مصر بين مؤامرة متآمر وتقصير مقصر
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد
أخر الأخبار

مصر بين مؤامرة متآمر وتقصير مقصر

مصر بين مؤامرة متآمر وتقصير مقصر

 لبنان اليوم -

مصر بين مؤامرة متآمر وتقصير مقصر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

ناقشت هذا الموضوع من قبل متسائلاً: لماذا يصر البعض فى مصر على أننا إما أن نكون ضحايا لمؤامرة أو نكون نحن المسئولين عن مشاكلنا بسبب عيوبنا؟ ألا يمكن أن نجمع بين الأمرين؟ نعم بيننا مهملون وفاسدون، ولكن هناك كذلك من لا يريد بنا خيراً، بل يسعى لأن نتأخر ونتخلف؛ لأن تأخرنا وتخلفنا يخدم مصالحه، وكل فترة تخرج الوثائق الغربية لتوضح كيف أنهم يتآمرون بحق على أعدائهم، ومصر ظلت لفترة طويلة عدواً للغرب، وفى كثير من الأحيان كانت صديقاً يتعامل معه الغرب بحذر. كشفت المخابرات الأمريكية عن وثيقة موجودة على النت منذ فترة بعنوان «كتالوج التخريب البسيط» CIA simple sabotage field manual»، إنه كتالوج عمل أنتجته وكالة الاستخبارات الأمريكية فى سنة ١٩٤٤ لمخاطبة أنصارها فى داخل أراضى العدو لنصرة أمريكا بتدمير العدو من خلال إجراءات يتخذونها تشل العدو دونما أن تعرضهم للخطر؛ لأنها تتم دون أن يبدو عليها أنها عمليات تخريب، رغماً عن أنها تساعد كثيراً فى تراجع وتأخر وتخلف مجتمعات الأعداء. طبعاً هذه النصائح وليدة فترتها بحكم أنها كانت موجهة لتدمير دول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكنها ظلت مفيدة وموضع تطبيق أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى وحلفائه حتى انهار، لكن المثير للتأمل أن الكثير من هذه النصائح هى بالضبط ما نتطوع به نحن كمصريين، بالذات فى الجهاز الإدارى للدولة، لتحقيق أهداف العدو دون أن نكون بالضرورة عملاء له، ولنأخذ عدداً من الأمثلة من هذا الكتالوج المخابراتى:

ولنبدأ بسؤال عن: ماذا لو أردت أن تخرب مؤسسة أو هيئة من داخلها؟

١- فى أى اجتماعات أو نقاشات، عليك أن تُكثر من الكلام غير المفيد، واطلب الكلمة كلما كان ذلك ممكناً، وأكثر من ذكر القصص والحواديت الشخصية (طبعاً الهدف الواضح هو إضاعة وقت زملائك والمتعاملين مع المؤسسة).

٢- بالغ فى التأكيد على أهمية وضرورة وحتمية الالتزام الصارم بالتعليمات واللوائح والقوانين، ولا تسمح أبداً بالطرق المختصرة لتسريع عملية اتخاذ القرارات (الرسالة الواضحة أن تجعل عمليات الروتين واتخاذ القرارات معقدة على نحو يضيّع الصالح العام من أجل استيفاء أمور شكلية).

٣- افعل كل ما تستطيع كى تستعين بلجان فرعية بهدف الدراسة والتقييم، ثم قم بتعطيل عمل هذه اللجان قدر المستطاع، واجعل هذه اللجان كبيرة قدر المستطاع، بحيث تكون أكثر من ٥ أشخاص، وأن يكون أعضاؤها من خلفيات مختلفة، ولا تجمع بينهم اهتمامات مشتركة (نفس هدف إضاعة وقت المؤسسة وتطفيش المتعاملين معها يتم بطرق مختلفة).

٤- فى الاجتماعات ناقش أموراً غير مهمة وغير ذات فائدة أو جدوى قدر الإمكان.

٥- أكثر من النقاشات الجدلية حول صياغة القرارات والبرقيات ومحاضر الاجتماعات.

٦- فى أى اجتماع، قبل أن تناقش أى قضايا جديدة حاول أن تفتح باب الجدل والنقاش بشأن القرارات التى اتُّخذت فى الاجتماعات السابقة، وعطّل أجندة اجتماعات المستقبل.

٧- أكد بشكل مبالغ فيه على أهمية التفكير الحذر والعقلانية حتى لو على حساب الوقت، بحيث يتحول الاجتماع عن القضايا موضع النقاش الأصلى إلى أمور فرعية لا تفيد أحداً بشىء.

٨- لا تعترف إلا بالأوراق الرسمية، وبالغ فى التأكيد على أهمية وضوحها وصدورها من مصادرها الأصلية، وارفض الأوامر أو المعلومات الشفهية حتى لو كانت منطقية لتضيّع أكبر قدر ممكن من الوقت.

٩- «أخطئ فى فهم» المطلوب، اسأل أسئلة كثيرة، واطلب أوراقاً كثيرة، وعطّل العمل قدر المستطاع.

١٠- لا تسلم الجزء الخاص بك فى أى عمل إلا متأخراً للغاية.

١١- انتظر لآخر الوقت قبل أن تطلب أى مادة تحتاجها فى عملك، المهم تعطيل العمل انتظاراً لأوراق مطلوبة أو أقلام أو غيرها.

١٢- اطلب أعلى نوعية ممكنة من المواد المطلوبة، ولو جاء لك ما دونها اعترض بشدة، وبالغ فى توضيح مدى تأثير ذلك على سير العمل وكأنك تخشى على العمل ومنتجاته.

١٣- ركز على إتقان العمل فى أقل الموضوعات أو الملفات أهمية بحيث تضيّع وقت المؤسسة عما هو أهم.

١٤- عند تدريب عمال جدد، أعطهم معلومات غير كاملة أو مضللة.

١٥- لخفض الروح المعنوية فى المؤسسة وبالتالى الإنتاجية، أعلن دعمك للعمالة غير الكفؤة وغير المجتهدة وأعطهم علاوات تشجيعية غير مستحقة، وعامل العمالة الماهرة والنشطة بشكل غير لائق.

قائمة النصائح التخريبية طويلة للغاية، وذكرت منها الأمثلة التى تعنينا كمصريين نواجه من بيننا من العاملين فى الأجهزة الإدارية المصرية من يتطوع بكل ما سبق والضحية هى مصلحة مصر الوطن.

لا أستطيع أن أقول إن بيننا عملاء يأتمرون بأمر مخابرات دول أجنبية، ولكن بيننا أناس بلغوا من الجهل بمصلحة الوطن أنهم يمكن أن يفعلوا كل ما يخدم العدو وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

وهؤلاء لا بد من توعيتهم وتدريبهم وفى نفس الوقت محاسبتهم إن ظهر منهم مثل هذه السلوكيات المضرة بالحكومة والحكم وكل مشروعات الإصلاح والتنمية التى تقوم بها الدولة حالياً. وحتى لا أترك القارئ بانطباع أن التآمر يقف عند هذا الحد، أوضح أن الكتالوج لا يريد لأنصار (أو لو شئت قل عملاء) أمريكا أن يعرضوا حياتهم للخطر وإنما أن يجعلوا الدولة العدو لأمريكا فى حالة من الدفاع الدائم عن بقائها وليس أن تتقدم للأمام.

مثلاً يقول الكتالوج:

يمكن لك أن تشعل النيران فى أى مبنى أنت موجود فيه سواء مكاتب حكومية أو خاصة أو فنادق أو غيرها، ولكن النصيحة أن تجعل النيران تشتعل بعد أن يكون الشخص قد غادر المكان، بعبارة أخرى، أى خسائر يستطيع أن يكبّدها المخرب لبلده فليفعل، هذا فى مصلحة أمريكا.

والكتالوج المكتوب فى الأربعينات يتضمن عشرات الإشارات لكيفية تخريب محطات المياه، والمصانع، والمزارع، ومحطات الطاقة والفحم والبنزين وتعطيل الطرق ووسائل النقل والمواصلات المختلفة، براً وبحراً ونهراً وجواً، والدراسة والحياة العامة بكافة صورها، نعم، بيننا مهملون وفاسدون، ولكن بينهم كذلك من يريد بمصر والمصريين شراً، والمهمة المركبة التى علينا القيام بها كأفراد وكأجهزة أمنية وإعلامية هى أن ننتصر على عدو الداخل بإهماله وفساده، وعلى عدو الخارج بسوء طويته ودعمه للشر.

اللهم احفظ مصر والمصريين.

بيننا مهملون وفاسدون لكن هناك كذلك من لا يريد بنا خيراً بل يسعى لأن نتأخر ونتخلف لأن تأخرنا وتخلفنا يخدم مصالحه وكل فترة تخرج الوثائق الغربية لتوضح كيف أنهم يتآمرون بحق على أعدائهم ومصر ظلت لفترة طويلة عدواً للغرب وفى كثير من الأحيان كانت صديقاً يتعامل معه الغرب بحذر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بين مؤامرة متآمر وتقصير مقصر مصر بين مؤامرة متآمر وتقصير مقصر



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon