إنسان بدون بذر
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

إنسان بدون بذر!

إنسان بدون بذر!

 لبنان اليوم -

إنسان بدون بذر

بقلم: أسامة غريب

كنت أعبر بالسيارة عندما أوقفتنى إشارة مرور سمعت إلى جوارها جلبة وصياحًا على الرصيف بين شخصين يتشاتمان ويتبادلان السباب والقول البذىء. لم أعرف سبب الخناقة، لكن لفت نظرى أن أحدهما وصف الآخر بأنه كيس جوافة، وأن الأخير وجم لثوانٍ عند سماعه هذا الوصف قبل أن يفيق ويستأنف وابل قذائفه الكلامية. فُتحت الإشارة فاضطررت آسفًا إلى الانطلاق وفى نفسى رغبة طفولية لتكملة متابعة الأحداث. نظرت فى المرآة فرأيت من حركاتهما ما يدل على استمرارهما فى المعركة. حمدت ربنا أن الطرفين اكتفيا بالسباب وتحاشيا الالتحام الجسدى وتبادل الضرب مثلما يحدث فى المواقف المماثلة، فعادة ما يبدأ الأمر بالمشادات الكلامية التى سرعان ما تتطور إلى الصفع واللكم والركل، لكن ما استوقفنى فى الدقيقة التى تابعتها أن الطرف الذى تم وصفه بأنه كيس جوافة ارتبك قليلًا بينما لم يرتبك عندما تعرضت أمه لأوصاف فاحشة!.

لا بد أن مسألة كيس الجوافة هذه كانت جديدة عليه واحتاجت وقتًا لتقييمها وتحديد مستوى الرد عليها. بعد أن مضيت لحال سبيلى فكرت فى الموضوع وأحسست بغرابة هذا الوصف فى خناقة شعبية، إذ إنك عندما تقول لشخص: أنت كيس جوافة فأنت لا تعنى أنه رجل شرير أو شيطان أو خسيس أو بلا أخلاق.. كل هذا لا يمكن انطباقه على كيس جوافة، لكن ما يصل للموصوف هو إحساس بالمهانة نتيجة فهمه أن المقصود هو: رجل خرونج، أو شرّابة خُرج، أو إنسان بلا قيمة أو معنى، وهذا فى ظنى ما أربك الرجل وجعله يتوقف قليلًا لهضم المعنى قبل أن يستأنف الرد. طاف ببالى أن هناك العديد من أكياس الجوافة فى حياة كل منا من بين الشخصيات العامة، وكذلك الدوائر الشخصية القريبة، لكن كم واحدًا من هؤلاء نستطيع أن نصارحه برأينا فيه؟. أعتقد أن الشخص الفاقد للنفوذ والقدرة على الإيذاء فقط هو من يمكن مصارحته بحقيقته، أما الشخص التافه من أصحاب الثروة فسوف يتم التعامل معه على مستويات عديدة، منها منافقته وإسباغ الأوصاف العظيمة عليه، ومنها اجتنابه وعدم خوض الحديث معه، أما مكاشفته بأنه كيس جوافة فلن تتم أبدًا اللهم إلا على يد زوجته أو من فى حكمها!.

ومعروف أن للزوجات والعشيقات مقدرة لا يمتلكها غيرهن على مصارحة الرجال بالحقيقة دون خشية الغضب والنقمة، خاصة لو كان كيس الجوافة غارقًا فى الحب ولا يبالى بالتالى بالتعرض للتقريع من الحبيبة على اعتبار أن هذا يتم فى السر، وكذلك لإمكانه التعويض برد الإهانة لآخرين لا يقوون على الرد!. ومع ذلك يمكننا السؤال إذا كان ثمة فائدة من وصف الخرونج فى وجهه بأنه كيس جوافة بدلًا من تداول الكلام من خلف ظهره؟، أعتقد أن له فوائد نفسية عديدة يعرفها من تجرأوا وفعلوها. بعد ذلك يتبقى السؤال: إذا كان خبراء الزراعة قد نجحوا فى استنبات أصناف من الجوافة بدون بذر، فهل ممكن أن نجد فى قابل الأيام إنسانًا بدون بذر؟.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنسان بدون بذر إنسان بدون بذر



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon