من حاكم دبى لحكومات المنطقة

من حاكم دبى لحكومات المنطقة

من حاكم دبى لحكومات المنطقة

 لبنان اليوم -

من حاكم دبى لحكومات المنطقة

معتز بالله عبد الفتاح

هذا واحد من أهم المقالات التى قرأتها فى الفترة الأخيرة، ليس فقط لأهمية من كتبه، ولكن كذلك للقضية التى يعالجها وطريقة معالجتها.

يقول الشيخ محمد بن راشد، رئيس وزراء دولة الإمارات:

كثير من الأسئلة والتعليقات والمكالمات وملخصات الأخبار تلقيتها وقرأتها خلال الأسبوع الماضى، كلها تدور حول التغيير الحكومى الذى أجريناه مؤخراً فى دولة الإمارات، وزراء للسعادة والتسامح والمستقبل ووزيرة للشباب بعمر الـ22 وتغييرات هيكلية فى التربية والتعليم والصحة وإدارة الموارد البشرية وغيرها، البعض تناول التغييرات بالإعجاب -وهم كثيرون- وآخرون بالاستغراب، وفريق ثالث من وراء البحار قارن التغييرات ببناء أطول برج وأكبر جزيرة وكأن التغييرات جزء من حملة دعاية تقوم بها دولة الإمارات.

ولعلى أوجه خطابى اليوم للفريقين الأخيرين.. لأشرح لهم بشكل مختصر لماذا غيّرنا؟

نحن غيّرنا لأننا تعلّمنا الكثير خلال السنوات الخمس الأخيرة، تعلمنا من أحداث المنطقة حولنا، وتعلمنا من دروس التاريخ، وتعلمنا أيضاً من جهود كثيرة بذلناها لاستشراف المستقبل.

علمتنا منطقتنا أن الحكومات التى أدارت ظهرها للشباب، وسدت الأبواب أمامهم.. إنما سدت أبواب الأمل لشعوب كاملة، نحن لا ننسى أن بداية التوترات فى المنطقة وما يسمى للأسف ربيعاً عربياً إنما كانت لأسباب تتعلق بتوفير فرص للشباب وبيئة يستطيعون من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم. لا بد لحكوماتنا أن تفكر بما بعد اقتصاد النفط من اليوم، لا بد من إعادة النظر فى المنظومة التشريعية والإدارية والاقتصادية بشكل كامل للابتعاد عن الاقتصادات المعتمدة على النفط. لا بد من وضع بنية تحتية تنظيمية ومادية قوية لبناء اقتصادات مستدامة لأبنائنا ولأبناء أبنائنا.

أكتب مقالاً لأرسال رسالة بأنه لا بد للحكومات من أن تراجع دورها، دور الحكومات هو خلق البيئة التى يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وذواتهم.. خلق البيئة وليس التحكم فيها.. تمكين الناس وليس التمكن منهم.. وظيفة الحكومات خلق البيئة التى يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم، نعم وظيفة الحكومات هى تحقيق السعادة.. ولسنا جدداً فى الحديث عن السعادة.. منذ فجر التاريخ والكل يطلب السعادة.. أرسطو ذكر أن الدولة كائن حى يتطور ليسعى لتحقيق الكمال المعنوى والسعادة للأفراد.. وابن خلدون كذلك.. وفى مقدمة الدستور الأمريكى نص على حق الجميع فى السعى لتحقيق السعادة.. بل إن هناك مطالبات من الأمم المتحدة بتغيير المعايير المعتمدة لقياس نجاح الحكومات، من معايير اقتصادية إلى معايير تتعلق بسعادة الإنسان.. وخصصت الأمم المتحدة يوماً عالمياً للتأكيد على أهميته. السعداء ينتجون أكثر.. ويعيشون أطول.. ويقودون تنمية اقتصادية بشكل أفضل حسب الدراسات.. أستغرب من استغراب الكثيرين من تعييننا وزيراً للسعادة فى حكومتنا.. السعادة لها مؤشرات وبرامج ودراسات.. السعادة يمكن قياسها.. وتنميتها وربطها بمجموعة من القيم والبرامج.. سعادة الأفراد، وسعادة الأسر، وسعادة الموظفين فى عملهم، وسعادة الناس عن حياتهم، وتفاؤلهم بمستقبلهم، ورضاهم النفسى والمهنى والمجتمعى، كل ذلك يحتاج لبرامج ومبادرات فى كل قطاعات الحكومة ولا بد من وجود وزير لمتابعة ذلك مع جميع القطاعات والمؤسسات الحكومية، عندما نقول إن هدف الحكومة هو تحقيق السعادة فنحن نعنيه حرفياً وسنطبقه حرفياً وسنسعى لتحقيقه بما يتناسب مع طموحات شعبنا وتطلعاته وعاداتنا وثقافتنا.

نعم، نحن غيرنا حكومتنا، وأتمنى أن نكون نموذجاً يمكن أن يستفيد منه غيرنا، ومعادلة التغيير عندنا بسيطة: تنمية تقوم على منظومة من القيم.. ويقودها الشباب.. وتستشرف المستقبل.. وتسعى لتحقيق سعادة الجميع.

والله الموفق أولاً وآخراً.

نقلاً، بتصرف، عن موقع الشيخ محمد بن راشد.

أرجو أن يكون هذا الخطاب على مائدة كل الحكومات العربية قبل أن يفوت الأوان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حاكم دبى لحكومات المنطقة من حاكم دبى لحكومات المنطقة



GMT 18:41 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الإبادة لن تبيد الإرادة

GMT 20:24 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

الاقتلاع

GMT 08:41 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران، "حزب الله"... وغزة

GMT 21:16 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرق الأوسط والسلام الضائع

GMT 15:31 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أمم متحدة جديدة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon