واشنطن وطهران تتعاونان ماذا عن العرب
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

واشنطن وطهران تتعاونان... ماذا عن العرب ؟

واشنطن وطهران تتعاونان... ماذا عن العرب ؟

 لبنان اليوم -

واشنطن وطهران تتعاونان ماذا عن العرب

عريب الرنتاوي

بحسابات “التكتيك” الأمريكية، كان من الضروري استبعاد إيران عن خريطة “ التحالف الدولي ” العريض الذي عملت على إنشائه لمواجهة “داعش”، أقله في المراحل التأسيسية الأولى لتشكيل هذا التحالف، ذلك أن دولاً عربية وازنة، ما كانت لتبدي حماسةً ظاهرة لتشكيل هذا الائتلاف، لا بل، فقد تعيّن على واشنطن أن تنفي المرة تلو الأخرى، نيتها إشراك طهران في الحرب على “داعش”، من أجل خلق أجواء نسبية من الارتياح في أوساط حلفائها من “ عرب الاعتدال ”، لتسهيل اندراجهم في حلفها الكوني.

لكن حبل الكذب قصير، مهما طال وتطاول ... ففيما كانت التصريحات الأمريكية النافية لوجود اتصالات مع إيران بشأن داعش والحرب عليها في العراق وسوريا، كانت طهران تسخر من الناطقين الأمريكيين، وتكشف عن عروض أمريكية للتعاون تلقتها عبر قنوات خلفية، مجددة استخفافها بالائتلاف والمساعي الأمريكية، نافيةً أن تكون في وارد التعاون مع “الشيطان الأكبر”، حتى أنها كشفت عن رفض إيراني للتعامل مع المقترحات والأفكار الأمريكية بهذا الصدد.

واشنطن “كذبت” بشأن نواياها المضمرة، وهي كذبت بشأن “عدم وجود اتصالات” ... في المقابل، صدقت طهران في تأكيدها وجود مثل هذه الاتصالات والمحاولات الأمريكية لطلب التعاون، بيد أنها “كذبت” بشأن رفض إيران التعاون مع واشنطن في هذا المضمار، فإيران تريد تعاوناً مع واشنطن، لكنها تريده بشروط مواتية، وبما يخدم استراتيجيتها هي بالذات، ولا الاستراتيجية الأمريكية الغامضة والملتبسة، والتي تخفي أكثر مما تظهر بشأن مستقبل حملتها على الإرهاب وأهدافها ومداياتها و”أعراضها الجانبية”.

مرة أخرى، يشعر “ عرب الاعتدال ” بالخذلان الأمريكي ... لقد لدغوا من ذات الجحر مرات عديدة، فها هي الولايات المتحدة تعود فتؤكد رغبتها إشراك إيران في حربها على الإرهاب، بل ويصرح وزير خارجيتها بأن لكل دولة –مسمياً إيران بالاسم – دوراً في مقاتلة “داعش” ... وها هم الناطقون باسم إدارة أوباما يكشفون تباعاً عن اتصالات جرت بالفعل، وعبر غير قناة، مع إيران بهدف إدماجها في هذه الحرب.

على أية حال، نحن ننظر بإيجابية للمقاربة الأمريكية المنفتحة على مختلف دول الإقليم ومحاوره، بهدف توحيد الجهود لمحاربة التطرف والإرهاب ... فقد تكون إيران جزءاً من المشكلة في بعض ملفات المنطقة وأزماتها المشتعلة، ولكن من قال إن “الآخرين” ليسوا كذلك؟ ... من قال إن دولة بحجم إيران وتأثيرها، لا يمكنها أن تكون جزءا من الحل كذلك، وهل استبعاد إيران وعزلها يمكن أن يساعد في إنجاز أهداف الحرب على الإرهاب؟ ... ألم يفض عزل إيران واستبعادها، إلى تعقيد كثير من أزمات المنطقة المعقدة أصلاً؟ ... ألم يكن للتفاهمات الأمريكية – الإيرانية، دورها في “حلحلة” استعصاء أزمة نوري المالكي في العراق وتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات؟

العرب لا يتعلمون الدرس، هم يسلكون الطريق ذاته باستمرار، ويتوقعون في كل مرة، أن يصلوا إلى نهاية مختلفة ... ولهذا السبب نراهم يدخلون في معارك وحروب، تحت الراية الأمريكية، ومن دون أية ضمانة من أي نوع، لأن تصب نتائج هذه الحروب و”الكوارث” في خدمة مصالحهم .

لقد كان يتعين على “ عرب الاعتدال ” أن يدركوا منذ “مفاجأة مسقط” على أقل تقدير، أن واشنطن وطهران، ماضيتان إلى فتح صفحة جديدة من التعاون بدل الصراع ... صفحة لا تستبعد تناقض المصالح واصطدامها، بل تلحظ ذلك وتعيد تنظيمه في إطار من “الاحتواء المنظم” للمشكلات ... وكان عليهم أن يبادروا هم أنفسهم إلى العمل على إشراك إيران في جهودهم لمحاربة الإرهاب، إن كانوا جادين في خوض غمار هذه الحرب أصلاً ... وبدل أن تدفع طهران لواشنطن، فواتير التعاون والتنسيق، كان من الممكن للعرب أن يتقاضوا قيمة هذه الفواتير، ولكن هيهات أن يدرك هؤلاء، أن واشنطن لم تعد سيدة العالم طليقة اليدين، وأن بمقدورهم أن يوسعوا هوامش حرية الحركة واستقلالية الموقف والقرار عن الدولة الأعظم.

على أننا ونحن نلاحظ انبعاث “ تحالف الضرورة ” بين واشنطن وطهران للمرة الثالثة في أقل من 13 سنة (الأولى والثانية، كانتا في أفغانستان والعراق)، ندرك أن “فجوة المصالح والمواقف” بين الدولتين ما زالت على اتساعها، وبالأخص في سوريا ولبنان، ومن المؤكد أن هذه الفجوة ستقرر أحجام وأشكال التنسيق ومستويات التعاون بين الجانبين ... لكن أليست هذه هي الفكرة الجوهرية، وراء نشؤ كافة أشكال الائتلافات والتحالفات؟

على أية حال، إن قُدّر للتعاون الأمريكي – الإيراني أن يبلغ خواتيمه السارة لكل منهما، فأحسب أن “الحليفين اللدودين” يكونان قد ضمنا من الآن، أن نتائج “التسونامي” الذي ستشهده المنطقة في قادمات السنين، سيصب في خدمة مصالحهما المشتركة وغير المشتركة... وأخشى أن العرب، سيكونون وقود هذه الحرب ومموليها وأكبر الخاسرين بنتيجتها، وفي أحسن السيناريوهات، سيخرجون من “المولد بقليل من الحمص”.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وطهران تتعاونان ماذا عن العرب واشنطن وطهران تتعاونان ماذا عن العرب



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon