هل المستحيل الرابع «حماية دولية»

هل المستحيل الرابع.. «حماية دولية» ؟

هل المستحيل الرابع.. «حماية دولية» ؟

 لبنان اليوم -

هل المستحيل الرابع «حماية دولية»

حسن البطل

هل قرأتم أو سمعتم، في هذه الهبّة ـ الانتفاضة، شيئاً عن شيء يسمى «الوجود الدولي المؤقت» في الخليل، المعروف بـ TIPH؟
بعد أن كانت القدس هي «بؤرة» الهبّة، انتقلت إلى مدينة خليل الرحمن، حيث سقط ثلث القتلى والأسرى في الخليل وقراها، وحلّت رام الله وقراها ثانية.
نقرأ في ثنايا النداءات والبيانات الفلسطينية هذا المطلب: «حماية دولية» للشعب الفلسطيني، ونفهم من ذلك حماية سياسية يوفرها قرار من مجلس الأمن، أو حماية أمنية يوفرها «تواجد أمني» دولي.
مفهوم، بداهة، أن لا حماية أمنية دولية دون مظلة حماية سياسية، إما عن طريق مفاوضات ثنائية مثمرة أو برعاية ومشاركة دولية، أو عن طريق مشروع قرار يصدره مجلس الأمن.
المفاوضات متوقفة إلى أمد غير معلوم، ومساعي صدور قرار من مجلس الأمن متعثرة، وتعرفون الأسباب الإسرائيلية لتوقف المفاوضات؛ والأسباب الأميركية التي تعيق قراراً دولياً. قد نضيف إليها الأسباب الإقليمية والدولية التي تعرقل مؤتمراً دولياً.
منذ حرب 1948 أخذ التواجد الدولي الأمني أشكالاً عديدة، بدءاً من «مراقبي خطوط الهدنة» التابعين للأمم المتحدة، إلى قوات الفصل وفك الارتباط بعد حرب العام 1973 على الجبهة السورية؛ إلى قوات دولية على الجبهة اللبنانية منذ العام 1978، وأخيراً قوات أميركية في سيناء، بعد اتفاقية السلام.
بماذا حظي الفلسطينيون؟ بقوات متعددة الجنسية (أميركية ـ فرنسية ـ إيطالية) بعد خروج قوات م.ت.ف من بيروت لتأمين المدنيين الفلسطينيين في المخيمات، وانسحابها قبل مجزرة صبرا وشاتيلا. أيضاً بمراقبين عسكريين غير مسلّحين في مدينة الخليل، بعد تداعيات مذبحة الحرم الإبراهيمي 1994، وعملية السفّاح باروخ غولدشتاين، التي أسفرت عن تمكين الاستيطان اليهودي في قلب أكبر المدن الفلسطينية سكاناً بعد القدس.
مراقبو خطوط الهدنة كانوا يرفعون تقاريرهم إلى مجلس الأمن بعد كل اعتداء أو صدام عسكري، لكن التقارير وقرارات مجلس الأمن لم تمنع الاعتداءات والصدامات العسكرية، على الجبهتين السورية والأردنية، ولا حرب حزيران 1967.
قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان «يونيفيل» لم تمنع اعتداءات إسرائيلية أو عمليات فدائية، أخذت شكل حروب، وآخرها حرب 1982، حيث تسلّلت الجيوش الإسرائيلية الغازية من «ثغرة» عرضها 4 كيلومترات، ووصلت بيروت، كما لم تمنع حروب حزب الله مع إسرائيل.
الآن، تعارض مصر وإسرائيل نيّة الولايات المتحدة لخفض وجودها العسكري في سيناء بسبب «الارهاب».
دورياً، يجدّد مجلس الأمن، مع ذلك، مهمة القوات الدولية الأممية أو غير الأممية لحفظ السلام، لأنّ هناك «خطوطا» و»حدودا» بين الدول، لكن إسرائيل رفضت كل مقترح لتواجد قوات دولية أو حتى أميركية كجزء من حماية تسوية سياسية فلسطينية ـ إسرائيلية، سواء كانت على نهر الأردن، أو كانت على «الخط الأخضر» أو داخل الضفة.
كل ما تفعله أميركا، التي تعارض قراراً من مجلس الأمن بـ «حماية سياسية» لأي تسوية أو حلّ، هو مراقبة توسع الاستيطان بواسطة الأقمار الصناعية، وإصدار الخارجية الأميركية بيانات سياسية تعارض التوسع الاستيطاني، ولا تراها أميركا تتعارض مع تعزيز أمن إسرائيل!
تقترح السلطة، إضافة إلى سعيها لـ «حماية سياسية» دولية من مجلس الأمن، وضع الأراضي الفلسطينية بأسرها تحت «حماية دولية» انتقالية، أو حتى غير محددة الأمد، ومحددة للوصول إلى «حل نهائي» مع التأكيد على نزع سلاح الدولة الفلسطينية.
لا توجد حدود واضحة بين فلسطين وإسرائيل، مع تحريك متواصل للخط الأخضر، على غرار الحدود الإسرائيلية ـ العربية، وهناك تداخل أمني وديمغرافي وشبه سياسي (أ. ب. ج) ما يجعل أي تواجد حمائي دولي مسألة معقّدة.
يقول العالم، بما فيه أميركا، إن الاستيطان أمر غير شرعي ويخالف القانون الدولي، وإسرائيل تدّعي خلاف ذلك، كما تعترض حتى على مشاريع أوروبية للتمييز بين صادرات إسرائيل لأوروبا وصادرات المستوطنات.
لا أعرف لمن ترفع TIPH ملاحظاتها الأمنية في الخليل، والأرجح إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن لم يسبق لهذه الجهات أن أصدرت قرارات بناء على هذه التقارير.
***
الشاعر المتنبّي تحدّث عن «بيدٌ دونها بيد» والأقدمون تحدثوا عن ثلاثة مستحيلات: الغول والعنقاء والخلّ الوفيّ، وعندما يقولون المستحيل الرابع، فربّما يقصدون، في الحالة الفلسطينية ـ الإسرائيلية إمّا «حماية سياسية» لحق تقرير المصير الفلسطيني، أو «حماية أمنية» للشعب الفلسطيني.
يتحدّث العالم والسلطة الفلسطينية عن «حل سياسي»، وتتحدّث إسرائيل عن «إدارة النزاع» على عجلات «الضمّ الزاحف»!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل المستحيل الرابع «حماية دولية» هل المستحيل الرابع «حماية دولية»



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon