- الوحل 
شعبان في الوحل، او يتصارعان في الوحل، او يمشيان في الوحل.. غير ان الشعب المغلوب في ارضه يقطع دروبه الموحلة على نعال اقدامه، بينما جنود الشعب الغالب يقطعون شوارع الشعب المغلوب.. على جنازير موحلة. 
سيارات موحلة العجلات، تجتاز حاجزاً من دبابات ذات جنازير موحلة .. هذا هو المشهد الشتوي لأيام الحصار.
 .. غير ان عصافير الدوري تجتاز حاجز الشك من هؤلاء وهؤلاء، وتبحث، على الحاجز عن رزقها بين فضلات وقوفهم الطويل. 
.. وغير ان التلال، ذات الشفاه الخضر، او ذات الشفاه المنفرجة عن شهوة لمطر السماء.. او عن نشوة من الارتواء. هذه التلال تدعو العصافير الى اوكار الاختباء.. اذا لعلع الرصاص، او دوت قنابل الصوت، او غطت سحابة من الغاز المسيل للدموع حاجزاً من حديد وبشر.. غارقا في الوحل.
  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوحة شتائية لوحة شتائية



GMT 19:47 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 19:45 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 19:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 19:39 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

GMT 19:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السينما الإيرانية.. السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة»!

GMT 19:34 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 19:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصندوق؟!

GMT 19:27 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلاهما مُر

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل
 لبنان اليوم - غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon