المرأة التي هزت عرش الإخوان

المرأة التي هزت عرش الإخوان

المرأة التي هزت عرش الإخوان

 لبنان اليوم -

المرأة التي هزت عرش الإخوان

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

مرة أخرى تتصدر المرأة التونسية المشهد السياسى، وتواجه أخطر تنظيم إرهابى عرفته المنطقة العربية: «الإخوان»، تعتصم فى مقر البرلمان التونسى لإبعاد الأخطبوط الإخوانى عن التحكم فى مفاصل الحكومة، والتحكم فى ضمائر التونسيين، وتطالب بسحب الثقة من «راشد الغنوشى»، رئيس البرلمان، وتتزايد الأصوات التى تؤيدها ليصبح مستقبل «الغنوشى» على المحك.

إنها «عبير موسى» المرأة التى ضربت حركة «النهضة» مثل زلزال عنيف يوشك أن يطيح بها.. حاصلة على درجة الماجستير فى القانون وشهادة الدراسات المعمقة فى القانون الاقتصادى وقانون الأعمال، فى 12 يناير 2010، تم تعيينها نائبة للأمين العام للمرأة فى التجمع الدستورى الديمقراطى، بعد سقوط نظام الرئيس «زين العابدين بن على» وتفكك التجمع الدستورى الديمقراطى فى عام 2011، الذى عارضته كمحامية، انضمت «موسى» إلى الحركة الدستورية التى أسسها رئيس الوزراء السابق «حامد القروى»، فى 13 أغسطس 2016، تم تعيين عبير موسى رئيساً للحركة الدستورية، وتمت تسميتها لاحقاً باسم الحزب الدستورى الحر.

وبحسب تغريدات التأييد لها فهى توصف بـ «المرأة التى هزت عرش الإخوان».. لقد أشعلت «موسى» حماس التونسيين للإطاحة بحركة «النهضة» بآليات ديمقراطية، لتصبح الحركة فى مفترق طرق، ولكن ليبقى السؤال هل تكون هذه نهاية الحركة، وبداية عزلتها، واشتعال الصراع على خلافة راشد الغنوشى؟.

الأحداث تتسارع على الساحة السياسية التونسية مؤخرا، بعد أن دخلت حركة النهضة فى صدام مع أربعة عناصر فى البلاد، وتتمثل برئاسة الجمهورية والحكومة والحزب الدستورى الحر والاتحاد العام التونسى للشغل.. لكن تبقى رأس الحربة فى التكتل البرلمانى الذى تقوده «موسى» لسحب الثقة من رئيس البرلمان.

بحسب «رئيسة كتلة الحزب الدستورى الحر التونسى» فإن «الغنوشى» فتح المجال أمام جهات متهمة بالإرهاب لدخول البرلمان التونسى، وقد أكدت أنها لن تسمح بأن يتحوّل البرلمان إلى «قاعة عمليات للإخوان لتنفيذ مخططاتهم التى تستهدف الأمن القومى التونسى».. وقد تضمنت لائحة سحب الثقة منه -من قبل عدة نواب- اتهامات كثيرة منها دعم ورعاية الإرهاب وتنفيذ أجندة الإخوان المسلمين فى تونس، وهى الاتهامات التى ينكرها ويرفضها «الغنّوشى» جملة وتفصيلا.

اللافت للنظر هو الجماهيرية الواسعة التى تحظى بهما «موسى»، فخلال اعتصام نواب كتلة الحزب الدستورى الحر داخل مقر البرلمان التونسى، توافد مئات التونسيين من أنصار الحزب الدستورى الحر أمام مقر البرلمان لمساندة ودعم اعتصام الحزب.. ورددوا هتافات منها: «يا نواب البرلمان خلصونا من الإرهاب» و«الغنوشى ارحل» و«تونس حرة حرة والخوانجية بره».

من بين الاتهامات التى توجهها «عبير موسى» لرئيس البرلمان التونسى أنه يؤوى البؤر العائدة من مناطق النزاع لافتة إلى أن «الغنوشى» له علاقات بأنظمة إرهابية.

وأكدت «موسى» أن جماعة الإخوان فى تونس تريد أخونة المحكمة الدستورية التونسية من خلال ترشيح أعضائها لرئاستها وعضويتها.

كما تشكك «موسى» فى ثروة رئيس البرلمان التونسى فى تلميح إلى أنها نتيجة تعاونه مع الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان».. مؤكده أنه خرج عن البروتوكول المتعارف عليه وحاد عن مهام منصبه عندما التقى بأردوغان.!

وترفض «موسى» أن تكون تونس حديقة خلفية لإدارة واحتضان أى عملية عسكرية ضد ليبيا مؤكدة أنها ترفض التدخلات فى الشأن الليبى من قبل الغنوشى. وتؤكد على أن التهديد لن يثنيها عن حمل القضية الوطنية والدفاع عنها ضد أخطبوط الإرهاب. نحن أمام نقطة فارقة فى تاريخ تونس، تتجلى فيها إرادة الشعب مع نوابه، فى مقابل أخونة الدولة والاستيلاء على المحكمة الدستورية ومحاولة اغتيال «عبير موسى».. لكن النتيجة حتما لصالح الحرية والديمقراطية.

إنها معركة تثبت فيها المرأة التونسية قدرتها على استعادة البلاد من قبضة الإرهاب، والقضاء على حركة النهضة التى جردتها من حقوقها.. ثم أعادها الرئيس التونسى الراحل «قائد السبسى».. صحيح أن المرأة التونسية «عربية» لكنها عرفت المساواة القانونية مع الرجل، (الميراث، عدم الزواج بأكثر من واحدة، الزواج من كتابى)، قبل أن تعصف بها «ثورة الياسمين» ثم تستعيدها.

ولأنها «مختلفة» فها هى تسجل مكانتها فى تغيير الخريطة السياسية، ومراكز صنع القرار، وتدخل التاريخ متوجة بنضال لا ينكسر بسيف الخوف أو التهديد.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة التي هزت عرش الإخوان المرأة التي هزت عرش الإخوان



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon