عاجل إلى المصريين الرئيس يخاطبكم

عاجل إلى المصريين: الرئيس يخاطبكم

عاجل إلى المصريين: الرئيس يخاطبكم

 لبنان اليوم -

عاجل إلى المصريين الرئيس يخاطبكم

معتز بالله عبد الفتاح

عدة رسائل مهمة علينا أن نستوعبها من كلمة الرئيس السيسى بالأمس.
أولاً، رمضان وضبط الإنفاق، الحقيقة هذه قضية تاريخية، نحن نبالغ فى الإنفاق فى الشهر الذى كتب الله علينا فيه أن نقتصد فى الإنفاق. والحقيقة أن علينا أن نرشد الإنفاق بقرار منا بدلاً من أن نضطر إلى ذلك بسبب ضيق ذات اليد.
ثانياً، مصر والمنطقة العربية كلها أمانة فى رقابنا كلنا.. هذه عبارة مهمة تؤكد أن مصر، شعباً وجيشاً، مسئولة عن مواجهة التحديات التى تواجه منطقتنا. إن أكبر التحديات التى تواجهنا هى تحديات داخلية أكثر منها خارجية. ومن هنا جاء قوله: «نحن قادرون على حفظ الأمانة بوحدتنا وتماسكنا وتفهمنا ونكران الذات والإيثار لمستقبل بلدنا». المهم ألا تكون هذه مجرد كلمات تخرج وكأنها رصاصات طائشة. ولقد قال كلاماً شبيهاً بها الرئيس مرسى فى أول عهده، فخدع كثيرين بما قال، ولكنه وقع فى فخ وعوده التى لم يستطع تلبيتها. أتمنى أن تتحول هذه الكلمات إلى برامج عمل مدروسة نلتزم بها تجاه بلدنا وأمتنا العربية.
ثالثاً، المأزق المالى الذى تعانى منه مصر. وكانت الإشارة إلى حواره مع رئيس الوزراء لمدة ست ساعات ليجد فيها الرئيس أن عجز الموازنة سيزيد الدين العام لرقم غير مسبوق. وإذا كان فى الفترة الماضية الأشقاء العرب وقفوا معنا، ولكن إذا استمررنا على نفس النهج، «إحنا بنحرج نفسنا ونحرج الناس». وهى رسالة للحكومة بل وللشعب بحتمية التفكير بمنطق مساعدة الوطن، لأن هذا الوضع لا يمكن استمراره مالياً أو اقتصادياً. وكنت أتمنى أن يتحدث الرئيس مباشرة عن مخاطر «الإنجاب بلا حساب» الذى نواجهه حتى الآن مع توجيه الحكومة بتفعيل برامج التوعية بمخاطر هذه الآفة اللعينة التى ستدمر كل ما نقوم أو يمكن أن نقوم به من جهود.
رابعاً، قضية المطالب الإنسانية لبعض فئات المجتمع أو ما اصطلح على تسميته بـ«المطالب الفئوية»، وهى معضلة أخرى لها وجه إنسانى لا يمكن إنكاره، لكن لها نتائج خطيرة بحكم أن تعطى الإنتاج من أجل إعادة توزيع الدخل سيكون تدميراً للمستقبل من أجل الحاضر. قلت من قبل إن تكرار محاولة حلب بقرة لا يوجد فيها لبن يعنى قتلها، وهذا ما لا نريده يقيناً.
خامساً، مؤسسات القضاء فى مصر لا بد أن تعمل باستقلال عن أى ضغوط من الخارج أو من مؤسسة الرئاسة. هذه رسالة مهمة قالها الرئيس وكأنه يقول إن هذه من المحرمات التى لا يمكن القبول بها. وهى رسالة ضمنية بأن عليكم أن تراعوا الله وضمائركم فى القضايا التى تعرض عليكم. وكما قلت من قبل فإن استقلال القضاء عن الضغوط الخارجية لا يعنى استقلال القضاء عن القانون، فلا يكون القاضى أهم من القاعدة القانونية العامة والمجردة.
سادساً، التبرع من أجل الوطن بنصف الدخل ونصف الثروة.. الرئيس يطالب الجميع بالتضحية من أجل الوطن، ولو لم يبدأ بنفسه فسيظل كلامه دعوة نظرية مثالية، ولكنه أراد أن يقيم الحجة علينا جميعاً بأن يقول لنا: «وأنا سأكون أول من يقوم بواجبه تجاه بلده». وهو معنى كلمته: «لازم يكون فيه تضحيات حقيقية من كل مصرى ومصرية». ثم أضاف: «لو أن كلاً منا وضع البلاد نصب عينيه، ستتحسن أحوال البلاد، خاصة أن أعداد المصريين كثيرة، وعلى المصريين فى الخارج تقديم المساعدة».
سابعاً، مع كل رئيس جديد يكون الخطاب مشجعاً على مستقبل أفضل، ونحن المصريين، نعطى لمن يتولون المسئولية الفرصة ونتمنى لهم النجاح، ونحاول أن نكون جنوداً من أجل الوطن. ونطلب من الرئيس السيسى ألا يخذلنا، فقد خذل هذا الشعب كثيرون. وحتى لا يخذل الرئيس، أى رئيس، شعبه، فعليه أن يضمن مساحة واسعة من حكم المؤسسات والديمقراطية وحرية الرأى والتعبير والنقد والتقويم، وإلا فهو يسير ببلده فى غير الطريق القويم.
ربنا يستر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى المصريين الرئيس يخاطبكم عاجل إلى المصريين الرئيس يخاطبكم



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon