اطبعوا ووزعوا كتابها «نلعب ونتعلّم»

اطبعوا ووزعوا كتابها «نلعب ونتعلّم» !

اطبعوا ووزعوا كتابها «نلعب ونتعلّم» !

 لبنان اليوم -

اطبعوا ووزعوا كتابها «نلعب ونتعلّم»

حسن البطل

قد أقول إن للمعلم الفلسطيني يوماً كان من نهارين: نهار عالمي ساطع في دبي، وآخر شاحب قليلاً في فلسطين. في النهار العالمي حازت حنان الحروب المرتبة العالمية الأولى للمعلم الأفضل؛ وفي النهار الفلسطيني انتظم دوام المدارس الحكومية.

من 48 معلماً مرشحاً إلى العشرة الأوائل «Top Ten» فإلى منصة التتويج العالمية. هناك من قال إن «القائمة القصيرة» من العشرة الأوائل تخلو من منافس عربي، والأهم انها تخلو من منافس إسرائيلي!

معلّمو المدارس الحكومية أضربوا قرابة الشهر، قبل نصف النهار الشاحب بخطاب الرئيس، وقبول مشروط له من المعلمين.

حنان الحروب، من مخيم الدهيشة، معلمة في مدرسة حكومية في مدينة البيرة، أي ليست في مدرسة «أونروا» أو مدرسة خاصة. لا بدّ أن وزير «الرقمنة» في مدارس الحكومة، صبري صيدم، كان حاضراً وفرحاً في حفل تتويج حنان، وأيضاً حشد شعبي تابع التتويج في رام الله، وتقدمه رئيس الحكومة، الذي وقف جانب الرئيس في خطاب التسوية والحلحلة.

من فيض المعلومات السخيّة عن الفائزة بالجائزة (وهي معلمة أنثى، أيضاً، في إشارة إلى تأنيث التعليم الفلسطيني) التقطت معلومة ذات أهمية، وهي أن للست حنان الحروب كتاباً عن منهجها التعليمي في المرحلة الابتدائية (هي تعلّم الصف الثاني) عنوانه: «نلعب ونتعلّم».

يتحدث التربويون عن دور التعليم اللامنهجي في إثراء أفق التلاميذ، وكتاب الفائزة يتضمن 70 لعبة ووسيلة تربوية علاجية وإثرائية لتحبيب التلاميذ بالرياضيات واللغة العربية، مستمدة من البيئة الفلسطينية.

لا أعرف من تولّى طباعة هذا الكتاب، وعلى نفقة أية جهة، شخصية أو عامة، أو من جانب مؤسسة تامر ـ للتعليم المجتمعي مثلاً!

ما الذي اقترح؟ إضافة إلى المناهج الفلسطينية المقررة في مدارسنا، الحكومية وسواها، وإدخال «الرقمنة» وتوزيع الحاسوب اللوحي، فإن على وزير الرقمنة أن يأمر بإعادة طبع كتاب الفائزة العالمية، وتوزيعه على المدارس، ربما بعد تحسينه فنّياً وطباعياً، ليكون مرجعاً في أسلوب التعليم اللامنهجي، علماً أن شكوانا التعليمية هي من أساليب التلقين والحفظ والبصم.

لديّ صديق يُعلّم الإنكليزية في الصفوف الثانوية، وكان نشيطاً في إضراب المعلمين واعتصامهم أمام مبنى مجلس الوزراء.

المعلم عبد الرحيم زايد، وهو روائي، أيضاً، ويؤلف «اسكتشات» مسرحية يؤدّيها تلاميذه، ونشر على صفحته في «الفيسبوك» قصة عن دور المعلم اللامنهجي، عندما مدّ تلميذ صغير ساقه له، وقال: أستاذ: اربط لي سيوار حذائي، فانحنى المعلم وفعل، لحذائه وأحذية غيره من التلاميذ.

هذه واحدة، وأمّا الثانية فقد رواها لي، كما حصلت في اعتصام المعلمين أمام مبنى الحكومة، حيث صادف رجال شرطة زرقاء يحرسون الاعتصام، ورفع بعضهم تحية خجولة لأستاذهم القديم، ونادوه «مرحباً أستاذ»!

أرجو أن لا يعود عشرات آلاف المعلمين إلى الاعتصام، بعد مهلة الأسبوع التي أعقبت تسوية بمثابة «نهار شاحب» لحقوقهم.

مع ذلك، لم تكن اعتصامات المعلمين «تاريخية» فقط في حقبة السلطة من حيث حشودها، لكن المعتصمين تركوا الساحة نظيفة تماماً من الأوراق وفوارغ علب الدخان والمشروبات!

كتبتُ ذات عمود، أن شقتي في عمارتي برام الله ـ التحتا تشرف من الجهة الغربية على مدرسة ذكور رام الله، التابعة لـ «الأونروا» ومن الجهة الشرقية على مدرسة عزيز شاهين الثانوية الحكومية للبنات، وإلى جانبها حضانة للأطفال، أيضاً.

للسنة الثانية، فازت مدرسة «الأونروا» هذه كأحسن مدرسة في نظافة ساحتها، وفي دور طلابها في المحافظة على البيئة داخل المدرسة وفي حملات الطلاب للمساهمة في مساعدة عمال النظافة في شوارع المدينة.

ما أعرفه أن مدارس «الأونروا» في سورية هي الأفضل من مدارس الحكومة في مستوى التعليم فيها، بالطبع في حقوق مدرّسيها وأجورهم وتعويضات نهاية الخدمة، بحيث أن النافذين في الحزب والجيش والحكومة السورية، كانوا يتوسطون لنقل أولادهم من مدارس الحكومة إلى مدارس «الأونروا».

لا أعرف الحال تماماً في مدارس فلسطين، لكن وزارة التربية والتعليم لديها برنامج تعويض عن أيام الإضراب الطويلة، علماً أن إضراباً من 66 يوماً جرى في مدارس «الأونروا» في البلاد، وبعده كان لها نظام تعويض ودوام أيام السبوت وتطويل السنة الدراسية على حساب العطلة الصيفية.

المهم في كتاب «المعلم الأفضل» عالمياً أو «نلعب ونتعلم» تركيزها على تحبيب الرياضيات واللغة بـ 70 أسلوباً ولعبة تعليمية، وقد لاحظت ـ بأسفٍ عميق ـ أن بعض الطلاب من شهداء الانتفاضة الحالية، يكتبون وصاياهم بلغة عربية ركيكة، لا تليق بطلاب في المرحلة الثانوية. أما الرياضيات والعلوم فهي عماد نهضة العملية التعليمية في مدارس العالم.

يبقى هناك هامش، حيث تصادف فوز معلمة فلسطينية، وإنهاء إضراب المعلمين مع يوم الثقافة الفلسطينية، وقد احتج روائي شهير بأنهم أهملوا دعوته إلى الاحتفال العام، وقرر مقاطعة الاحتفالات الرسمية؟!

يوم الشاعر محمود درويش، أو يوم جوائز الثقافة الفلسطينية، لكن شاعراً غيره قال: «إذا كانت النفوس كباراً..» ربما ذهبت إلى الاحتفال العام المفتوح دون حاجة إلى دعوة شخصية على قدم المقام؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطبعوا ووزعوا كتابها «نلعب ونتعلّم» اطبعوا ووزعوا كتابها «نلعب ونتعلّم»



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon