نجاح بطعم الفشل
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

نجاح بطعم الفشل

نجاح بطعم الفشل

 لبنان اليوم -

نجاح بطعم الفشل

حسن نافعة

تشير التقديرات الأولية لنتائج المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور إلى أن حوالى 70% من الناخبين الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، والذين لم تتجاوز نسبتهم ثلث عدد الناخبين المسجلين على القوائم الانتخابية، قالوا «نعم» لهذا المشروع، بينما رفضه حوالى 30%. وبإضافة نتائج المرحلة الأولى إلى نتائج المرحلة الثانية تصبح النتائج النهائية كالتالى: حوالى 64% ممن شاركوا فى الاستفتاء بمرحلتيه وافقوا على مشروع الدستور الذى طرح للاستفتاء، بينما رفضه حوالى 36%. إذا طبقنا المعايير المعتمدة فى الجامعات المصرية لتحديد التقدير الذى يحصل عليه الطلاب حين اجتيازهم الامتحان فى نهاية العام، أو فى الفصل الدراسى على نتائج هذا الاستفتاء، فيمكن أن نقول إن مشروع الدستور نجح فى الاقتراع الشعبى بدرجة «مقبول»، والتى تعطى لكل طالب يحصل فى الامتحان على درجة أكبر من 50% من الدرجة النهائية وأقل من 70%. وإذا صرفنا النظر عن صفحة التجاوزات التى قيل إنها ارتكبت أثناء عملية الاقتراع، وهى تجاوزات تشبه حالات الغش فى الامتحان، وتعرض من يضبط متلبسا بارتكابه لعقوبة أقلها الحرمان من أداء الامتحان، وبالتالى لرسوب مؤكد، يمكن القول إن مشروع الدستور اجتاز الاختبار الشعبى بنجاح، ويمكنه الحصول على «الشهادة» المطلوبة لتقديمها إلى من يهمه الأمر. غير أن الأمر فى حقيقته ليس على هذه الدرجة من البساطة، فمشروع الدستور الذى طرح على الشعب المصرى لاستفتائه عليه ليس كغيره من مشروعات الدساتير التى طرحت للاستفتاء فى كل أنحاء العالم، وأجيزت بأغلبية بسيطة من الناخبين الذين شاركوا فى التصويت، فلم يحدث فى أى دولة فى العالم أن طرح للاستفتاء مشروع دستور كتبته لجنة تأسيسية تم حلها قضائيا مرة، ثم أعيد تشكيلها بذات الطريقة المعيبة، فطعن عليها مرة أخرى أمام القضاء، ثم انسحب منها خُمس أعضائها قبل التصويت على مواد المشروع، ثم اضطر رئيس الدولة لتحصينها قضائيا ليتيح لها مهلة زمنية إضافية، للتوصل إلى توافق حول المواد المختلف عليها، لكنها لم تستفد من هذه المهلة، وهرولت فى سابقة لا مثيل لها فى تاريخ الدساتير فى العالم للتصويت على مواد الدستور خلال جلسة متواصلة استمرت عشرين ساعة، هرباً من الملاحقة القضائية ولكى تنهى مهمتها قبل انعقاد جلسة المحكمة الدستورية العليا، التى قيل إنها ستنطق فيها بالحكم بعدم دستورية القانون 79 لسنة 2012 المحدد لمعايير اختيار أعضائها!!!. فإذا أضفنا إلى ما تقدم أن عملية الاستفتاء جرت فى ظل مقاطعة قضائية اضطرت معها السلطات المسؤولة لتنظيمها على مرحلتين، وهو أمر يمكن أن يثير بدوره تعقيدات قانونية كثيرة، لتبين لنا بوضوح أن الدستور المصرى ولد من خلال عملية جراحية غير نظيفة وغير مضمونة العواقب. ورغم ذلك فلو أن هذا المشروع كان قد أقر بأغلبية تصل إلى حد «الاكتساح الشعبى» لكان بإمكان رئيس الدولة أن يقيم الحجة على المعارضة، وأن يمضى قدماً على الطريق الذى اختاره، غير عابئ بتلك المعارضة الهشة أو «النخبوية»، وهو ما لم يحدث، فنسبة الذين وافقوا صراحة على مشروع الدستور لم تتجاوز 20% من إجمالى عدد الناخبين المسجلين فى القوائم الانتخابية، أما النسبة الباقية، التى تمثل الأغلبية الساحقة، فقد توزعت بين رفض صريح لمشروع الدستور «12%» وامتناع عن الذهاب أصلا إلى صناديق الاقتراع، وبالتالى عن التصويت «68%». بعبارة أخرى، يمكن القول إن العقد الاجتماعى الذى يفترض أن ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى مصر الجديدة لم يحصل على أغلبية بسيطة من إجمالى الناخبين، ولا على أغلبية ثلثى المشاركين فى الاستفتاء عليه. ولأن الحصول على أغلبية خاصة يعد أمرا ضروريا لاعتماد دستور طرح مشروعه فى ظروف استثنائية وملتبسة، قياسا على الطريقة المعتمدة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل المهمة فى كل المحافل الدولية، لا يخالجنى شك فى أن المشروع الذى طرح لاستفتاء الشعب المصرى عليه سقط سياسيا، حتى لو تم اعتماده قانونيا، وبالتالى فهو غير قابل للتنفيذ فى الظروف الراهنة وسيثير تطبيقه من المشكلات أكثر مما يحل. لذا، يمكن قراءة نتائج الاستفتاء، باعتبارها «نجاحاً بطعم الفشل» بالنسبة للنظام الحاكم، و«فشلاً بطعم النجاح» بالنسبة لقوى المعارضة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح بطعم الفشل نجاح بطعم الفشل



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:40 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon