الــــقــــرار

الــــقــــرار

الــــقــــرار

 لبنان اليوم -

الــــقــــرار

حسن البطل

"كلام الليل يمحوه النهار" أو حروف كلمات هذا العمود ظهر الخميس قد يمحوها (أولا يمحوها) قرار يوم الجمعة الذي تقرؤونه يوم السبت. زمان، كان عرفات، رحمه الله، يقول: نحن الرقم الصعب، ولعل ابو مازن سيقول لأعضاء القيادة، اليوم الجمعة (أمس)، عن أسباب القرار الصعب. منذ أوسلو صار ما كان الرقم الصعب أن تتخذ سلسلة قرارات صعبة. الموافقة الصعبة في القاهرة عام ١٩٩٥ على شروط مد انتشار السلطة الى مدن الضفة التي لم تكن مرضية لعرفات، ثم التهديد باعلان الدولة من جانب واحد عام ١٩٩٨، ثم الذهاب لمفاوضات قمة واي ريفر مع نتنياهو وكلينتون، ثم القرار الصعب جداً بالذهاب الى قمة كامب ديفيد ٢٠٠٠. والآن، لعباس قراراته الصعبة في المفاوضات مع ايهود اولمرت ٢٠٠٨ وبنيامين نتنياهو ٢٠١٠، لكن قرار اليوم هو الأصعب، لأن جروح المفاوضات، او خيباتها، صارت ثخينة او متكررة .. وأزمنت! نعم، خطة كيري لمفاوضات أخرى ومباشرة هي الأصعب لأنها الأكثر تفصيلاً، وصاحبها الأكثر دأباً وإلحاحاً وتواتراً في جولاته الست خلال ستة شهور .. وتتطلب قراراً فلسطينياً هو أصعب قرارات ابو مازن، وربما ياسر عرفات، على ان تليها قرارات فلسطينية في الصلحة والانتخابات. جولات كيري الست أشبه بجولة سباق تتابع ماراثونية، وفي كل جولة كانت اجتماعات ماراثونية مع الرئيس الفلسطيني، ورئيس الوزراء الاسرائيلي .. إلاّ هذه السادسة حيث كانت جولة خمس ساعات ماراثونية من ساعة الافطار الى ساعة السحور في عمان بين كيري وعباس. لماذا عمان، وليس القدس او رام الله؟ لأن المطلوب الاميركي هو قرار صعب فلسطيني وإن كانت له مظلة عربية (وفد الجامعة العربية) ومظلة اوروبية (قرار الفصل الاقتصادي الاوروبي بين دولة اسرائيل ومستوطناتها). كان وفد الجامعة قد فسّر شيئاً من مبادرة السلام العربية عندما زار واشنطن، وقبل فكرة تبادلات جغرافية، وفي عمان بعد لقاء الوزراء العرب مع كيري قبلوا مبدأ استئناف المفاوضات.. ورأى الوزير الاميركي ان "التقدم" في الجولة الخامسة اقترب من "اختراق" في الجولة السادسة. ماذا بقي للقرار الصعب الفلسطيني؟ أن يوافق عليه غالبية اعضاء اللجنة التنفيذية، وليس يوم السبت، بل اليوم يوم الجمعة (أمس) لأن السيد كيري ينتظر في عمان القرار لتكون "جمعة طيبة" لجهوده على مدى نصف عام، لكن الفارق أن جورج ميتشل أنهى نزاع ايرلندا يوم "جمعة طيبة"، و"جمعة طيبة" لكيري هي مجرد موافقة الجانبين على جولة مفاوضات اخرى لأنهاء صراع المائة عام الفلسطيني - الاسرائيلي. كان جيمس بيكر قد انتزع من اسحاق شمير قراره الصعب بالذهاب الى مؤتمر مدريد، وكان الرئيس بيل كلينتون قد انتزع من عرفات قراره الصعب بالذهاب الى قمة كامب ديفيد ٢٠٠٠ الماراثونية، ثم حمّل كلينتون الجانب الفلسطيني مسؤولية الفشل. هذه المرة، يلقى عباس ونتنياهو بمسؤولية احتمال الفشل الممكن كل واحد على الآخر، ويتقاذفان المسؤولية كأنها حبة كستناء خارجة من النار او حبة بطاطا ساخنة. من الناحية الاجرائية لبدء المفاوضات ستكون هناك معادلة : فلسطين لا تذهب الى الأمم المتحدة ضد اسرائيل في ايلول، واسرائيل تحرر بعض او كل سجناء ما قبل اوسلو، وتجمد البناء في المستوطنات اثناء المحادثات. من الناحية الجوهرية اثنى كيري على مبادرة السلام العربية "على اسرائيل دراستها بشكل جدي وعميق" كما قال، وعن غاية المفاوضات وصف كيري اسرائيل "دولة يهودية" وفلسطين "دولة فلسطينية" والمفاوضات وفق مبدأ الدولتين للشعبين، وعلى أساس خطوط ١٩٦٧ مع تبادل للاراضي. بالنسبة لأميركا لم يصل حل الدولتين نقطة اللاعودة؟ هل يقنع الرئيس الفلسطيني اعضاء القيادة الفلسطينية بأن واشنطن ستكون في موقع التدخل العميق والمباشر في المفاوضات، بينما كانت وسيطاً او تترك المفاوضات ثنائية كما بعد أنابوليس. ربما يستطيع ابو مازن ان يكون رجل القرار الصعب، لكن السؤال: هل يستطيع نتنياهو ان يجاريه في القرار الصعب بقبول مفاوضات على أساس خطوط العام ١٩٦٧. هناك مثل يمني يقول ما معناه: تدخل الحمام في حال وتخرج منه في حال اخرى. نقلاً عن جريدة "الأيام"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الــــقــــرار الــــقــــرار



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon