ظواهر وقيم «غريبة عن مجتمعنا»
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

ظواهر وقيم «غريبة عن مجتمعنا»؟!

ظواهر وقيم «غريبة عن مجتمعنا»؟!

 لبنان اليوم -

ظواهر وقيم «غريبة عن مجتمعنا»

بقلم - عريب الرنتاوي

ما أن يقارف أحدهم، أو نفرٌ منهم، من أبناء جلدتنا، عملاً إرهابياً حتى يخرج عليك البعض منّا بالقول: هذا ليس منا، فعلته وثقافته وقيمه، غريبة عن مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا.
ما أن يصدر عن أحدهم فعل ينم عن الغلو والتطرف، والضيق بالآخر في الوطن، إن لأسباب تتصل بالدين أو الجندر أو اللون أو المنبت، حتى يخرج علينا من يذكرنا بأن هذا السلوك وتلكم الممارسات الشاذة، غريبة عن مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا.
وما أن تندلع مواجهات واسعة النطاق، في الملاعب أو الجامعات أو المدارس، حتى يخرج عليك جمع من الناس، مرددين العبارة ذاتها، ومن دون تلعثم: ثقافة وسلوكيات غريبة عن مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا.
طرقاتنا باتت مسالك للموت ومنبعاً لا ينضب لطوفان من المشاجرات والتنابذ بأقذع الألقاب والشتائم... ومع ذلك هناك من سيقول لك: هذه ليست أخلاقنا وعاداتنا وقيم مجتمعنا المتسامح.
طرقاتنا باتت أماكن غير آمنة لنسائنا وفتياتنا بفعل تفشي ظاهرة التحرش، اللفظي والجسدي، وما أن تتحدث بالموضوع مع أحدهم، حتى يجيبك بأن هذا الموضوع حساس، وأن هذه الظاهرة وافدة على مجتمعنا وغريبة عنه، وتتعاكس مع كل ما تربينا عليه من أخلاق وقيم.
يُضرب المُدرس في الغرفة الصفية، ويمنع مدير المدرسة من مزاولة عمله، ويطرد رئيس الجامعة من مكتبه، ونحن ما زلنا مصرين على أن هذه العوارض غريبة عن مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا وتربيتنا.
يُعتدى على الأطباء والممرضات في المستشفيات والعيادات العامة والخاصة، وتطلق النار على جباة الكهرباء أو الماء، ويحال دون قيامهم بأداء وظائفهم، ويُعتدى على دوريات المرور من قبل « الفاردات»، ويتعرض رجال الشرطة، كما المواطنين، لأبشع مظاهر «التنمر»، ومع ذلك هناك من سيعاود عزف الأسطوانة المشروخة على مسامعك: قيم وسلوكيات غريبة عن مجتمعنا.
مشاجرات عائلية وعشائرية، ما أن تضع أوزارها على جبهة حتى تنفجر على جبهات أخرى، قتلى وجرحى وتدمير متبادل للممتلكات وحرق عشوائي للسيارات وإغلاقات للطرق بما فيها الاستراتيجية منها، وتلويح بإغلاق المزيد منها، ومع ذلك هناك من يقول لك: هذه ليست من شيمنا ولا تمت بصلة لأخلاق مجتمعنا وما توارثناه عن الآباء والأجداد.
تعج وسائط التواصل الاجتماعي بفيض لا ينقطع من الشتائم وهتك الأعراض والمحرمات، وتشهير وانتهاك للخصوصية، ومن تطاول على كافة المقامات وبأقذع لغة ولسان، وبما يعكس أعلى درجات الكراهية والحقد والغضب والانفجار، ومع ذلك ستسمع لمن يقول إن هذه فئة قليلة شاذة، ليست منا ولا نحن منها، وهي تخالف كل ما نشأ عليه مجتمعنا.
والحقيقة أنني عدت أتساءل عن أي مجتمع يتحدثون، وما الذي بقي من هذا المجتمع، بعد أن نطرح (أو نُخرج) منه، كل الفئات السابقة، وكيف يمكن لأفعال نكراء تتكرر، أن تكون غريبة عن مجتمعنا، وكيف لنا أن نظل مصرين على المكابرة والإنكار، ودفن الرؤوس بالرمال، مكتفين بترديد، تلكم العبارة الممجوجة، شأننا في ذلك شأن الببغاوات.
أيها السادة، لم يعد مجتمعنا كما كان، مجتمعنا اليوم، بات منتجاً لكل الظواهر التي أوجزنا بعضها، ولم نحصها جميعها ... مجتمعنا اليوم بات غريباً عن مجتمعنا بالأمس ... مجتمعنا في حالة تغير، وليس للأحسن دائماً وبالضرورة... مجتمعنا اليوم يتسم بتفاقم مستويات العنف الأفقي فيه، بين أفراده وكياناته الاجتماعية، مجتمعنا اليوم يعاني من «تضخم مرضي في ذكوريته»، فيما أعراض النرفزة والتوتر المصاحبة لمراحل الفطام الأولى عن «ضرع الدولة الحلوب» تتفشى يوماً إثر آخر.. مجتمعنا اليوم، يعاني انسدادات واستعصاءات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة.. مجتمعنا اليوم، يعاني أعراض الإخفاقات المتراكمة لكثير من الحكومات المتعاقبة. 
وزاد الطين بلّة، أننا في زمن ثورة الاتصالات والمواصلات، فالخبر لم يعد يحتاج يوماً ليصبح مجاناً و»ببلاش»، بل صار يحتاج لدقائق معدودات، وبات في متناول الجميع في لحظته، بمن فيهم الكسالى والمتثائبين فوق أسرتهم وتحت أغطيتهم.
لم يعد ينفع أن نقول «غريبة عن مجتمعنا وقيمنا»، بعد أن فقدنا «ذاك المجتمع»، وهيهات أن نستعيده، واستبدلنا «تلك القيم» بأخرى تفرز بطبيعتها ما نعانيه من ظواهر وندفع ثمنها باهظاً ... 
نحن بحاجة لاستراتيجية شاملة لاجتثاث هذه الظواهر، وإرادة صلبة وحديدية لفعل ذلك، ومنهجية علمية تتخطى أسلوب «الفزعة»، وقبل هذا وذاك، نحن بحاجة لأن نزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظواهر وقيم «غريبة عن مجتمعنا» ظواهر وقيم «غريبة عن مجتمعنا»



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon