«سارين» الكرملين وترامب
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

«سارين» الكرملين وترامب

«سارين» الكرملين وترامب

 لبنان اليوم -

«سارين» الكرملين وترامب

بقلم : وليد شقير

مثل سلفه باراك أوباما، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمنى لو أن المعارضة السورية لم تكن تملك تلك الوسائل الإعلامية التي تمكنها من توثيق القصف الإجرامي لطائرات النظام السوري لبلدة خان شيخون في ريف إدلب بغاز السارين، والفظاعات التي سببها هذا القصف. ففي 21 آب (أغسطس) عام 2013 أحرج إجرام النظام ظهور حقيقة المجزرة التي ارتكبها في الغوطة الشرقية وبلدة زملكا ومعضمية الشام، وأدت إلى مقتل أكثر من 1400 مواطن سوري الكثير منهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن الآلاف الذين نقلوا إلى المستشفيات.

في حينها أصيب أوباما بالغثيان، ليس حزناً على الضحايا السوريين، بل نتيجة الحرج الذي وقع فيه بفعل تخطي بشار الأسد الخطوط الحمر التي رسمها له، والذي اضطره إلى أن يفكر بالرد على هذا الفعل بعمل عسكري، فيما كان في الاجتماعات المغلقة مع أركان إدارته يتردد في تنفيذه، كما كشف في مقابلته الشهيرة مع مجلة «ذي أتلانتيك» في نيسان (أبريل) 2016، إلى أن أنقذه فلاديمير بوتين من التخبط، عن طريق اتفاقهما على نزع السلاح الكيماوي من سورية، الذي أثبتت مجزرة خان شيخون أنه كان أشبه بمسرحية هدفت إلى إطالة عمر نظام الأسد.

ومن راقب تطور رد الفعل عند إدارة ترامب، وكيف تدرجت تعليقاتها على المجزرة الأخيرة، بدءاً من القول إنها لن تغير موقفها من مسألة بقاء الأسد بفعل «الواقعية السياسية» وإن خيار تغيير النظام ليس موجوداً، إلى قول ترامب نفسه إن الأفعال الشائنة للنظام هي «تجاوز لخطوط حمر كثيرة»، وإنه غير موقفه من الأسد، وتلويح مندوبته في الأمم المتحدة نيكي هايلي بأن بلادها ستتصرف منفردة إذا لم يصدر قرار عن مجلس الأمن يمنع «تكرار» الجرائم، يكتشف مدى تطابق سلوك الإدارتين السابقة والحالية. فترامب اضطر إلى رفع اللهجة بعدما تصاعد رد الفعل الغربي، لا سيما الأوروبي، وبعدما ذرف حليفه المدلل بنيامين نتانياهو دموع التماسيح على الأطفال المقتولين الذين جرى تكديس جثثهم في شاحنات. وفيما وجه ترامب اللوم إلى إدارة أوباما بأنها لم تفعل شيئاً بعد مجزرة عام 2013 على رغم تخطي الأسد الخط الأحمر، جاء من يذكره في الصحف الأميركية، على وقع بث صور أطفال ونساء ورجال يلفظون أنفاسهم، بأنه في ذلك الحين قال في تغريدة على «تويتر»: «الرئيس أوباما، لا تضرب سورية... ووفر ما لديك ليوم آخر». لعب الإعلام الأميركي دوراً في تعديل لهجة الرئيس الأميركي التي بنيت على ما يعتبره «حماقة السذاجة الأخلاقية التبشيرية» في التعاطي مع الوضع السوري، فالمعلقون الأميركيون (مثل توماس فريدمان في «نيويورك تايمز») تحدثوا عن «سذاجة» توجهات ترامب بإعطاء الأولوية لضرب «داعش» من دون إيلاء أهمية لدعم روسيا وإيران الأسد ودورهم جميعاً في بروز التنظيم.

هاجم ترامب أوباما ليبرر لنفسه انتهاج الأسلوب ذاته.

السلوك الروسي هو ذاته أيضاً، مقارنة بمجزرة الغوطة قبل 4 سنوات. حينها ادعت موسكو أن أقمارها الاصطناعية التقطت صوراً لإطلاق صاروخين على الغوطة من منطقة دوما، ثم ما لبثت الكذبة أن انكشفت.

فالكرملين يبث غاز «السارين» في المشهدين الإعلامي والسياسي ووسائل التواصل الاجتماعي والأروقة الديبلوماسية، لتسميم الحقائق التي تسوغ له مواصلة دعمه النظام على رغم هجومه على خان شيخون، كما أعلن بفجاجة.

هجوم الطيران السوري بغاز السارين الأخير سبقته هجمات موثقة بغاز الكلور عامي 2014 و2015 شملت حلب. واستسهال الأسد تكرارها يعود إلى تصريحات السفيرة هايلي الأسبوع الماضي ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، بأن إزاحة الأسد ليست أولوية، في وقت كان الانتقال السياسي على طاولة مفاوضات جنيف5. وهذا ما جعله يثق بنفسه أكثر. وواشنطن حملته على أن يختبرها.

هل يغير ترامب موقفه فعلاً، أم أن التعديل اللفظي لمواقفه، بالحديث عن أن «روسيا مشكلة» كما قالت هايلي، هدفه التغطية على التحقيقات التي يجريها الكونغرس الأميركي بصلاته مع الروس قبل الانتخابات الرئاسية ثم قبيل تسلمه مهماته، عبر قنابل دخانية لها مفعول جزيئيات «السارين» لإطفاء تأثير فضائح تلك الاتصالات؟

ثمة من يعتقد أن الرئيس الأميركي يحتاج إلى أكثر من الظهور بمظهر المختلف مع بوتين حول سورية، كي يتخطى أزمة التحقيقات مع فريقه، أي إلى تغيير حقيقي. وسواء صح هذا أم ذاك من الاستنتاجين، فإن السارين الحقيقي يقتل السوريين، والآخرون يتلاعبون بالنتائج، وموسكو تستفيد من ارتماء الأسد في حضنها أكثر قياساً إلى طهران.

المصدر : صحيفة الحياة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سارين» الكرملين وترامب «سارين» الكرملين وترامب



GMT 05:51 2017 الجمعة ,26 أيار / مايو

الشرق الأوسط «الإيراني» والتنف السوري

GMT 05:10 2017 الجمعة ,12 أيار / مايو

الجمباز الروسي في سورية

GMT 05:56 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

مناطق آمنة للدول أم للسوريين؟

GMT 05:53 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

روسيا المرتبكة تنتظر ترامب

GMT 06:15 2017 الجمعة ,21 إبريل / نيسان

جنرالات ترامب وإيران وسورية واليمن

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon