إسرائيل المأخوذة بهوس الجدران

إسرائيل المأخوذة بهوس "الجدران" !

إسرائيل المأخوذة بهوس "الجدران" !

 لبنان اليوم -

إسرائيل المأخوذة بهوس الجدران

حسن البطل

مما قرأت من غرائب الأمن الإسرائيلي، حفر خندق عميق بين حي فلسطيني في القدس ومستوطنة يهودية في شرقي المدينة. هذا يجوز في "القدس الموحدة" ويجوز تسوير "القدس الكبرى" لعزلها عن امتدادها مع الضفة بجدران اسمنتية صماء وملتوية التواء الأفعى. يجوز كذلك بناء جدار عازل يتغلغل خلف "الخط الأخضر"، وأيضاً جدار آخر بين سيناء ونقب فلسطين، يوشك على الاكتمال، لمنع تسلسل الهجرة الأفريقية لإسرائيل، التي وصلت درجة الصفر بعد إقامة الجدار، وبتعاون مع مصر. قبل اكتمال الجدار الجنوبي مع مصر، ها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي يوعز ببدء التخطيط لإقامة جدار آخر على امتداد غور الأردن، كتأكيد على أن "الحدود الأمنية" لإسرائيل ستظل، في أي تسوية أو حل، على هذا الجدار.. والحجة غريبة: يمكن لـ 700 ألف لاجئ سوري في الأردن أن يفكروا بالتسلل إلى إسرائيل.. هكذا، ستكون دولة فلسطين بين جدارين: شرقي وغربي.. وسيطرة على المعبر الوحيد. بعد إنجاز جدار الغور، أو معه، تفكر إسرائيل بجدار آخر.. ولكن في الجولان، والذرائع جاهزة لأن الفوضى في سورية يمكن أن تؤدي لسقوط نظام حافظ على الهدنة 40 سنة.. لكن، ماذا لو تسلل إلى الجولان المحتل عناصر من "الجهاد العالمي" أي من أتباع "القاعدة"؟ لا بد من الاحتياط الإسرائيلي لهذا الاحتمال البعيد. لا بد أن أكثر الجبهات الإسرائيلية تحصيناً هي في جنوب لبنان، ربما لأن مغاوير "حزب الله" قد يفكرون بـ "غزو" شمال إسرائيل، وليس فقط برشقات صواريخ كانت تصل "حيفا وما بعد حيفا" وصارت تصل تل أبيب، وربما النقب. هل نسينا "الأنفاق" و"الجسور العلوية" و"الحواجز" في الضفة؟ صحيح أن المثل العربي السائر يقول: الباب أو النافذة حيث تهب منها الريح سدّها واستريح، لكن بعض الشباب الفلسطيني يتسلق الجدار بالسلالم والحبال، وآخرون يثقبونه هنا وهناك بالمطارق، أما صاحبي وزميلي فلديه آية قرآنية : "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة". إسرائيل أقوى دولة في المنطقة، ولها أقوى جيش، ولهذه الدولة والجيش أن تصير دولة الجدران والأسوار والأنفاق والجسور المعلّقة.. وكمّامات الغاز والغرف العازلة (المأطومة). كان بعض الأصدقاء يتجولون في جوار قرية عابود واللبّن الغربية، وصادفوا شباناً يهوداً مسلّحين من مستوطنة "معاليه ليبونا".. قالوا : نحن نخاف! ممّ يخافون وهم مسلّحون، ومستوطنتهم ذات أسوار وأبواب حراسة، بينما القرى والمدن الفلسطينية مفتوحة على الآفاق الأربعة.. ولعربدات الجيش والمستوطنين؟ بدأ الاستيطان اليهودي في فلسطين بعقلية "سور وبرج" وحتى بعد أن صار لإسرائيل أقوى جيش، فلا تزال العقلية هي إياها! نحن نقول بدولة مجردة وبلاد بلا جدران وأسوار، وهم يقولون بـ "مديناه ـ دولة" مسلحة حتى أسنانها، ومحمية ومسوّرة بالجدران؟ .. ها، تذكرت أن ايهود باراك وصف إسرائيل "فيلا في غابة"؟! زعبرة إسرائيلية زعبر إسرائيليون لرسالة تعزية من الرئيس إلى عائلة المقاتل محمد عاصي (شهيد مغارة بلعين ـ رجل ضد جيش). هاكم ما قاله وزير حربية إسرائيل موشيه يعلون في جلسة تأبين بالكنيست لمرور 12 سنة على اغتيال اللواء ـ الوزير رحبعام زئيفي (غاندي) : "كانت لغاندي رؤية استراتيجية واضحة استندت إلى المعرفة وليس إلى الجهل والارتجال، إلى رؤية واعية وليس إلى السذاجة، إلى الحقائق وليس إلى الأماني. وقد عرضت مواقفه كمتطرفة كي ترفض، ويحتمل أن تكون قد سبقت زمانها. صحوة الكثيرين في السنوات الأخيرة هي دليل على ذلك". للتذكير، كان زئيفي ضد أوسلو، وضد الانسحاب من أريحا، وادعى أنه يمكن تطبيق "الحكم الذاتي" في شارع واحد أو شارعين في أريحا. إسرائيل أطلقت على شارع الغور اسم "طريق غاندي".. لماذا سمي بهذا الاسم؟ ليس لأنه مسالم، بل لأنه أهيف جداً مثل غاندي الهندي. قتلوا أبو علي مصطفى.. ورد الشباب بقتل غاندي! قمة الزعبرة في مقالة لنداف هعتسني طالب فيها السلطة بتعويض أي إجلاء يهودي عن المستوطنات في الضفة.. وأيضاً، عن مستوطنات غزة، وذلك بحسم المبلغ من أموال "المقاصة"؟ "لا".. و"نعم" كما توقعت، نال عمود الأمس أربعة إعجابات، وأربعة اعتراضات.. وموافقة واحدة. أريد تذكير قارئي أن براءة منحي جائزة المقالة لعام 1998 جاء فيها: ".. على الرغم من أن آراءه تخالف الاتجاه العام". Nidal Wattad : لا لدولة مؤقتة لأنها ستصبح دائمة ... يوسف القطب : لم يعد ثمة صبر .. مفاوضات واستيطان .. تحت الأمر الواقع .. Sami Al Baiuomy : مممم .. قبل ما أقرأ المقال انصدمت من اسمه .. الله يستر .. Jamal Shaheen : أول الرقص حنجلة لا ثقة لي بهذه قيادة أمجد الأحمد : مقال جريء. نقلا عن جريدة الايام  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل المأخوذة بهوس الجدران إسرائيل المأخوذة بهوس الجدران



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon