التصالح مع رشيد

التصالح مع "رشيد"

التصالح مع "رشيد"

 لبنان اليوم -

التصالح مع رشيد

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

1- المهندس رشيد محمد رشيد رجل لم ألتقه من قبل ولا تربطنى به أى علاقة مصلحة، ولكن ما عرفته عنه من أطراف متنوعة تقول إنه كان أكثر رجال المجموعة الاقتصادية فى حكومة أحمد نظيف اهتماماً بدعم الصناعة فى مصر.

بل هناك من ذهب إلى القول إنه كان المرشح لتولى الوزارة بعد «نظيف».

وهناك من وصفه أمامى بأنه «دماغ من ذهب».

وهناك من قال عنه إنه «لم يكن بحاجة لأن يسرق شيئاً».

وكل هذا قيل فى حق آخرين وعلى رأسهم الدكتور محمود محيى الدين.

2- كتبت من قبل عن أن ثورتنا لا ينبغى أن تترك فى يد المراهقين، لأن المراهقة الثورية تجعلنا نستخدم ساطور الجزار وليس مشرط الجراح. والفرق بينهما كبير. الجزار حريص على قتل الضحية لأن هذه شغلته. الجراح حريص على ألا يموت المريض، وهذه شغلته. ولهذا يحصل الأول على مئات الجنيهات ويحصل الثانى على آلاف الجنيهات. مشرط الجراح يقتضى أن نفرق بين الفاسد والصالح، المفسد والمصلح، المفيد والضار، الأمين والخائن للأمانة.

3- الفترة التى عملت فيها مستشاراً سياسياً فى مجلس الوزراء بعد الثورة مباشرة، جعلتنى أدرك أن تعقيدات المشهد وعمق القضايا وتشابكها يجعلنى أستنتج: أن المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة ليست متوفرة عند أغلب المصريين، وأن المشكلة ليست فى عظم التحديات، ولكن المشكلة فى ضعف القدرات.

4- هذه معضلة مركبة لأن القضية ليست فى النوايا فقط ولكن فى العقول أيضاً.

ممكن أن تحسن النية ولكن تسىء التصرف فتكون النتيجة كارثية. المهرة قليلون ومعظمهم كان قد ركب بالفعل فى مركب الحزب الوطنى، وبالتالى حل الحزب ما كان ينبغى أن يجعلنا نقضى على كل من فيه، لأننا بهذا لا نعاقب الحزب ولكن نعاقب أنفسنا.

5- اتهمنى بعض الثورجية آنذاك بأننى «إصلاحى» وكانوا يرون أن الإصلاح فى اللحظة الثورية خيانة للثورة، فتأكدت أنهم مراهقون سياسياً يريدون أن يضحوا بمصر من أجل الثورة، وأن يضحوا بالمصريين من أجل الثوار؛ فزادت الفجوة بينى وبينهم لأن مراهقتهم الثورية أكبر من أن يتحملها الجسد السياسى والاقتصادى والنفسى العليل لمصر والمصريين. وكان هذا رأيى ولم يزل. ولكن مش مهم. المهم إصلاح ما يمكن إصلاحه بالتدرج والتوازن والاعتدال. حتى القرارات الراديكالية بعد ثورة 1952 كان لها من الآثار السلبية أعظم من إيجابياتها رغماً أن مصر آنذاك كان فيها ناس قليلة نسبياً وفلوس كثيرة نسبياً.

6- المهم قرأت بالأمس ما يلى: قررت لجنة استرداد الأموال برئاسة النائب العام المستشار نبيل صادق الموافقة على التصالح مع وزير الصناعة والتجارة الأسبق رشيد محمد رشيد، وذلك بعد التوصل لاتفاق لإنهاء القضايا التى أثيرت ضد «رشيد». وأكدت مصادر قضائية مطلعة على سير الإجراءات القانونية، أن اللجنة قررت الموافقة على التصالح بعد اطلاعها على التقارير الرسمية التى أكدت براءة «رشيد» من التهم المنسوبة إليه، وأن كافة أموال واستثمارات عائلة الوزير السابق موجودة قبل توليه وزارة التجارة والصناعة عام 2004.

7- استفيدوا من رشيد محمد رشيد، ومن محمود محيى الدين، ومن كل من يمكن الاستفادة منه ممن لم يثبت فساده أو تعمده الإضرار بالوطن بحكم قضائى بات. أهواء كثير من الناس وظنونهم وآراؤهم شديدة الاضطراب ومتقلبة تقلب من كان عقله فى أذنيه. القضاء هو الفيصل. وأهلاً بهؤلاء ونتوقع منهم أن يفكروا وأن يعملوا من أجل بلدهم.

وفى الختام أقول: رجل الأعمال الشاطر عملة نادرة مثل لاعب الكرة الماهر، ومثل المغنى الموهوب، ومثل المهندس الدؤوب، ومثل الصنايعى المخلص، ومثل الزوجة غير النكدية، ومثل السائق الحذر. إن وجدناه فلا بد من التمسك به والإفادة منه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصالح مع رشيد التصالح مع رشيد



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon