عــن حــمــاس والمصالحة و«الأســرى الأربعة»

عــن حــمــاس والمصالحة و«الأســرى الأربعة»

عــن حــمــاس والمصالحة و«الأســرى الأربعة»

 لبنان اليوم -

عــن حــمــاس والمصالحة و«الأســرى الأربعة»

بقلم : عريب الرنتاوي

في الشكل، ليس ثمة من رابط بين الكشف عن تقدم حوارات الدوحة للمصالحة بين فتح وحماس من جهة، وإعلان كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس عن وجود أربعة أسرى إسرائيليين في قبضتها من جهة ثانية... لكن “التنقيب” في المنعطف الذي تمر به الحركة في هذه المرحلة، يكشف عمق الرابط بين الحدثين.
حماس في مأزق، فقد خابت رهاناتها الإقليمية الواحد تلو الآخر ... علاقاتها مع حلفائها القدامى (طهران، دمشق والضاحية الجنوبية)، لم تستعد عافيتها بعد، وليس من المنتظر أن تنجح الحركة في استعادتها في المدى المنظور ... صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى منصات الحكم في بضع دول عربية، أعقبه هبوط حاد وغير آمن من قمة السلطة، تحديداً في مصر ... حليفاتها الأبرز إقليمياً، قطر وتركيا، تواجهان انحساراً شديداً في أدوارهما الإقليمية، ولديهما من المشكلات والأولويات، ما يجعل علاقة أي منهما مع حماس، مجرد تفصيل، لا يحظى بما سبق أن حظي به من اهتمام.
خياراتها صعبة ومحدودة ... المصالحة مع مصر، مشروطة بالمصالحة مع السلطة الفلسطينية، لحل معضلة المعبر الوحيد الذي يربط القطاع مع العالمين العربي والخارجي، واستعادة الثقة بين الحركة ونظام الرئيس السيسي، مشروط بالمصالحة غير المحتملة بين النظام وجماعة الإخوان.
و”الوساطة التركية” بين حماس وإسرائيل في قضية الميناء العائم، تصطدم بعوائق كبيرة، منها أن تركيا بزعامة أردوغان، تتحول من “تجربة / أنموذج”، إلى ما يشبه “الدولة المارقة” ... ومنها أن إسرائيل نجحت في إخراج “الملف الفلسطيني” من جدول أعمال المصالحة التركية – الإسرائيلية، بما في ذلك رفع الحصار عن القطاع ... ومنها أن أي دور لتركيا في القطاع، سيواجه حكماً بموقف مصري معارض ومتحفظ، وسيقضي على الأمل، بتطبيع العلاقات بين الحركة والقاهرة.
أما المصالحة مع رام الله، بوصفها “ملاذاّ أخيراً”، فتبدو ممراً إجبارياً للخروج من مأزق قطاع غزة، أو من مأزق حماس في القطاع المحاصر ... سيما بعد أن تبددت الثقة بجدوى وجدية “القناة التركية” من جهة، وإصرار القاهرة على أن يمر “تطبيع” علاقاتها مع حماس بالمصالحة مع السلطة والمنظمة من جهة ثانية.
وسيتعين على حماس أن تتجرع بعضاً من “مطالب” و”شروط” الطرف الآخر، التي لطالما ترددت في الأخذ بها، سيما في مرحلة صعود “الإسلام الإخواني” في الإقليم ... وهو أمرٌ حاولت الحركة تفاديه أطول فترة ممكنة، مراهنة على “انقلاب” في المزاج السياسي السعودي المصاحب لـ “عاصفة الحزم” على اليمن، إلى أن تبين لها، أن تثمير هذا “الانقلاب” وصرف نتائجه فلسطينياً، يبدو احتمالاً بعيداً، فلا الرياض نجحت في إقناع السيسي بالمصالحة مع تركيا وقطر (والإخوان استتباعاً)، ولا هي المنهمكة في حروب الإقليم ونزاعاته، بوارد إيلاء اهتمام رئيس بالملف الفلسطيني بمختلف تشعباته.
في هذا السياق يأتي الكشف عن قيام كتائب القسام بأسر أربعة جنود إسرائيليين، لا نعرف بعد إن كانوا أحياء أم قتلى، جثثاً كاملة أم أشلاء، فالكتائب تصر على قبض الثمن قبل البوح بما لديها من معلومات، وهذا من حقها تفاوضياً ... فالحركة في هذا التوقيت بالذات، تبدو بأمس الحاجة لكل ما يمكن ان يرمم صورتها ويعزز مكانتها، سواء لدى الرأي العام الفلسطيني، التوّاق لحل ملف الأسرى، أو على الساحتين الإقليمية والدولية، وإلا كيف يمكن تفسير صمت الكتائب/ الحركة، عن قضية الجنود الأربعة، طوال عامين كاملين تقريباً، وإقدامهما في هذا التوقيت بالذات، على الكشف عمّا بحوزتهما من أسرى وأسرار.
لكل هذه الأسباب، تكتسب هذه الجولة من حوارات المصالحة، كل هذا القدر من “التفاؤل”، على أنه من السابق لأوانه، الجزم بفرص النجاح وتقديمها على احتمالات الفشل ... صحيح أن فتح والسلطة، ليستا في وضع أفضل في الضفة الغربية من وضع حماس في القطاع، لكن الصحيح كذلك، أن حماس، مثل فتح، وأكثر منها، تبدو بحاجة أمس للمصالحة ... ولعله من المؤسف للمراقب والمحلل السياسي، أن يرى أنّ تقدم فرص المصالحة وتراجعها، بات رهناً بالحسابات والمصالح الفصائلية والفئوية، وعلى ضفتي معادلة الانقسام الفلسطيني، بدل أن تكون حسابات القضية الوطنية ومصالح الشعب الفلسطيني، هي الحاكمة والمقررة في معادلة الوحدة والانقسام.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عــن حــمــاس والمصالحة و«الأســرى الأربعة» عــن حــمــاس والمصالحة و«الأســرى الأربعة»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon