ما الذي يعنيه قرار تأجيل انعقاد “المجلس”

ما الذي يعنيه قرار تأجيل انعقاد “المجلس”؟

ما الذي يعنيه قرار تأجيل انعقاد “المجلس”؟

 لبنان اليوم -

ما الذي يعنيه قرار تأجيل انعقاد “المجلس”

عريب الرنتاوي

على عجل واستخفاف، قررت الرئاسة الفلسطينية عقد دورة استثنائية (ومن ثم عادية) للمجلس الوطني الفلسطيني، وبذات الطريقة الُمتعجلة والمُستخفة، تراجعت الرئاسة عن قرارها، فيما بدا أنها “ضربة مزدوجة” تلقتها في الحالتين، وبصورة تشفّ عن بعض جوانب الخلل والاختلال في مؤسسة صنع القرار وآلياته.
ما الذي يعنيه القراران بعقد المجلس الوطني من ثم التراجع عنه؟
ببساطة، لا يمكن تفسير هذا الارتباك والتخبط في صنع القرار، وحول قضية بهذا الحجم والأهمية، سوى: (1) أن ثمة فجوة بين القيادة ومختلف الفاعلين سواء داخل مؤسسات صنع القرار الوطني أو على مستوى الفاعلين الاجتماعيين والفصائل والرأي العام ... و(2) أن بعض معاوني الرئيس ومستشاريه، هم أشد خطورة عليه من خصومه ومجادليه، فهؤلاء يصدرون عن أهواء شخصية وحسابات صغيرة، وبعضهم من ممثلي “أنصاف وأرباع” الفصائل، هم في أحسن الأحوال “حمولة زائدة” عليه، ولم يكونوا يوماً ذخراً له.
لقد ظهر بالملموس، أن قرار عقد المجلس، الذي جاء استجابة لحسابات صغيرة، تندرج في سياق الصراعات الشخصية وتصفية الحسابات، وترتيب انتقال آمن للسلطة من داخل “العائلة السياسية” الواحدة، التي ينتمي أفرادها لمدرسة “المفاوضات حياة” ... لم يجد الاستجابة المطلوبة من قبل أوسع الأوساط السياسية والشعبية، لأنها رأت في الحسابات التي أملت الاستعجال في عقده، أبعد ما تكون عن هموم الشعب الفلسطيني وأولوياته وحساباته الوطنية الأعرض والأشمل، وربما لهذا السبب بالذات، قوبل قرار عقد المجلس باستياء أوساط واسعة، من داخل فتح والسلطة والمنظمة، وخارجها، مثلما عارضته شخصيات وفصائل ومؤسسات، هالها أن ترى المجلس الوطني، يُستحضر على عجل، لتحقيق أغراض صغيرة من هذا النوع.
وكشفت مقاومة القرار ورفض الانصياع له وانتقاد مراميه وأغراضه، سوء تقدير القيادة الفلسطينية، وانفصالها عن الرأي العام ونخبه الحديثة والقديمة، وعقم إدراكها لطبيعة الخلافات والمنافسات والصراعات الداخلية التي تعتمل داخل المؤسسات الفلسطينية، وغلبة الحسابات الشخصية والفئوية، لطبقة ضيقة من المستشارين والمعاونين، الذين طالما نظر المجتمع الفلسطيني إلى أدوارهم بكثير من الشك والريبة، بل والاتهامية أحياناً.
لقد طاشت السهام، وبدل أن تكون الدورة القادمة (المرجأة) للمجلس، مدخلاً لتعزيز سلطة الرئيس وفريقه، ووسيلة لتكريس التفرد بالسلطة والقرار، فإذا بها تأتي بنتائج مغايرة، سترتد عواقبها وعقابيلها على أصحابها، وفي ظني أن قرار عقد المجلس وقرار تأجيل انعقاده، تسببا في إضعاف هيبة السلطة وتآكل مكانة القيادة وزعزعة الثقة بصدقية نواياها.
أين من هنا؟
لا شك أن تأجيل انعقاد المجلس، يوفر – موضوعياً –فرصة سانحة لفتح صفحة جديدة في العمل الوطني الفلسطيني، تستبطن إمكانية استئناف المصالحة وإجراء المراجعات المطلوب واشتقاق رؤية استراتيجية للمرحلة المقبلة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية ... لكننا هنا نتحدث عن “فرصة موضوعية”، وليس عن خيار مؤكد أو حتى مرجح، فالفرصة الموضوعية بحاجة لإرادة ذاتية لإحداث هذا التحول والتغيير العميقين في بنية وتوجهات الحركة الوطنية الفلسطينية، لكننا ومن موقع التتبع الدقيق لمجريات المشهد الفلسطيني، لا نمتلك يقين بعض المراقبين أو حتى تفاؤلهم، لنطلق وإيّاهم، صيحات الفوز والانتصار، فقد نجد أنفسنا بعد حين من الوقت، يطول أو يقصر، نعاود الجدل حول الدورة القادمة للمجلس، ومن دون أي تغيير يذكر لا على مسار المصالحة ولا على مسار المراجعة أو اجتراح طريق جديد للمستقبل.
والمؤكد أن فتح وحماس، ستعاودان الاشتباك من جديد، حول خريطة الطريق لاستئناف الحوار واستعادة المصالحة، طالما أن كل فريق من الفريقين، يسعى في السيطرة على ما لدى الطرف الآخر والاستحواذ عليه... فتح تريد البدء باستعادة غزة واستضعاف سلطة حماس على القطاع، وحماس تسعى في المقابل، إلى السيطرة على منظمة التحرير وتجريد فتح من نفوذها المهيمن عليها، من دون أن تتوفر لديها النية على الإطلاق، لإخلاء سلطة “الحزب الواحد” في القطاع.
وسندخل من جديد، في جدل بيزنطي حول أجندة المصالحة وأولوياتها ... فالقوى المتنفذة في فتح والسلطة والمنظمة، ما زال رهانها الأساسي معقوداً على استئناف المفاوضات وانتظار المبادرات الجديدة، فيما حماس، وتحديداً قيادة الخارج، ما زالت متعلقة بأهداب المحور القطري – التركي، وما سيأتي به من “تهدئة مستدامة”، تؤسس لتكريس حالة الانقسام القائمة، وتمهد “لإمارة غزة” أو الدولة ذات الحدود المؤقتة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي يعنيه قرار تأجيل انعقاد “المجلس” ما الذي يعنيه قرار تأجيل انعقاد “المجلس”



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon