حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

 لبنان اليوم -

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

حسن نافعة

ها هى مصر تستعد لاستقبال حكومة جديدة للقيام بمهمة ربما تكون الأخطر والأكثر تعقيدا فى تاريخها الحديث. الحكومة الجديدة يرأسها رسميا الدكتور حازم الببلاوى، الاقتصادى المصرى المرموق، وتوصف بأنها حكومة «تكنوقراط». غير أن الواقع العملى يقول إن الدكتور محمد البرادعى كان هو اللاعب الأساسى فى مختلف مراحل تشكيلها، ومن ثم يمكن أن نطلق عليها دون تجاوز «حكومة البرادعى»، وأنها تأتى فى أعقاب أحداث سياسية جسام أطاحت بنظام حاكم وتسعى لتشكيل نظام حكم بديل، ومن ثم فهى فى جوهرها حكومة «سياسية» تبدو أقرب ما تكون إلى «حكومة ائتلافية» يقودها تيار سياسى بعينه تمثله «جبهة الإنقاذ» بشكل أو بآخر. يدرك الجميع أن مصر مقبلة على مرحلة انتقالية فى غاية الحساسية. ولكى نجتازها بنجاح علينا أن نتجنب خداع النفس وأن نسمى الأشياء بأسمائها. ففور قيام الفريق السيسى بعزل الدكتور مرسى، نزولا على إرادة الشعب، وإقدامه على تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا الدولة حددت لها خارطة طريق جديدة، تم ترشيح الدكتور البرادعى لرئاسة الحكومة، غير أن اعتراض حزب النور، لأسباب غير مفهومة تماما، ثم اعتراضه على ترشيح الدكتور زياد بهاء الدين، لأسباب غير مفهومة أيضا، دفع بالأمور فى اتجاه البحث عن حلول التفافية. لذا استقر الأمر فى النهاية على تعيين الدكتور البرادعى نائبا لرئيس الجمهورية، وتكليف الدكتور حازم الببلاوى برئاسة الحكومة، واكتفى الدكتور زياد بهاء الدين بمنصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. وكان من اللافت للنظر اشتراك الشخصيات الثلاث معا فى جميع المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وهو أمر غريب لا سابقة له فى تشكيل الحكومات. أظن أنه كان من الأفضل والأكرم لكل الأطراف الثبات على تكليف الدكتور البرادعى بتشكيل الوزارة وتحميله المسؤولية كاملة عن إدارة هذه المرحلة، ليس فقط لأن البعض يعتبره الأحق والأجدر بهذه المهمة، ولكن لأن الرجل لم يختبر قط وكان دائما موجودا وغير موجود فى قلب المشهد السياسى فى الوقت نفسه. فقد سبق للنخبة أن أجمعت على تكليفه بتشكيل ورئاسة «الجمعية الوطنية للتغيير». وقبل الرجل لكنه أمضى معظم وقته فى الخارج وتحمل آخرون وزر تقاعسه عن القيام بالمهام التى تعين عليه القيام بها. وطالبه الشباب بتشكيل ورئاسة «حزب الدستور»، وقبل الرجل بالقيام بالمهمة، لكنه لم يمنحها الاهتمام الكافى، فترك الحزب نهبا لصراعات داخلية كادت تؤدى إلى انهياره. وذهب إليه رؤساء أحزاب يعرضون عليه الاندماج فى حزب ليبرالى كبير يستطيع أن يوازن ثقل تيارات «الإسلام السياسى»، شريطة أن يتفرغ تماما لرئاسة هذا الحزب، وأن يمنحه الوقت الكافى، لكنه ظل يتردد إلى أن ضاعت الفرصة. وضع الدكتور البرادعى داخل منظومة السلطة فى المرحلة الراهنة يبدو لى غريبا جدا، لكنه يريحه تماما ويتناسب مع شخصيته. فهو من الناحية الرسمية نائب لرئيس الجمهورية المؤقت، ومن ثم يفترض ألا تكون له أى اختصاصات تنفيذية، لكنه اشترط للقبول بالمنصب أن يدير بنفسه ملفات بعينها. ووجوده الدائم فى قلب المشاورات التى سبقت تشكيل الحكومة ليس له فى الواقع سوى معنى واحد، وهو أن الدكتور البرادعى هو صاحب الكلمة النهائية فى تشكيل الحكومة وهو الرئيس الفعلى للسلطة التنفيذية فى المرحلة الانتقالية الحالية. أى أنه يملك سلطات فعلية كبيرة لكن دون أن تقابلها مسؤولية محددة يمكن محاسبته على أساسها، وهنا مكمن الخطر. حين سئلت منذ أيام عن رأيى فى ترشيح البرادعى رئيسا للوزراء أجبت على الفور بأنه رجل المرحلة، وأن على مصر أن تجربه وتختبر قدراته. لكن الرجل فضل أن يكون فى وضع يسمح له بأن يوجه دون أن يدير، وأن يقرر دون أن يحاسب. ومع ذلك فليس أمام جميع القوى الوطنية سوى تدعيم هذه الحكومة وأيا كان تشكيلها، بكل ما تملك من قوة فتلك هى الفرصة الأخيرة لتأسيس نظام ديمقراطى مؤهل لقيادة دولة حديثة. لذا نتمنى للحكومة القادمة «حكومة البرادعى» كل النجاح فى مهمتها الصعبة!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon