الأمل والعمل أهم ما فى 25 أبريل

الأمل والعمل أهم ما فى 25 أبريل

الأمل والعمل أهم ما فى 25 أبريل

 لبنان اليوم -

الأمل والعمل أهم ما فى 25 أبريل

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

كتبت من قبل عن حاجتنا لأن نتمسك بالأمل والعمل وألا يسحقنا الواقع بمشكلاته فنفقد القدرة على الخيال. فنحن يمكن أن نصاب بالإحباط أو الضيق، ولكننا لا ينبغى أن نصاب باليأس. اليأس ليس بديلاً مطروحاً، لا سيما بين الشباب، فهم طاقة الأمل المتجدد فى غد أفضل. إن اليأس قرين الضعف، والضعف دليل الجهل. ولا ينبغى للجهل أن يغلبنا، بل نحن لاهثون نحو حياة أفضل لنا ولغيرنا قدر استطاعتنا. ولنتذكر مقولة نابليون: «إذا كنت لا تعرف، تعلّم. وإذا كان ما تريد أن تفعله صعباً، حاول. وإذا كان ما تريد أن تفعله مستحيلاً، حاول أكثر». وهو ما ينبغى أن نطبقه على المستويين الشخصى والعام.

ثانياً، أنا أثق تماماً فى كلام الله، وحين يلهم الله نبيه يعقوب كى يقول: «وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ» فأنا أصدق ربى، وأقول «سمعت وأطعت يا الله»، ثم أنفرُ للعمل والجهد وقلبى عامر بيقين أن الله ما وعدنا إلا ليصدقنا وعده، المهم أن نعمل حتى نستحق عطاءه ونعمه. وأنا فى هذا أرتدى عقل وقلب سيدنا نوح الذى طلب إليه ربه أن يصنع سفينة فى قلب الصحراء. هل يمكن لعاقل أن يصدق أن عليه أن يصنع سفينة فى قلب الصحراء؟ نعم، المؤمن الواثق فى نصر ربه ثقته فى الغيب، يعمل مطمئناً فى دأب عسى الله أن يجعل فى جهده ما يفيد. المؤمن الواثق يقيم نفسه حيث أقامه الله.

فمن يعمل لهذا البلد مخلصاً عليه أن يستمر فى العطاء بنفس منطق من يبنى سفينة فى الصحراء، وبنفس منطق الرسول الكريم حينما أمرنا أن نزرع ما فى أيدينا من فسيلة حتى لو كانت القيامة بعد ساعة. ويبدو أن موقف اليأس من الإصلاح مسألة متواترة لدرجة أن القرآن الكريم قد سجلها حينما سأل قوم قوماً «لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏»، وكأن المعنى أن هناك ثلاث فرق: الأولى تسأل الثانية: لماذا تضيعون وقتكم وجهدكم مع قوم اختاروا الضلال حتى إن الله معذبهم (الفريق الثالث)؟ فكان رد الفريق الثانى أنهم يعظونهم حتى يعذرهم الله ويعرف أنهم ما قصّروا فى الإصلاح ما استطاعوا، ولعلهم ينتفعون بالنصيحة. ومن هنا جاء قول الحق سبحانه فى موضع آخر «وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ» وليس فقط صالحين. فكأن واجب الإصلاح، وليس فقط الصلاح، هو ما يضمن التقدم والرقى.

ثالثاً، التاريخ يقول لنا إن بنية المجتمعات تتغير بسرعة شديدة مع تولى القيادة السليمة لها. ما الفرق بين مصر ما قبل 1805 ومصر ما بعد 1805؟ إن شخصاً تولى حكم مصر فى عام 1805، فأعاد تنظيم شئون الدولة، وغيّر شكل النظام الاقتصادى، وأرسل البعثات للخارج، وأجاد الاستفادة من طاقات المصريين، فتحولت مصر مع عام 1813 إلى دولة نامية بحق حتى وصلت إلى قمتها بعد ذلك بعشر سنوات. ما الفرق بين مصر ما قبل 1805 ومصر ما بعد 1805، شخص واحد فى المكان الصحيح، إنه محمد على. والأمر لم يكن بعيداً عن أسماء عظماء آخرين فى مجالات أخرى، لولا رؤيتهم وشجاعتهم ودأبهم وحسن إدراكهم لواقعهم لما نجحوا ولما أنجحوا المجتمعات التى عاشوا فيها. إن هؤلاء مثل حبات المطر التى تنزل على الأرض الجرداء فتُخرج منها زرعاً ما ظننا أن بذوره كانت موجودة قط حتى قال أهل اليأس فيها: «أَنَّى يُحْيِى هَذهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا». وكما قال نجيب محفوظ: «شاء القدر أن تقترن لذة المعرفة بمرارة التجربة».

قولوا يا رب انصرنا وأعز بلدنا. وقوموا إلى عملكم، واعملوا بأمل. لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.

مواضيع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمل والعمل أهم ما فى 25 أبريل الأمل والعمل أهم ما فى 25 أبريل



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon