إنسان بدون بذر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إنسان بدون بذر!

إنسان بدون بذر!

 لبنان اليوم -

إنسان بدون بذر

بقلم: أسامة غريب

كنت أعبر بالسيارة عندما أوقفتنى إشارة مرور سمعت إلى جوارها جلبة وصياحًا على الرصيف بين شخصين يتشاتمان ويتبادلان السباب والقول البذىء. لم أعرف سبب الخناقة، لكن لفت نظرى أن أحدهما وصف الآخر بأنه كيس جوافة، وأن الأخير وجم لثوانٍ عند سماعه هذا الوصف قبل أن يفيق ويستأنف وابل قذائفه الكلامية. فُتحت الإشارة فاضطررت آسفًا إلى الانطلاق وفى نفسى رغبة طفولية لتكملة متابعة الأحداث. نظرت فى المرآة فرأيت من حركاتهما ما يدل على استمرارهما فى المعركة. حمدت ربنا أن الطرفين اكتفيا بالسباب وتحاشيا الالتحام الجسدى وتبادل الضرب مثلما يحدث فى المواقف المماثلة، فعادة ما يبدأ الأمر بالمشادات الكلامية التى سرعان ما تتطور إلى الصفع واللكم والركل، لكن ما استوقفنى فى الدقيقة التى تابعتها أن الطرف الذى تم وصفه بأنه كيس جوافة ارتبك قليلًا بينما لم يرتبك عندما تعرضت أمه لأوصاف فاحشة!.

لا بد أن مسألة كيس الجوافة هذه كانت جديدة عليه واحتاجت وقتًا لتقييمها وتحديد مستوى الرد عليها. بعد أن مضيت لحال سبيلى فكرت فى الموضوع وأحسست بغرابة هذا الوصف فى خناقة شعبية، إذ إنك عندما تقول لشخص: أنت كيس جوافة فأنت لا تعنى أنه رجل شرير أو شيطان أو خسيس أو بلا أخلاق.. كل هذا لا يمكن انطباقه على كيس جوافة، لكن ما يصل للموصوف هو إحساس بالمهانة نتيجة فهمه أن المقصود هو: رجل خرونج، أو شرّابة خُرج، أو إنسان بلا قيمة أو معنى، وهذا فى ظنى ما أربك الرجل وجعله يتوقف قليلًا لهضم المعنى قبل أن يستأنف الرد. طاف ببالى أن هناك العديد من أكياس الجوافة فى حياة كل منا من بين الشخصيات العامة، وكذلك الدوائر الشخصية القريبة، لكن كم واحدًا من هؤلاء نستطيع أن نصارحه برأينا فيه؟. أعتقد أن الشخص الفاقد للنفوذ والقدرة على الإيذاء فقط هو من يمكن مصارحته بحقيقته، أما الشخص التافه من أصحاب الثروة فسوف يتم التعامل معه على مستويات عديدة، منها منافقته وإسباغ الأوصاف العظيمة عليه، ومنها اجتنابه وعدم خوض الحديث معه، أما مكاشفته بأنه كيس جوافة فلن تتم أبدًا اللهم إلا على يد زوجته أو من فى حكمها!.

ومعروف أن للزوجات والعشيقات مقدرة لا يمتلكها غيرهن على مصارحة الرجال بالحقيقة دون خشية الغضب والنقمة، خاصة لو كان كيس الجوافة غارقًا فى الحب ولا يبالى بالتالى بالتعرض للتقريع من الحبيبة على اعتبار أن هذا يتم فى السر، وكذلك لإمكانه التعويض برد الإهانة لآخرين لا يقوون على الرد!. ومع ذلك يمكننا السؤال إذا كان ثمة فائدة من وصف الخرونج فى وجهه بأنه كيس جوافة بدلًا من تداول الكلام من خلف ظهره؟، أعتقد أن له فوائد نفسية عديدة يعرفها من تجرأوا وفعلوها. بعد ذلك يتبقى السؤال: إذا كان خبراء الزراعة قد نجحوا فى استنبات أصناف من الجوافة بدون بذر، فهل ممكن أن نجد فى قابل الأيام إنسانًا بدون بذر؟.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنسان بدون بذر إنسان بدون بذر



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon