ظاهر خطاب بعض الإسلاميين وباطنه

ظاهر خطاب بعض الإسلاميين وباطنه

ظاهر خطاب بعض الإسلاميين وباطنه

 لبنان اليوم -

ظاهر خطاب بعض الإسلاميين وباطنه

عريب الرنتاوي

أوقفت "الدستور" نشر التعليقات على مقالات كتّابها، لم نعد نتفاعل مع آراء القراء إلا ما يصلنا منها عبر وسائط أخرى، مباشرة كالهاتف والبريد الالكتروني ... ولست هنا بصدد مناقشة قرار الجريدة، ولا التعليق على ما يكتبه القراء، لكنني سأشرك القراء في مضامين بعض ما وصلني من رسائل قصيرة على هاتفي النقّال، والتي قد توفر لنا الفرصة لإجراء جولة في "العقل الباطن" لبعض إسلاميي بلادنا، واستميحكم عذراً في عدم نشر أسماء مرسليها. أولاً، كيف توصف الرسائل ما حصل في مصر خلال الأيام القلائل الفائتة؟ هو انقلاب عسكري، نفذه "الجيش المصري/الأمريكي/ الصهيوني" ... "جيش ترباية مبارك" ... "مؤامرة أمريكية – صهيونية - سعودية" ... عبد الله بن عبد العزيز سينام الليلة مرتاح وعربان الإمارات ... "ثورة السعوديين والإمارات واللوطيين والبلاد بلوك ... حسني مبارك ودولته العميقة والبلطجية والراقصات و"الشرا..." انضموا لـ"خولات تمرد" و"المعارضة العاهرة"....الإسلام، الإخوان، التيار الإسلامي، هم بالطبع، الهدف والضحية لكل أطراف هذا المحور. ثانياً: من هم خصوم الإخوان في الداخل، وكيف ينظرون للآخر في الوطن؟ هم "خولات تمرد" و"الشعب الذي سجد لحذاء مبارك"...مبارك سيستعيد رجولته الليلة وسيسعد سوزان (نحن بحاجة لتحليل فرويدي لا سياسي لفهم هذا الموقف) ... شيخ الأزهر: أنا (باعتباري مارق في دينه تارك الجماعة)، أعرف بالدين أكثر منه، وأحفظ من القرآن أكثر منه، هو لم يؤم المسلمين في صلاة ولا يصلي في الأصل ... "الكلب البرادعي" سيظل خنزيراً حتى لو اغتسل سبع مرات ... اللوطيين والبلاك بلوك...و"الإعلام المصري العاهر الدييوس" ... هذه هي قوى ثورة 30 يونيو، وعلى هذه الفئات تتوزع الملايين الثلاثين أو العشرين أو العشرة التي خرجت تغطي شوارع مصر وميادينها. الانقسام في مصر بين فسطاطين، فسطاط النظافة والطهارة التي يمثلها الجمع في رابعة العدوية، بمن فيهم من أطلقوا النار على الجيش وهاجموا المقرات واستهدفوا المتظاهرين وألقوا الصبية من فوق أسطح البنايات العالية ... والفسطاط الآخر، المحب للكيف والكاس والهام شاهين وفيفي عبدو ودينا الذي تمثله الميادين الأخرى، بمن فيهم حزب النور السلفي وعبد المنعم أبو الفتوح وشيخ الأزهر وراعي الكنيسة القبطية ؟! ... أي هذيان هذا؟! ثالثاً: كيف ينظر مرسلو هذه التعليقات للمستقبل؟ "نجوم الظهر أقرب من عودة الإسلامي للحكم" ... سيحاكم مرسي وسيصدر بحقه حكم الإعدام ... "راح يجيبوا عبد الناصر من قبره ليذبح الإسلاميين ... راحت على التيار الإسلامي، ومع مداعبة على لسان كلوديا الشمالي: راحت عليك حبيبي ؟!. ... البرلمان المصري القادم يكره الله ويكره فلسطين ... ومصر سقطت في الهاوية. هذا غيض من فيض ما يصلني من تعليقات مصدر في الحركة الإسلامية، أعرف أنه لا يختصرها ولا يمثلها تماماً، لكنني على يقين شديد، بأن هذه العقلية والنظرة، تتحكمان بهذه الدرجة أو تلك، بمواقف وقرارات وتحالفات الحركة، حتى أن بعض المواقف العلنية لقادة الحركة (في لحظة الانفعال الأخيرة) لا تختلف في مضمونها عن بعض ما اقتطفناه لكم. نظرية الفُسطاطين، هي أُسّ بلاء النظرة الإسلامية للآخر، امتداداً لنظرية دار الإسلام (السلام) ودار الشرك والحرب ... معسكر الأطهار والمتوضئين وطيور الجنة من جهة، وكفار قريش وعبدة أوثان العصر الحديث: الكاس وفيفي عبدو ودنيا من جهة ثانية... صورة الآخر لديهم تراوح ما بين الكافر والزنديق والخائن والمتآمر والمتهتك والماجن والفاسق، ولكم أن تضيفوا ما شئتم من أوصاف وتسميات ونعوت. وتأسيساً على هذا "الوعي الشقي" للآخر، فمن الطبيعي أن يُبنى على الشيء مقتضاه، وأن يصبح هاجس الخوف وعقدة الاضطهاد، عاملان حاكمان ومتحكمان بنظرة وتحليل هذه الحركات ... وأن ينطق لسانهم بقول الشاعر العربي: "نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر". تفجعنا الرسائل القصيرة باتساع الفجوة بين "ظاهر القول وباطنه" ... تذكروا ما قالته الجماعة من قصائد في مديح الجيش المصري ومجلس العسكري وجنرالاته ... تذكروا ما تقوله عن احترام الآخر وقبول الحريات والتعددية، تذكروا كل هذا "البكاء على صدر الديمقراطية" (مع الاعتذار من العزيز رشاد أبو شاور) على أية حال، نحن نتمنى أن تكون هذه المواقف ضرباً من "فشّة الخلق" في لحظة انفعال شديدة الدقة والخطورة، لأننا نكره أن نصدق بأن هذه هي صورة الآخر عن الإسلاميين، وهذه هي تصنيفاتهم لخصومهم ومجادليهم السياسيين، بعد أن كدنا نصدق بأن الحركة قطعت شوطاً حاسماً على طريق الانفتاح على الآخر والتعاون معه، بقناعة ووعي، وليس من باب "التقية" أو الانتهازية السياسية. ونتمنى أن نخرج من هذه الأزمة، بمراجعة عميقة تجريها جماعات الإقصاء والاستئصال المبثوثة في مختلف التيارات السياسية والفكرية العربية، فنجتاز بالتوافق، مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية الراسخة والتعددية الحقيقية والاحترام الأصيل المتبادل، بعد أن هبطت لغة الحوار والسياسة والثقافة في بلداننا، إلى أسفل درك التنابذ والإسفاف والكراهية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهر خطاب بعض الإسلاميين وباطنه ظاهر خطاب بعض الإسلاميين وباطنه



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon