هل تستثمر السعودية 100 مليار دولار في مصر

هل تستثمر السعودية 100 مليار دولار في مصر؟

هل تستثمر السعودية 100 مليار دولار في مصر؟

 لبنان اليوم -

هل تستثمر السعودية 100 مليار دولار في مصر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

دون السعودية فلا قيامة للعرب، ودون مصر فلا وجود للعرب.

دون مصر، الوتد الذى يمنع انهيار ما بقى من دول عربية، فستتحول الكثير من الدول العربية إلى قبائل ذات أعلام متناحرة ومتصارعة.

دون السعودية، القوة الرافعة للمنطقة العربية، فسنظل كيانات ضعيفة نسأل الأغنياء هبة أو منحة أو قرضاً نعيش على ما يجود به الآخرون علينا.

تساءلت من قبل: إذن، ما المطلوب؟

المطلوب هو التطابق فى إدراك مصادر التهديد المشترك، لأن مصادر التهديد فعلاً مشتركة ومتطابقة.

إن العاهل السعودى والرئيس المصرى رجلان يعيان خطورة المأزق الذى تعيشه الأمة العربية. نحن بصدد «سايكس بيكو» جديدة سواء بالمعنى الحرفى أو بالمعنى المجازى، سواء كان هناك من يجلس فى مكان ما على بعد آلاف الأميال، كى يعيد تقسيم حدود المنطقة أو من تقاطعت مصالحه والتقت أهدافه مع أهداف قوى محلية أو إقليمية، قد تكون لها أهداف مشروعة على المستوى الإنسانى، لكن يمكن استغلال أهدافها هذه لتحقيق مخطط أكبر، هى لم تكن على وعى به.

الرجلان يعلمان أن الأمة العربية تعيش اختباراً لا يقل قسوة أو خطورة أو أثراً عن اختبار رسم حدود المنطقة، الذى حدث منذ مائة عام حين تم الاتفاق ودياً بين المستعمرين على إطلاق يد فرنسا فى المغرب العربى مقابل أن تبتلع إنجلترا مصر والسودان، وأن يتم تقسيم إرث الدولة العثمانية إلى مناطق نفوذ، بحيث تكون سوريا ولبنان من نصيب فرنسا، والعراق من نصيب إنجلترا، وهكذا.

هناك خطر إقليمى داهم لا يتجاهله إلا ساذج، وهو ما سماه الملك الأردنى منذ فترة «الهلال الشيعى» الممتد من إيران إلى المنطقة الشرقية فى الجزيرة العربية امتداداً إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان. نحن، العرب، فى أضعف أحوالنا يقيناً. وما كان متماسكاً، حتى ولو شكلياً قبل 2011، تعرت عنه ورقة التوت بعد أن أصبح ضعف دولنا ومجتمعاتنا حقيقة يعلمها من لا يريدون لنا خيراً ويروننا فريسة سهلة، كى يعيدوا تشكيل حدود دولنا. هناك أربع دول عربية انتهت فعلياً؛ هى الآن أشباه دول داخل كيانات جغرافية ودبلوماسية لها أعلام وحكومات شكلية احتفالية أكثر منها كيانات سياسية وقانونية قادرة على أن تسيطر على أمنها وحدودها، وهى فلسطين المحتلة ولبنان المنقسمة والصومال المنسية والسودان المهددة. وتسير فى نفس الوجهة وبدموية أكثر أربع دول أخرى: العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن.

هم يريدون منا أن نظل نتقاتل ونتقاتل، نتفتت ونتفتت. ولو بدت علامات هدنة أو هدوء أو تسوية، فسيفعلون كل ما يستطيعون من أجل استمرار الحرب والاقتتال والاستنزاف. وهذا ما فعله الأمريكان حين كانوا يعقدون صفقات الأسلحة مع العراق، ويبلغون إيران، عبر وسطاء، بأماكن تخزينها. مصر بحاجة لدعم أشقائها فى فترة صعبة نعيشها ولا ينبغى أن تطول.

أتمنى على الملك سلمان أن يتبنى مشروع «مارشال عربى» لمساندة مصر يقوم على استثمار 100 مليار دولار فى مصر خلال السنوات الخمس المقبلة. إن المملكة باحتياطها النقدى المهول الذى يتخطى 750 مليار دولار يمكن أن تستثمر جزءاً من أرصدتها السيادية فى مشروعات تعود عليها، وعلى مصر بخير كثير.

هنا لا أتحدث عن منح أو هبات أو مساعدات وإنما عن مشروعات استثمارية لها طبيعة طويلة المدى وتعود على المملكة بالعائد الملائم وتعود على مصر باستغلال مواردها الطبيعية والبشرية التى تحتاج العنصر المالى والتمويلى.

أكرر أن مصر آخر عمود فى المنطقة العربية؛ كان شائعاً أنه دون مصر فلا حرب مع إسرائيل، ودون سوريا فلا سلام مع إسرائيل. ويمكن أن أعيد صياغتها لأقول: دون السعودية لا قيامة للعرب، ودون مصر لا وجود للعرب.

وبناء عليه، فإن محور «القاهرة - الرياض» مطلوب منه أن ينتشل بقية أمتنا العربية مما هى فيه.

«التطابق فى إدراك مصادر التهديد المشترك، لأن مصادر التهديد فعلاً مشتركة ومتطابقة»، عبارة قد تبدو إنشائية لمن لا يعرف الكثير عن العلاقات الدولية. هذا هو مثلاً نمط العلاقة بين الولايات المتحدة وإنجلترا. نحن بحاجة لأمر من هذا فى واقعنا هذا، وفى وقتنا هذا.

كما أننا لا بد أن ندرك حتمية التطابق فى إدراك الفرص المتاحة أيضاً ذلك، مصر هى الجزء الآمن من حدود المملكة، وقوة مصر تصب بالضرورة فى استقرار المنطقة. ولا ازدهار ولا تقدم ولا تراكم فى القوة الشاملة للمملكة أو لمصر إلا الاستقرار السياسى والاقتصادى والعسكرى فى الدولتين وفى محيطهما.

لولا مشروع مارشال الأمريكى لكانت ضاعت أوروبا فى غياهب الشيوعية، وتحولت إلى عدو للولايات المتحدة. وبعد الاستثمارات الضخمة الأمريكية فى أوروبا عادت عوائد هذه الاستثمارات بالخير الكثير على أمريكا. وبنفس المنطق أقترح على أشقائنا السعوديين أن يدخلوا فى شراكة كاملة مع مصر لرفع حجم الاستثمارات السعودية فى مصر لأرقام غير مسبوقة، وستصبح بذلك «ضربة معلم» لأعداء المملكة وأعداء مصر.

المعادلة بسيطة: التحالف أو الانهيار.

وبصورة أبسط: البقاء أو الفناء.

وكما قالها مارتن لوثر كنج: إما أنا نعيش معا كالإخوة أو نغرق معا كالحمقى.

وهناك من يريد أن يغرقنا، ونحن مع الأسف نساعدهم.

اللهم ألّف بين قلوبنا، واجمع شتات أمرنا، واجعل غدنا أفضل من يومنا. آمين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تستثمر السعودية 100 مليار دولار في مصر هل تستثمر السعودية 100 مليار دولار في مصر



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon