إسرائيل من «الخطر الوجودي» إلى «الخطر اليهودي»
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

إسرائيل: من «الخطر الوجودي» إلى «الخطر اليهودي»

إسرائيل: من «الخطر الوجودي» إلى «الخطر اليهودي»

 لبنان اليوم -

إسرائيل من «الخطر الوجودي» إلى «الخطر اليهودي»

بقلم : حسن البطل

«.. الذي علّم بالقلم..» وأنا، كصحافي فلسطيني، تعلّمت، أيضاً، من قلم الصحافي الإسرائيلي، أوري أفنيري، ما لم أكن أعلم.

في مقالة بعنوان «قصة وثيقة الاستقلال الإسرائيلية» («الأيام»، الثلاثاء 24 الجاري) علمت ما كنت أعلم، أي أن صاحبها كان محارباً شاباً في العام 1948. ما لم أعلم هو: لماذا قرّر أفنيري مغادرة الغرفة في كيبوتس «خولدا» بعد أن استمع إلى بن ـ غوريون يعلن «وثيقة استقلال إسرائيل»؟

لسببين: جوهري وشخصي، فهو رأى أن بن ـ غوريون يغالط التاريخ في بداية الوثيقة: «نشأ الشعب اليهودي في «أرض إسرائيل»، وتشكّلت فيها شخصيته الروحية، الدينية والسياسية» الواقع التاريخي أن «وعد إبراهيم» تلقاه لما كان في بلاد ما بين النهرين، و»الوصايا العشر» نزلت في جبل سيناء، و»التلمود» كُتب في بابل.

المغالطة الثانية، في قول بن ـ غوريون: «سعى (اليهود) في كل جيل إلى التمسك بوطنهم القديم» والواقع أنه بعد طرد اليهود (والمسلمين) من إسبانيا، استقرت غالبيتهم الساحقة في العالم الإسلامي، والقليل منهم في «أرض إسرائيل»!

المغالطتان وتصحيحهما كنت على علم بهما، وما كنت أعرفه، أيضاً، أن بن ـ غوريون اختار اسم الدولة بين ثلاثة خيارات: يهودا، فلسطين، إسرائيل، ورفض الأولى لأنه صهيوني علماني، والثانية لأن فلسطين إلى النسيان والإلغاء في نظره، ومن ثمّ اختار «إسرائيل».

كان أفنيري، وسواه كثيرون، يتحدثون، قبل إعلان بن ـ غوريون، عن «دولة عبرية» ويهتفون: «هجرة حرّة ـ دولة عبرية»، وليس «دولة يهودية» كما في «وثيقة الاستقلال».

عبرية، يعني عبرانيون، وعبور و»معابر» حدودية حالياً، وكذا «عابرُونَ في كلامٍ عابِر» في شعر أثار نقاشاً صاخباً في الكنيست إبّان الانتفاضة الأولى. وعندما كتب الشاعر «وثيقة إعلان استقلال فلسطين» قالوا في إسرائيل إنها «هندسة عكسية» لوثيقة إعلان استقلال إسرائيل، لكن أفنيري يرى أن الأخيرة مستوحاة من وثيقة الاستقلال الأميركية!

قال شاعرنا، أيضاً، إن معجزة إسرائيل الحقيقية هي في إحياء اللغة العبرية، ومن ثم تطويرها وإغنائها باليديشية ولغات أوروبية معاصرة.

نحن عرب لأننا نتحدث العربية، وكذا غيرنا فرنسيون، أو روس، أو ألمان لأنهم يتحدثون لغات خاصة بهم. الجيش الإسرائيلي بوتقة صهر، وأيضاً مدرسة لتعليم العبرية، لغة قومية ورسمية لدولة إسرائيل اليهودية ـ الصهيونية. يقول أفنيري إن ناس «الييشوف» اليهود قبل إعلان الدولة كانوا يتحدثون عن «عبرنة اللغة والزراعة والدفاع» وليس عن الديانة والتقاليد والمنفى اليهودي.

في القرآن تتكرّر عبارة «يا بني إسرائيل» وفي الكتب العربية القديمة ترد عبارة «الإسرائيلي النطاسي» كما في كتاب ابن أبي أُصيبعة «عيون الأنباء في طبقات الأطباء»، ومن الواضح أن أفنيري العبراني ـ اليهودي ـ الصهيوني، كان له أسباب علمانية لتفضيل «دولة عبرية».

يتحدثون في إسرائيل عن خراب الهيكلين الأول والثاني، لكن قليلاً عن دور الخلافات اليهودية الداخلية في هذين الخرابين، مثل دور تمرُّد بار ـ كوخبا في الخراب الثاني.

في منتصف عقد ستينيات القرن المنصرم، تمرد «الفهود السود» لأسباب اقتصادية واجتماعية وعرقية، فحذرت غولدا مائير من «حروب اليهود ضد اليهود».. والآن صراع في إسرائيل حول هُويّتها: العلمانية، الديمقراطية، اليهودية، أو سيطرة اليهودية على الصهيونية، وسيطرة المستوطنين على الدولة والجيش.

انقلاب أيديولوجي في الصهيونية منتصف سبعينيات القرن المنصرم، رفع «حيروت» وجناح الصهيونية ـ التنقيحية إلى الحكم، ومن يومها بدأت سيطرة اليهودية على الصهيونية العلمانية، إلى أن وصلنا إلى يومنا هذا، مع ولاية رابعة لنتنياهو الذي يطالب الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.

كان هدف الصهيونية إقامة دولة، وتحقق هذا الهدف وبذا أنجزت مهمتها، وبدأت سيطرة يهودية على مفاصل «ديمقراطية صهيونية» مثل المحكمة العليا، وقبلاً تركيبة الكنيست والأحزاب.. والآن، جاء دور الجيش!

في العام 1948 كان هناك «خطر وجودي» من الجيوش العربية على دولة إسرائيل المعلنة، وفي العام 1967 تحول «خطر وجودي» إلى انتصار خرافي، وفي بداية حرب 1973 تحدث دايان عن «خراب الهيكل الثالث»!

الآن، لم يعد هناك «خطر وجودي» يهدد دولة إسرائيل القوية، لا من الجيوش العربية، ولا من الحركات الإسلامية، ولا من «دولة فلسطينية في جوار دولة إسرائيل».

ومن ثمّ؟ فإن السجال والخلاف في إسرائيل اليوم هو: أي إسرائيل يريد الإسرائيليون، بينما تشكل دولة فلسطين خطراً سياسياً وديمغرافياً على دولة إسرائيل، كما يقول البعض فيها، ولا تشكل خطراً وجودياً عليها، بل هي تشكل خطراً وجودياً على فلسطين والفلسطينيين.

منذ اغتيال رابين، صار يهود متطرفون يجمعون ضد الصهاينة البارزين شعار الصليب المعقوف والحطّة الفلسطينية العرفاتية، وحتى اتهام بعض كبار ضباط الجيش بالنازية من جانب غلاة المستوطنين.

إلى أن حذّر وزير الدفاع المستقيل، وكذا رئيس الأركان، ونائب رئيس الاركان من خطر الفاشية اليهودية، وبوادر نازية يهودية، على «الجيش الأكثر أخلاقية» الذي هو جيش الاحتلال.

إلى أين وصلنا؟ بدأت الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل بعقلية «سور وبرج» حول مستوطناتها الأولى، ثم صارت دولة إسرائيل «مُسوّرة» بالكامل، وكذا مستوطناتها في الأراضي الفلسطينية، ثمّ علمت من أودي أديف في رام الله أن كيبوتساً يقيم قبة قرب حيفا صار مُسوّراً، أيضاً، بينما الجيش الإسرائيلي قادر على حرية العمل في الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المجاورة، وهو أقوى جيش في المنطقة.

العصابات الصهيونية أسّست الجيش الإسرائيلي الذي أسّس الدولة، والجيوش عادة تقوم بانقلابات عسكرية، لكن ما يحصل الآن في إسرائيل هو «انقلاب» الأحزاب اليهودية على جيش الدولة وجيش الاحتلال معاً.

لماذا؟ لا خطر وجودياً على دولة إسرائيل، بل خطر سياسي لدولة فلسطينية على إسرائيل اليهودية.

.. أي خطر السلام على دولة إسرائيل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل من «الخطر الوجودي» إلى «الخطر اليهودي» إسرائيل من «الخطر الوجودي» إلى «الخطر اليهودي»



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon