فى ضيافة الجيش المصرى

فى ضيافة الجيش المصرى

فى ضيافة الجيش المصرى

 لبنان اليوم -

فى ضيافة الجيش المصرى

معتز بالله عبد الفتاح

كم المجهود المبذول من قبَل رجال قواتنا المسلحة فى كل المهام التى أوكلت إليهم يؤكد أن هؤلاء الرجال يعملون عشرات أضعاف ما كان عليه الجيش فى مراحل سابقة، ومئات المرات أكثر مما يقوم به معظم المدنيين الآن.

هذه الزيادة الملحوظة فى نوعية وكمية الأسلحة التى تدخل الجيش المصرى: طائرات، دبابات، حاملات طائرات هليكوبتر، غواصات، فضلاً عن الزيادة الواضحة فى الاهتمام بالتدريب ورفع الكفاءة القتالية للجنود. أقول إن كلها مؤشرات على أن القيادة السياسية مدركة تماماً طبيعة التحديات التى تواجه هذه المنطقة، وأن قوة الدولة تقتضى الكثير والكثير من المقومات، بما فيها جيش قوى بالمعنى الشامل للقوة.

كنت فى سيناء منذ أيام قليلة مدعواً لحضور مجلس الأعمال المصرى - الكويتى، وبناءً على تكليفات من القيادة السياسية التقى المستثمرون الكويتيون والمصريون بقيادات القوات المسلحة هناك. ولى عن هذا الاجتماع عدة انطباعات:

أولاً، أشقاؤنا الكويتيون لا يتعاملون مع مصر كدولة أخرى، وإنما هم مصريون يعيشون فى الكويت. لو كان لى أن أستخدم تشبيهاً يوضح المعنى: علاقة الكويتى بالمصرى هى مثل علاقة أهل الدقهلية بأهل الغربية مثلاً، أى كأنهم أبناء وطن واحد، حتى إن كانت بينهم وبين بعضهم البعض حدود جغرافية أو إدارية.

هذا ما لمسته من كلام كل المستثمرين الكويتيين، وعلى رأسهم السيد محمد الصقر، الذى أكد أن قوة مصر ونهضتها مصلحة عربية شاملة، لأنها هى التى تحافظ للعرب على بقائهم. قوتها قوتهم، وضعفها يعنى ضياعهم. وهذا ما جعلنى أقول بوضوح إن ضعف مصر يجعل العرب يتحولون من دول إلى قبائل.

ثانياً، المصريون مدركون أهمية أن يستثمر العرب، وعلى رأسهم الكويتيون فى مصر، مصر بحاجة إلى أن تفتح آفاقها الاستثمارية لكل الجادين، وأول شروط هذا الانفتاح تحديث القوانين وتوضيحها، بحيث يأتى المستثمر ليتعامل، وفقاً لقوانين واضحة وقواعد غير قابلة للجدل. وهذا ما أكده السيد معتز الألفى، ضارباً أمثلة بالعديد من النجاحات حين تستقيم القواعد وتتضح القوانين والعديد من المشكلات التى واجهت مستثمرين آخرين، حين اختلطت وغمضت هذه القواعد.

ثالثاً: عرض الدكتور أحمد درويش، المسئول عن مشروع تنمية قناة السويس رؤيته للمنطقة وللقوانين الحاكمة لها، وتأكد الحضور أن اختيار الرجل لهذه المهمة اختيار موفق للغاية. لكنه فى الوقت نفسه لا يريد أن يُسرف فى الوعود، أو أن يكون الرأى العام المتلهف على أخبار جيدة سبباً فى عدم إتقان دراسة الملفات أو الإسراع غير المبرر فى اتخاذ قرارات لا تكون مدروسة بالقدر الكافى، لأن مجرد نقل تجربة مناطق اقتصادية خاصة فى دول أخرى إلى مصر قد لا يؤدى إلى النتائج المطلوبة.

رابعاً: الكل أثنى على الدور الذى تقوم به القوات المسلحة فى سيناء: حررتها، ثم طهرتها، ثم تقوم الآن على تطويرها. لا أبالغ إن قلت إن الإنسان يجد نفسه شديد الفخر من ناحية، وشديد الصغر من ناحية أخرى، حين يسمع عن الأدوار البطولية التى يقوم بها أبطالنا ورجالنا من القوات المسلحة فى سيناء. إن هؤلاء يفتحون، مضطرين، ملفاً كان مغلقاً لعقود، ليكتشفوا فيه ما كنا نتجاهله من سيناويين عاشوا حياتهم كلها بلا اتصال بالدولة المصرية أصلاً، فلا لديهم أوراق رسمية تثبت من هم، ولا يوجد عند بعضهم ارتباط عميق بالهوية الوطنية المصرية، فضلاً عن استغلال جيراننا لغياب الكثافات السكانية فى سيناء، كى تصبح مرتعاً للجريمة والإرهاب والتهريب، وتعمل جهات عديدة على تحويل سيناء إلى جزء معزول عن بقية مصر، على أمل أن تكون ثغرة ينفذون منها إلى الوادى والدلتا.

ورجال القوات المسلحة يسابقون الزمن فى التطهير والتطوير حتى ترتبط سيناء مصر بوادى ودلتا مصر، تأكيداً على مصريتها ومصرية أهلها. وكل هذا لا بد أن يتم برضا أهل سيناء ومشاركتهم فى جهود التطهير والتطوير. وهو عمل مركب يقتضى الحذر والحرص، لأن هناك من يريدون أن يقلبوا أهل سيناء على جيشنا العظيم. لكن القيادات والضباط والجنود حريصون كل الحرص على أن تكون هناك قنوات اتصال مفتوحة بين الجيش، وأهلنا فى سيناء. بفضل الله سيكون المقبل أفضل.

ضباطنا وجنودنا مثال رائع لمعنى العمل المخلص فقط.. شكراً لكم على كل ما تفعلونه من أجل مصر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى ضيافة الجيش المصرى فى ضيافة الجيش المصرى



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon