عقدتين والتالتة تابتة

"عقدتين والتالتة تابتة"!

"عقدتين والتالتة تابتة"!

 لبنان اليوم -

عقدتين والتالتة تابتة

حسن البطل

العنوان أعلاه من الأغنية؛ والأغنية من "بهيّة" المصرية كما كتبها أحمد فؤاد نجم وغنّاها الشيخ إمام. الأغنية من المثل السائر: "الثالثة ثابتة" وفي بعض مسابقات الرياضة الأولمبية تجري ثلاث محاولات (للوثب الطويل، والقفز بالزانة.. مثلاً) ولعلّ الأغنية المشتقة من المثل، والمثل المشتق من "عقيدة التثليث" ما يفسّر بعض الشيء.. ماذا يفسر؟ ربما المفاوضات؟! هذه ثالث محاولة (أتّامبت) لمراودة تسوية تاريخية يسمونها سلاما نهائيا. فشلت المحاولة الأولى في كامب ديفيد 2000، ويقال "فُشّلت" المحاولة الثانية (مفاوضات عباس ـ أولمرت). يقولون، الأميركان بخاصة، إن المحاولة الثالثة "حاسمة" أو "نهائية" ففي المحاولة الأولى لم يحدّدوا أجلاً، وفي الثانية حدّدوا الأجل بنسبة واحدة.. وأما في الثالثة فقد حدّدوه بتسعة شهور، أي بثلاثة فصول، قد تنتهي في نيسان المقبل، ليكون "الربيع" الفلسطيني ـ الإسرئيلي ربيع سلام؟ ولتدوّم عاصفة "الربيع العربي"؟! ما الذي يميز الأولى عن الثانية؛ والثانية عن الثالثة؟ في الأولى لم ترفع الأعلام الثلاثة: فلسطين ـ إسرائيل ـ أميركا.. والثانية التي جرت في مقر حكومة إسرائيل رفعوا العلمين الإسرائيلي والفلسطيني.. أما في الثالثة؟ .. في الثالثة تأمّلت الصورة الثلاثية التي يتوسطها جون كيري وسألت نفسي: هل هذه مقتضيات البروتوكول؟ أن يقف عريقات تحت العلم الإسرائيلي، وليفني تحت العلم الفلسطيني، وكيري تحت علم بلاده؟ بمناسبة بروتوكول رفع الأعلام، فقد وقّتوا مع الاجتماع الثلاثي في وزارة الخارجية الأميركية، أن يزور وفد رسمي فلسطيني ورجال أعمال للمرة الأولى، مبنى الكنيست الإسرائيلي، للنقاش مع اللوبي البرلماني الإسرائيلي المؤيد لـ "الحل بدولتين".. وهذه أول مرة سترفع في قاعة جانبية للكنيست أعلام الشعبين الدولتين. هناك من فسّر مبادرة الكنيست هذه باعتراف الفلسطينيين ومضيفيهم من اللوبي المؤيد لحل الدولتين بأن القدس عاصمة لبلدين، ما دام الكنيست هو "بيت الشعب" الإسرائيلي ومقره القدس.. ونريد القدس عاصمة دولتين! يقول الرئيس أبو مازن، في حواره مع صحافيين مصريين في القاهرة إن أميركا "جادة جداً" في هذه المحاولة الثالثة، التي ستجري على امتداد ثلاثة فصول من هذه السنة والسنة المقبلة. أميركا تتوخى "حلاً وسطاً".. ولكن لجميع قضايا الحل النهائي (القدس، اللاجئين، الحدود). لا أدري هل هذه تسوية سنسميها سلاماً، أم سلام سنسميه تسوية، أو أنهم يرتبون "حلاً وسطاً" بين خياري الدولتين وخيار الدولة الواحدة (لأن خطة كيري تتضمن جانباً اقتصادياً، وهذا سيؤدي إلى ترابط أكبر بين الاقتصاديين). مادامت تسفي ليفني هي مفاوضة إسرائيل، ربما حتى تعقد قمة تفاوضية ثنائية أو ثلاثية، فمن المهم الإشارة إلى أنها قادت مفاوضات موازية مع أبو علاء لمفاوضات عباس ـ أولمرت، لكنها اختلفت مع "اولمرت في مسألة واحدة: حق العودة، ووجهة نظرها: ولا لاجئ فلسطيني يعود! لتوضيح موقفها من حل لا يشمل "حق العودة" ينبغي الرجوع إلى مقالة قديمة لها نشرت في "معاريف" حيث تقترح ما يشبه "كنتنة" فلسطين وإسرائيل معاً. أي تقاسم السيادة دون تقاسم الأرض.. أي كل مناطق الديمغرافيا الفلسطينية في إسرائيل هي بمثابة "كانتون ب" فلسطيني وكل مناطق الكتل والمستوطنات في الضفة هي "كانتون ب" إسرائيلي أو يهودي.. وبقية المناطق هي "كانتون أ" إسرائيلي أو فلسطيني؟! الرسميون الأميركيون والفلسطينيون وجناح إسرائيلي رسمي يريدون "حل الدولتين".. لكن، إن لم تكن المحاولة الثالثة ثابتة ونهائية فقد يفكرون في حلول إبداعية (أسميها ابتداعية) على غرار تمثال أبو الهول، أي رأس "الحل بدولتين" وجسم الحل "بدولة مشتركة" أو تقاسم السيادة بدل الأرض؟ عباس فطن لهذا الاحتمال، لذلك يصرّ على دولة مستقلة فلسطينية بلا وجود استيطاني أو وجود عسكري احتلالي.. ومع وجود دولي لمسألة أمن إسرائيل وفلسطين معاً. نعود إلى الصورة الثلاثية والأعلام الثلاثة و"المحاولة الثالثة" النهائية، فقد قال كيري: إنه الوسيط الرسمي والراعي الرسمي.. وأيضاً الناطق الرسمي، أي لا أهمية للتقارير، للمقالات، للشائعات. هل هذا يعني ترويضنا بالتسريب ثم النفي ثم التسريب.. وإلاّ ما معنى مفاوضات علنية ذات مضمون سرّي؟!  نقلا عن جريدة الايام 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدتين والتالتة تابتة عقدتين والتالتة تابتة



GMT 19:47 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 19:45 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 19:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 19:39 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

GMT 19:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السينما الإيرانية.. السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة»!

GMT 19:34 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 19:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصندوق؟!

GMT 19:27 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلاهما مُر

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل
 لبنان اليوم - غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon