يوم البيت

يوم البيت!

يوم البيت!

 لبنان اليوم -

يوم البيت

حسن البطل

هل يمكن؟ لو تبارى فريق وادي النيص ـ العائلي، مع فريق برشلونة أو ريال مدريد أن يخسر الأول بـ 100 مقابل صفر خلال 90 دقيقة غير قابلة لوقت إضافي، أو ركلات ترجيح؟
لكن ممكن أن تقيم إسرائيل، خلال 67 سنة وليس من زمن «الييشوف» اليهودي 1000 مدينة وبلدة وقرية ومستوطنة وكيبوتس في «إسرائيل السيادية» دون أن تقام مدينة، بلدة، قرية عربية فلسطينية.
الأرقام «الصمّاء» ناطقة بأبلغ وأفدح لسان عن التمييز العنصري في دولة إسرائيل اليهودية، دون نسبية يهود «متساوون أكثر» وفلسطين «متساوون أقل» لماذا!
مثلاً؟ لأن 20% من سكان الدولة هذه يعيشون على 2.5% من مساحتها.. ولأن 41 بلدة عربية من 139 تتوفر فيها خارطة هيكلية.. ولأن 5 منها فقط يُسمح لها بلجان تخطيط لوائية.. ولأن برنامجاً لتخفيض أسعار السكن يلحظ بناء 66 ألف وحدة سكنية في 30 بلدة يهودية.. ولا واحدة عربية.. ولأنه في العام الذي مضى 2014 نُشرت عطاءات لبناء 38.261 من المساكن لليهود مقابل 1.844 عطاء لبناء مساكن عربية.
هل أرهقتكم الأرقام؟ أم أن ما تعرفونه هو هدم وتهجير 450 بلدة وقرية عربية منذ إعلان إقامة إسرائيل، وبعد 67 سنة على إقامتها لا تسمح لرعاياها الفلسطينيين بإعادة إعمار وإسكان بلدة وقرية واحدة مهجورة ومهجّرة ومدمّرة.
يعني من العام 1950 ومسألة عودة سكان قريتي كفر برعم وإقرت معلّقة، رغم «دستة» من قرارات محكمتهم العليا، بحجة أنها ستكون «سابقة عودة».. وليس من الشتات الفلسطيني إلى أرض فلسطين، بل من الفلسطينيين رعايا دولة إسرائيل إلى قراهم المهجّرة.
إسرائيل تقول: لم تكن هناك دولة فلسطينية سنة النكبة.. ومن ثم فإن هذا مسوّغ لاحتلال باقي الأراضي الفلسطينية، ولكن كانت هناك «دولة» يهودية قبل 2000 عام وهذا مسوّغ لإحيائها و»حق العودة اليهودي».
حسناً، كانت هناك، حتى في نقب فلسطين، قرى سابقة في قيامها على إقامة إسرائيل، لكنها بعد 67 سنة تبقى «غير معترف بها» لا كهرباء ولا ماء!
هل كانت مستوطنة يهودية لصق قرية النبي صالح في الضفة؟ لكن كان هناك بيت يجاور مستوطنة جديدة، وأقيم قبل إسرائيل، لكنه تعرّض، أمس، للهدم.
***
تعرفون أن أبجدية اللغات الحيّة: أ. ب. ج (س) لكن، على ما يبدو، فإن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي له أبجدية مماثلة: أ. ب. ج في إسرائيل والأراضي المحتلة الفلسطينية.
«أ» هي الأرض و»ب» هي البيت.. والوطن هو جملة أرض وبيت، ومنذ العام 1976 هناك «يوم الأرض» في 30 آذار، ومنذ هذا العام سيكون هناك يوم البيت الفلسطيني، الذي بدأ كما بدأ «يوم الأرض» بإضراب عام للشعب الفلسطيني في إسرائيل؛ وستجري تظاهرة في تل أبيب ضد سياسة هدم البيوت، لأن هناك 50 ألف بيت فلسطيني في إسرائيل مهدّد بالهدم بحجة «عدم الترخيص» وهي الحجة الإسرائيلية ذاتها لهدم بيوت فلسطينية في الضفة، أو في 60% من مساحتها مصنفة (ج).
كيف تقام زهاء 400 مدينة ومستوطنة وبؤرة يهودية في أراضي فلسطين السلطوية، ولا تُقام مدينة أو بلدة عربية في إسرائيل (ولا حتى جامعة عربية في إسرائيل).
صحيح، أن إسرائيل تفاخر بوجود نواب فلسطينيين في برلمان إسرائيل، لكن في الانتخابات الإسرائيلية في آذار الماضي، فزّع نتنياهو يهود إسرائيل من كثافة التصويت العربي للقائمة المشتركة، وكان أقل من التصويت اليهودي.
***
في مقالة إسرائيلية بمناسبة عيد استقلال إسرائيل (ونكبة فلسطين) جاء أن حماسة الإسرائيليين قلّت لرفع العلم الإسرائيلي على شرفات بيوتهم في إسرائيل (وليس في المستوطنات بالضفة والطرق المؤدية إليها)!
في مقالة أخرى إسرائيلية جاء أن على الكنيست أن تسن «قانون العلم» لمنع رفع العلم الفلسطيني في مظاهرات ومناسبات الشعب الفلسطيني في إسرائيل لأنه «علم العدو الفلسطيني».. أي لم يعد علم م.ت.ف (آشف) بل علم «الشعب العدو» عِلماً أنه أقدم من تاريخ إقامة إسرائيل.
ليس مهماً أن لا ينسحب أيمن عودة من مقعده في الكنيست لدى إنشاد «هاتكفا» لكن لا أحد يجعله يتمتم بكلمات النشيد، ولا حتى قاضي المحكمة العليا سليم جبران الذي وقف.. ولم يفتح فمه!
المهم، أن أول مشروع قانون ستتقدم به القائمة العربية إلى الكنيست هو إلزامية تعليم العربية في مدارس إسرائيل، لتكون لغة رسمية فعليا، ورداً على مشروع قانون لإلغاء مكانتها الرسمية ـ اسمياً.
إسرائيل بين كمّاشة «حقوق مواطنية متساوية» في إسرائيل، وحقوق شعوب متساوية في أرض فلسطين.
«حاصر حصارك.. لا مفر» !

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم البيت يوم البيت



GMT 16:45 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تحليل التحليل «السياسي»

GMT 16:42 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 16:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه النغمة غير المُريحة

GMT 16:35 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التغيير الدرامي لمسلمي وعرب أميركا تجاه ترمب

GMT 16:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن «الفستان الأبيض» رحلة خجولة فى أوجاع الوطن!

GMT 16:27 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عصافير عدّة بحجر واحد

GMT 16:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 16:18 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شوية كرامة بَسْ

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب

GMT 21:10 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon