أصابع كف يدك وحواسك الخمس ودعك من حاسة سادسة حدسية
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

أصابع كف يدك وحواسك الخمس ودعك من حاسة سادسة حدسية!

أصابع كف يدك وحواسك الخمس ودعك من حاسة سادسة حدسية!

 لبنان اليوم -

أصابع كف يدك وحواسك الخمس ودعك من حاسة سادسة حدسية

بقلم : حسن البطل

بهندسة وراثية عكسية ـ ارتدادية، يُقال إنهم في سبيلهم لاستعادة شذى الزهور والورود. صارت الورود مشرئبة الساق، منزوعة الرائحة.. وخسرت شذاها.

دعكم من الخلط اللغوي بين الزهرة والوردة، كما في الكلمات المتقاطعة (الوردة وردة والزهرة قد تعقد ثمرة). نحن لا تخلط خياشيمنا بين وردة طبيعية وأخرى صناعية، وإن زاغت حاسة البصر لدينا أحياناً.
«وجدتها.. وجدتها» (أوريكا.. أوريكا) كما قال أرخميدس، أو قالت لي حاسة الشم في خيشومي. على حافة بحرية ـ برية في شاطئ تونسي، بين منتجع فندق سلوى (الفلسطيني آنذاك) ومنتجعات السوّاح ومرابعهم، التقطت حاسة الشم عندي رائحة فوّاحة قادتني، كالكلب السلوقي، إلى كشة نبات ملتفة، كأنها شعر هذه «الميدوزا» الأسطورية الإغريقية.. لكن بدل الأفاعي كانت سيقانها القميئة ليست رؤوس الحبات، بل ورودا متعددة الألوان الزاهية من زهور القرنفل (قلت زهوراً وليس وروداً).

الورود؟ قالت لي (راء): «شكراً على الوردة الجورية»، اقتطفتها من شجيرة ورد على حافة الرصيف في رام الله.. وليس لها إلاّ اسمها، وأما رائحة الوردة الجورية الشامية، فذاكرتها تعشعش في خيشومي.. وكذا مربى أوراقها تحت لساني!

«جورية» في الشام وفي الأندلس «وردة الشام» .. وأخيراً، استوردت دمشق ـ الشام بعض شجيرات أندلسية، أصيلة وأصلية، من «الجورية»، ربما من حدائق قصر الحمراء.. وأعادتها إلى بلادها الأصلية، دونما تأصيل وراثي.

البندورة
تبدأ حبة البندورة من نوارة زهرة صفراء كعيون النمر المفترس، لكن ماذا؟ أين راحت رائحتها ونكهتها؟ لمّا كنّا صغاراً في الغوطة لمشوار أو سيران، كان نسيم طفيف من الريح يشدّ حاسّة الشمّ في خياشيمنا إلى رائحة أوراق البندورة. نقطف الثمرة ونفغمها فغماً بأسناننا، دونما حاجة إلى رشّة ملح، ودون إحساس حاسة الذوق بقشرة البندورة التي صارت ذات طعم يشبه طعم الجلد!

فاكهة في مسمّى خضار صارت سيّدة الموائد في نطاق العالم، لكنها خسرت الرائحة والنكهة معاً. لا بأس من ضمة ورد بلا شذى الورد على مائدة الطعام، لكن متى يعيدون لإحدى هدايا العالم الجديد إلى العالم القديم طعمها الأصلي القديم: رائحة في الخيشوم ونكهة في الفم!

نارنج !
البرتقالة سيّدة الحمضيات، ونطاقها الأصلي هو النطاق المتوسطي، كما الزيتونة المباركة خاصة، وثمرة الليمون الحامض هي أولى نائبات سلالة الأم في السيادة.. لكن هناك ضربا من ثمار الحمضيات يسمّى النارنج.

كان في بيتنا البيروتي القديم ثلاث أو أربع من شجيرات التاريخ. عيبها الوحيد في مذاقها الحاد بما يُبعدها عن كل صنف من صنوف الذائقة المستساغة، لكن امتيازها الفريد هو شذى رائحتها الفوّاح، بعد اقتطاف زهورها وتقطيرها في زجاجات من الزجاج.. وقطرة أو قطرتان من رحيقها في فنجان قهوة تجعل نكهة القهوة لا مثيل لها، عدا عن «تنكيه» صنوف عدة من الحلويات!
حلويات؟ آه.. نعم، يمكن تقشير ثمرة النارنج ونزع عباءتها الصفراء، ثم غلي اللبّ الأبيض بالماء والسكر، لتغدو نوعاً لا مثيل له من المربّى، إضافة إلى الفائدة الطبية التي لا تُنازع لصحة القلب، أكثر من بقية الحمضيات.

هل تصدقون؟ قد تحمل زجاجة العطر الباريسي بقايا رائحته وقتاً، لكن زجاجات مقطّر النارنج تبقى سنة وسنوات بعد فراغها من ماء النارنج.

«الهوا» ؟
ليس ما أقصد هو الريح، بل نبات متسلق يتكئ على الحيط، ويسمّونه في لبنان «هوا».. وفي موعد محسوب على ساعة وميقات الفصول الطبيعية «ينوّر» هذا النبات، ويطرح في الجوّ شذىً غريباً يشبه شذى «ماء الرجل» ـ ماء الحياة.

يقولون إن خيشوم الأنثى حساس للروائح أكثر من خيشوم الخنشار (الرجل)، ولهذا ربما لا يحب الرجل رائحة «ماء الحياة» يراق في الأرحام» بينما تحبّ الإناث رائحة نبات «الهوا» التي يفوح عطرها في شهر أيار، المسمّى، أيضاً، شهر «نوّار».

أهي صدفة؟ في كفّ يدك خمس أصابع، ووضع الخالق الأعظم في جسدك خمس حواس. يُقال إن الإنسان البدئي زمن العيش في الغابات، كانت حاسة الشم وحاسة السمع لديه ناميتين، لأنه كان قريباً من رائحة الأرض.. ثم بقيت الحيوانات كالكلاب وغيرها تفوق ما لدى الإنسان من رهافة وقوة حاسة الشم والسمع.

البصيرة من البصر، وهذا نعمة الحواس الخمس، فإن أسقطت قطرة لون على دلو من الماء.. رأيت كيف يتغيّر لون الماء (قيل: الماء من لون الإناء!) في مجال آخر.

حقاً، تأتي الذاكرة البصرية، أولاً، لكن ألا يُقال: طعم نكهة البندورة الأصلية تحت أسناني، أو رائحة عطر النارنج في خيشومي.. كما يُقال شيء آخر عن بقية الحواس الخمس!

المصدر : جريدة الأيام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصابع كف يدك وحواسك الخمس ودعك من حاسة سادسة حدسية أصابع كف يدك وحواسك الخمس ودعك من حاسة سادسة حدسية



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 19:48 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

تأليف الحكومة اللبنانية يدخل مرحلة "الاستعصاء"

GMT 07:35 2014 السبت ,05 تموز / يوليو

حلم الحاكم فى مصر

GMT 05:07 2016 الأحد ,22 أيار / مايو

عظمة المرأة الصعيدية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon