مجلس وطني للآداب العامة

مجلس وطني للآداب العامة

مجلس وطني للآداب العامة

 لبنان اليوم -

مجلس وطني للآداب العامة

معتز بالله عبد الفتاح

كتب الأستاذ فاروق جويدة ما يلى:

بعيداً عن أزمة الدولار وأسعار العملات ومشاكل الاستيراد والتصدير والبطالة أتوقف اليوم عند ظاهرة تهز أركان هذا المجتمع وتلقى به إلى مصير غامض مجهول.. أتحدث عن كارثة الانحطاط الأخلاقى الذى أصاب الشارع المصرى وانفجرت بالوعات الشتائم والبذاءات فى وجوهنا جميعاً، كان النموذج الصارخ فى هذه المحنة تلك الكلمات التى جاءت على لسان المرشحين فى البرلمان المقبل، جاءت هذه الشتائم لتفضح ما وصلت إليه أخلاق الناس، وللأسف أن الجميع يتساءل: هل هؤلاء هم أعضاء البرلمان المقبل.. هل هؤلاء هم نواب الشعب المصرى.. هل هؤلاء سيحملون الحصانة ويستجوبون الحكومة ويعزلون الوزراء ويحاسبون مؤسسات الدولة؟..

لقد حذرنا آلاف المرات من التجاوزات والبذاءات التى تشهدها شاشات التليفزيون والتى وصلت الآن إلى أحط الألفاظ بالأم والأب والكلمات الساقطة، بحيث تحول الإعلام إلى مستنقع للردح والبذاءات.. هناك أشخاص يفرضهم الإعلام المصرى الآن على الشعب كله رغم أن مكانهم الطبيعى أن يتم عزلهم فى مصحات نفسية حتى يستعيدوا توازنهم السلوكى والأخلاقى والمهنى.. ولا أدرى هل يشاهد المسئولون عن الفضائيات المصرية مثل هذه الموبقات والفضائح التى ينشرونها كل ليلة بأموالهم الحرام التى نهبوها من هذا الشعب، كيف يقبل صاحب فضائية يدفع فيها الملايين أن تتحول إلى وكر لنشر السفه والبذاءات وهو جالس وسط أسرته وأبنائه.. ألا يخجل منهم، ألا يشعر بأنه تحول إلى أداة تدمير وإفساد فى مجتمع منحه كل شىء.. ألا يتحرك ضمير هؤلاء الناس ويعيدون النظر فى مساوئ ما يفعلون.. على جانب آخر كيف يقبل مقدمو البرامج والمذيعون أن يسمعوا وينشروا هذا الغثاء، وما الذى يجبرهم على ذلك؟، إذا كان ذلك بحثاً عن الأموال فإن تجارة المخدرات والدعارة أكثر ربحاً لأن ما نراه على الشاشات الآن أكبر خطراً، والعجيب أن ترى مقدم البرنامج يجلس ضاحكاً يمارس تفاهاته وهو يسمع كل هذه البذاءات وكل هذا الانحطاط.. إن أصحاب الفضائيات ومقدمى البرامج يتحملون الآن مسئولية إفساد الشارع المصرى وتشويه أخلاقياته لأن الأشخاص الذين يروجون الفاحشة على الشاشات يدمرون مجتمعاً بأكمله.

إذا تركنا البذاءات جانباً وجدنا أمامنا مستنقعات أخرى تروج لأفلام البورنو وتدعو الشباب إلى مشاهدتها وننتقل إلى برامج العفاريت والجن وبرامج الرقص ومسابقاته والأطفال والسكاكين ومعارك التلاميذ فى المدارس وضرب الأساتذة وبيع لحوم الحمير للمواطنين واغتصاب الأطفال، هذه هى الجرعات المسمومة التى يشاهدها المواطن المصرى كل ليلة ويصحو وينام عليها.. والسؤال هنا: هل أضافت شيئاً لعقل هذا الشعب.. هل رفعت مستواه الفكرى والثقافى والسلوكى.. هل ساهمت فى زيادة وعيه ونمو قدراته؟!

هذه البرامج جميعها شوهت الشخصية المصرية التى عرفها العالم بالالتزام والجدية والخلق الرفيع.. إن أخطر ما فى هذه الحالة التى يعيشها المصريون الآن أن مؤسسات الدولة فى واد والشعب فى واد، وهذه الجرائم فى واد آخر.. لا يوجد حساب على شىء.. ولا يوجد عقاب على جريمة ولم يقف صاحب قناة أو مقدم برامج أو ضيف أفسد أخلاق الناس أمام جهة تحاسب أو مسئول يعاقب.. إن هذا ليس مطالبة بالرقابة أو المتابعة لأننا تجاوزنا كل هذه المناطق ودخلنا منطقة الجرائم التى يعاقب عليها القانون.. إنها لم تعد جرائم نشر أو إذاعة، ولكنها جرائم سلوك وأخلاق وفضائح تسىء للشعب بكل مؤسساته وأفراده أمام العالم كله.. ليس من حق أحد، أياً كان، أن يملك قناة فضائية متخصصة فى شئون الردح والشتائم.. وليس من حق إنسان مهما يكن حجم أمواله أن يبث على الناس سمومه وأمراضه وعقده النفسية فى أفلام ساقطة ومسلسلات تافهة وبرامج مريضة.. إن أكثر الدول ديمقراطية لا تسمح بذلك ولكن فى مصر من حق أى شخص أن يشترى حق إنشاء فضائية لنشر البذاءات والتفاهات.. ليس من المنطقى أن يجلس مقدم برامج على رأس قناة ويستضيف ما يشاء وينشر الأكاذيب ويشوه صور البشر والأشياء ثم بعد ذلك يتحدث باسم الشعب والشعب منه برىء.. إن الأزمة الحقيقية أن الظاهرة تتفاقم وتضيف إلى مستنقعات السفه والبذاءات مساحات جديدة وفى كل ليلة نصدّر للمشاهد العربى فضائح جديدة من خلال كومبارس السينما المصرية الذين تخصصوا فى نشر الفضائح والعفاريت وأفلام البورنو.

■ أطالب الرئيس بتشكيل مجلس وطنى للآداب العامة يرأسه فاروق جويدة. قد تكون هذه هى البداية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجلس وطني للآداب العامة مجلس وطني للآداب العامة



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon