حسن البطل
في محصلة الأنواء الجوية هذا الشتاء: أربعة "منخفضات" ثلاثة منها مطيرة قمطريرة، واحد أعجف.. إلاّ من "ريح صرصر" المحمّلة بـ "الطوز" الرملي.. واثنان ثلجيان.. والنتيجة: معدّل مطري في الضفة يتراوح بين 125% و73%.
المؤشرات السياسية ترجح أن آذار المقبل مليء بالمنخفضات السياسية، التي تهم فلسطين أولاً، إن كانت المنخفضات الجوية عامة طامّة على بلاد الشام. هذا إن لم آذار "شهر الزلال والأمطار".. والمنخفضات الجوية.. وربما ثلجة ثالثة!
فلسطينياً: لم يبق في قوس الصبر منزع، كما قال الأقدمون، أو أن القيادة الفلسطينية أبلغت من يعنيهم الأمر أن "لحظة الحقيقة حلّت"، وسيتخذ "المجلس المركزي" للمنظمة قراره بركوب "المركب الخشن"!
هل تستجيب السلطة لدعوات التريّث إلى ما بعد انتخابات 17 آذار الإسرائيلية، أم تصرّ على عقد المجلس المركزي أوائل آذار، لأن حجب أموال المقاصة وحمّى الاستيطان، أخطر من أن تنتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية؟
أميركا على علم بما تنويه السلطة، وأبلغت ذلك إلى موفد خاص من مجلس الأمن القومي الأميركي؛ وإسرائيل على علم أيضاً.
يقال: "خياران أحلاهما مرّ" أو أسهلهما صعب: وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، أو "تسليم المفاتيح" لسلطة الاحتلال. هذا يؤدي إلى ذاك، وذاك يؤدي إلى هذا.
المهم، أن المبعوث فيل غوردون، من مجلس الأمن القومي ـ البيت الأبيض، أخذ علماً، ولم تفاجئ السلطة الإدارة الأميركية كما فعل نتنياهو، وبالذات سفيره في واشنطن، الذي أخفى النوايا الإسرائيلية عن الوزير جون كيري.
ربما، على الأرجح، يتخذ "المركزي" القرار الصعب قبل انتخابات إسرائيل ليؤثر عليها، ويؤجل سريانه إلى ما بعد الانتخابات، بما يعني ربطه بالموقف الأميركي من مشروع فلسطيني ـ عربي ـ فرنسي إلى مجلس الأمن حول دولة فلسطين.
كان مارتن انديك، السفير السابق في إسرائيل، قد لوّح بصدور قرار من مجلس الأمن لا تعارضه أميركا حول "حل دولي مفروض"، لكنه ليس، بطبيعة الحال وفق "البند السابع".
إسرائيلياً: منذ بعض الوقت، واستطلاعات الرأي تعطي حزب الليكود مقعداً أو اثنين على الائتلاف الصهيوني، ثم تعطي الأخير مقعداً أو اثنين على الليكود.
ما الذي يخشاه نتنياهو؟ أن يكلف رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، رئيس الحزب الأكبر بتشكيل الحكومة، وليس رئيس الائتلاف الأكبر. إذا فعل، سيكون هذا "ثأر" ريفلين من دعم نتنياهو لمنافسه على منصب رئيس الدولة.
من الصعب على الائتلاف الصهيوني اجتياز حاجز الـ 61 مقعداً في الكنيست دون أن يوسّع تحالفاته مع أحزاب إسرائيلية أخرى، يسارية أو دينية، وبالذات دون دعم نواب القائمة العربية، ولو من خارج الائتلاف، كما فعل رابين في العام 1992. أياً كان الحزب الفائز فإن مشاورات تشكيل الحكومة ستمتد أسابيع.
أميركياً: هل واشنطن وراء "نبش" الفضائح الصغيرة لسلوك نتنياهو، رداً على وقاحته إزاء الإدارة، بل إزاء الرئيس أوباما؟
الانتخابات الإسرائيلية ستجرى في 17 آذار، لكن قبل نهاية آذار من المتوقع توقيع اتفاق إطار بين أميركا وإيران حول الملف النووي، على أن يوقع الاتفاق النهائي صيف هذا العام.
الإدارة الأميركية قلّصت تبادل المعلومات مع إسرائيل حول المفاوضات النووية، خصوصاً بعد أن سرّبت إسرائيل مقاطع منتقاة منها.
أميركا تحمي إسرائيل بمظلتين: نووية إزاء أي تهديد وجودي نووي، وهذا موقف استراتيجي، والمظلة الأخرى هي سياسية باستخدام حق النقض في مجلس الأمن.
لا يهم فلسطين لا قنابل إسرائيل النووية، ولا سلاحها الجوي، ولا جيشها القوي.. بل أن ترفع واشنطن مظلة الحماية السياسية.
مؤشّـرات
"أنا أحبّ إسرائيل، حتى في الوقت الذي لا أطيقها. أنا خائف جداً من المستقبل (..) من لا يستطيع فهم حيوية، العلاقة مع الولايات المتحدة يجب ألا يكون زعيمنا" هذا ما قاله أبرز المثقفين الإسرائيليين، الروائي عاموس عوز، الذي وجّه مع 100 مثقف بارز رسائل إلى برلمانات أوروبا يحثها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
حول المبادرة العربية: "من الأجدر أن تجري حولها مفاوضات. لو كانت هذه المبادرة قدّمت أيام بن ـ غوريون، لكنا خرجنا ورقصنا في الشوارع".
الأصوات العربية
حسب "هآرتس" هناك 825 ألف فلسطيني يحق لهم التصويت. منهم 66.9% للقائمة العربية و5.7% للائتلاف الصهيوني، و 4.3% لميرتس و2.4% ليكود و1.7% إسرائيل بيتنا و1.2% طلب الصانع.. و14.2% لم يقرّروا.
.. والأهم 60% من المصوتين الفلسطينيين يرغبون أن يروا نوابهم حول طاولة الحكومة الإسرائيلية، وبخاصة إذا شكّل اسحاق هيرتسوغ الحكومة.