حسن البطل
في جرعة المشي اليومية: بيت، مقهى، جريدة، أدس أنفي (أقصد بصري) بين الفينة والأخرى، في أعمال ورشة أسفل مبنى بلدية رام الله.
سيكون هنا مسرح يستحق اسمه، من حيث التجهيز المتكامل، كثالث مسرح في المدينة، بعد «القصبة» و«قصر رام الله الثقافي». كانت في المكان «صالة» عرض للمسرحيات سكرّت قبل سنوات طويلة.
لا أفهم كثيراً في الهندسة الفنية، لكن يبدو لي أن تجهيزات «المسرح البلدي» تضاهي، او تفوق، مثيلاتها في المسرحية، وإن ليس من حيث سعة صالة العرض، التي تمتاز فيها قاعة القصر الثقافي.
الإعلان عن بدء الورشة كان منذ سنوات، ربما ضمن احتفالات مئوية بلدية رام الله، والمباشرة منذ سنتين، وتجري وئيداً وئيداً، سوية مع تحديث جذري للمتنزه البلدي.
في حينه، قيل إن المسرح الثالث في المدينة سيكون على اسم المسرحي الراحل يعقوب إسماعيل، الممثل وكاتب النص والمخرج، وأحد روّاد «المسرح التجريبي» في البلاد. هل سيغيرون الاسم الى المسرح البلدي - فرانسوا ابو سالم؟ لا أدري. المهم هو المسرح.
لدينا العديد من الفرق المسرحية، وبعضها شعبي او طليعي أو تجريبي، وهي تجوب البلاد وخارجها أيضاً، وتحرز جوائز.
المسرح الجديد قد يشجع تطور الحركة المسرحية، وربما تبعاً لذلك كتابة النصوص، وفلسطين فقيرة نوعاً ما في هذا المجال.
إلى موقع مميز للمسرح الجديد، حيث يتوفر موقف سيارات (باركينغ) قريب لموظفي البلدية، هناك ايضاً، فكرة اقتصادية تتمثل، كما آمل، في تقاضي البلدية أجوراً رمزية من الفرق المسرحية، او حتى مجاناً، لأن معظمها لا يقوى على دفع أجرة لا تقدر عليها لاستئجار مكان عرض آخر تتوفر فيه التجهيزات الملائمة.
كان مسرح «الحكواتي» في القدس ريادياً ونشيطاً، الى أن صار وصول الناس الى القدس لحضور عروضه صعباً.
مسرح وسينماتيك القصبة أدى دوره، وكانت تجري فيه عروض موسمية مسرحية وكذا سينمائية، وتأسست فيه اول أكاديمية مسرحية، تعطي شهادات معترف بها في التمثيل والاخراج والاضاءة وباقي المستلزمات، الى أن وقع السينماتيك في أزمة تمويل أثرت على انتظام دورات مواسمه المسرحية والسينمائية المنتظمة، عدا مهرجان الرقص المعاصر وأكاديمية المسرح.
في مدينة «روابي» المتكاملة، أقاموا مسرحاً كبيراً في الهواء الطلق، كما هي المسارح الرومانية، وبسعة مدرجات تصل الى ٢٠ ألفا، ليكون أكبر مسرح «روماني» في البلاد بأسرها على جانبي «الخط الأخضر».
الواقع، أن رام الله ليست «العاصمة الإدارية» بل هي، أيضاً، العاصمة الثقافية، حيث لا توجد مدينة في الضفة تتوفر فيها ثلاثة مسارح، عدا متحف محمود درويش، وصالة الجليل فيها حيث تجري نشاطات متنوعة وإن كانت مقلصة، وعروض المونو-دراما ايضاً، وعروض للسينما الوثائقية والتسجيلية.
خارج رام الله، ربما كان «مسرح الحرية» في جنين الأكثر نشاطاً، وبخاصة قبل اغتيال مديره ومؤسسه الفعلي جوليانو مير خميس، لكنه لا يزال يعمل، وإن بنشاط أقل مما سبق.
المهم، أن مسارح المدينة تستضيف فرقاً مسرحية عالمية، وبالذات من داخل «الخط الأخضر» لمسرحيين فلسطينيين هناك.
«بين الثرى والثريّا»!
تعقيباً على عمود «يا مال الشام» ١٢ الشهر الجاري:
Sameer Adeeb: حتى بدايات العقد الثامن من القرن الماضي كان نقل صحيفة الاتحاد الحيفاوية من باب العامود في القدس الى بلداتنا مخاطرة حقيقية. كنت واحداً من متابعي مقالات اميل حبيبي فيها. حسن البطل وحبيبي متشابهان في الخلقة الصحافية «كلاهما غرقا في معالجة تفاصيل الحياة اليومية، فهي لا تقل أهمية عن تحليلات أصحاب الأعمدة السياسية. حبيبي انقطع عن العمل الصحافي وانكب على إبداع «روايتنا» في روايته المتشائل وغيرها. ميل البطل «للتقاعد» من العمل الصحافي، الذي أشار اليه، لعله يفصح عن تقديم رواية دسمة كسمنة أطراف النهار.