الشورى وظاهرة التحرش الجنسي
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي

 لبنان اليوم -

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي

حسن نافعة

لعبت المرأة المصرية دوراً رائعاً فى ثورة 25 يناير المصرية، شهد له العالم كله واعتبره واحداً من أهم أسباب نجاح وتألق هذه الثورة، فلم تتردد المرأة المصرية فى الوقوف مع الرجل جنباً إلى جنب ونزلت إلى الشوارع والميادين تتحدى النظام القديم وتهتف بسقوطه، وتبذل الجهد والعرق والدم فداء لوطن عانى الكثير من الذل والمهانة كى ينعم أخيرا بالحرية والكرامة. وعندما نتحدث عن مشاركة المرأة المصرية فى الثورة فإننا نقصد المرأة ككل: الجدة والأم والزوجة والفتاة، بل الطفلة أيضا، فقد كان الجميع على استعداد للعطاء بلا حدود، ففى أيام الثورة العظيمة لم نسمع عن رجل ينهر زوجته أو ابنته أو يحاول منعها من التظاهر بحجة غياب الأمن فى الميادين أو احتمال التعرض للاعتداء أو للتحرش الجنسى. وقد سمعت بأذنى، خلال تلك الأيام التى لا تنسى من تاريخ مصر، رجلا بسيطا كان متواجدا مع كامل أسرته فى ميدان التحرير وهو يقسم لصاحبه الذى كان يحث ابنته على العودة إلى المنزل قبل هبوط الظلام، مؤكدا له أن ميدان التحرير لا يقل أمناً وأماناً عن منزله نفسه وأنه لا يخشى على ابنته حتى من المبيت مع زملائها وزميلاتها فى قلب الميدان الذى لن يغادره قبل رحيل مبارك. رحل مبارك، غير أن نظامه بقى دون أن يمسسه سوء. صحيح أن جلده تغير، لكن روحه الفاسدة ظلت على حالها، وصحيح أيضا أن جذوة الثورة لم تنطفئ، غير أن الشعب الذى فجرها، وأذهلنا بسلوكه المتحضر فى تلك الأيام الخوالى الخالدة، لم يعد هو نفسه الشعب الذى نشعر اليوم بالأسى على حاله بعد أن امتلأت الميادين والشوارع بالبلطجية وبدأت تظهر فيها فرق تحرش ممنهج بالنساء. وقد شاهدت منذ أيام حلقة مسجلة لأحد البرامج الحوارية شاركت فيها شابات مصريات تعرضن للتحرش وروين وقائع يندى لها جبين كل مصرى، فأصابنى ما يشبه الذهول. ولأن هذه الوقائع كانت تكفى لزلزلة الأرض من تحت أقدام الحكومة فى كل مؤسسات الدولة، فقد كانت صدمتى كبيرة فى مجلس الشورى، الذى تعامل مع هذه الظاهرة البشعة باستخفاف يصل إلى حد التواطؤ. فقد ذكرت تقارير صحفية بالأمس أن لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى عقدت اجتماعا لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسى للفتيات فى المظاهرات والميادين العامة. وبدلا من أن يوجه أعضاء مجلس الشورى تحية حارة لنساء مصر على ما قدمن من عطاء لثورة أتت بهم إلى القبة، ويسارعوا باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهن، إذا بهم يوجهون لهن اللوم ويعتبرونهن مسؤولات عما حدث لأنهن «لم يقمن باتخاذ خطوات احترازية لمنع إصابتهن بالأذى». أما الحل من وجهة نظر هؤلاء الأعضاء المحترمين فيكمن فى «تخصيص أماكن لتظاهر النساء» أو «عدم ذهابهن أصلا إلى هذه الأماكن غير الآمنة». بل قال أحدهم بالحرف الواحد: «اللى نازلة عارفة إنها وسط بلطجية وشوارعية يجب أن تحمى نفسها قبل أن تطلب من الداخلية ذلك»، واعتبرها مسؤولة «بنسبة 100 %» عما يحدث لها!!. لا شك عندى فى أن ظاهرة التحرش التى تعج بها ميادين وشوارع مصر هى امتداد لجهود مستميتة تبذل لقتل ما تبقى من روح الثورة، من خلال تخويف الأم والزوجة والجدة وتحويلهن إلى أداة لردع الشباب ومنعه من مواصلة مسيرة الثورة التى لم تحقق أهدافها بعد. وكان يفترض على من يجلس تحت القبة الآن، لو كانوا نواباً يمثلون الشعب حقاً، أن يتعاملوا مع ظاهرة التحرش الجنسى المتفاقمة اليوم فى مصر باعتبارها جريمة كبرى يتعين التصدى بمنتهى الحزم والشدة ليس فقط مع مرتكبيها، بل ومع كل من يحرض عليها أو يتواطأ لتسهيل ارتكابها، ويصروا على إجراء تحقيق مستقل للكشف عن ملابساتها وإصدار التشريعات الرادعة لمعاقبة المتورطين فيها. غير أن الجالسين تحت القبة اليوم هم أناس ينظرون إلى هذه الجريمة النكراء من منظور تمليه رؤية لثقافة تقليدية قصيرة النظر لا ترى فى علاقة الرجل بالمرأة سوى غريزة يحكمها الجنس، وينسون أنه لولا شجاعة النساء لما وصلوا إلى البرلمان ولما جلسوا تحت القبة. لذا أضم صوتى إلى صوت المطالبين بضرورة قيام مجلس الشورى بالاعتذار عما بدر من بعض أعضائه فى حق نساء مصر، والذى قد يؤدى من الناحية العملية إلى التحريض على التمادى فى ارتكاب جريمة التحرش الجنسى والانتقاص من حق المرأة فى المشاركة السياسية، كما أطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لدراسة هذه الظاهرة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاستئصالها والقضاء عليها تماماً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشورى وظاهرة التحرش الجنسي الشورى وظاهرة التحرش الجنسي



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon