هل تُتم سوريا «سبعها العجاف» في 2017

هل تُتم سوريا «سبعها العجاف» في 2017؟

هل تُتم سوريا «سبعها العجاف» في 2017؟

 لبنان اليوم -

هل تُتم سوريا «سبعها العجاف» في 2017

بقلم : عريب الرنتاوي

الاتفاق حول وقف شامل لإطلاق النار في سوريا، يمتلك من الفرص ما لم تتوافر عليه جميع الاتفاقات المماثلة السابقة، ذلك أن الدول الموقعة والراعية والضامنة، هي الأكثر “تورطاً” والأكثر تأثيراً في مجريات الصراع المسلح الدائر في سوريا وعليها، وهي بمقدورها أن خلصت النوايا، إن تجبر حلفائها المحليين على الانصياع لمقتضيات الاتفاق ومندرجاته.

لكن ذلك لا يعني أن طريق سوريا إلى التهدئة الشاملة والحل السياسي قد باتت سالكة وآمنة … فثمة عراقيل وأفخاخ، ما زالت منتصبة ومنصوبة على هذا الطريق، منها على سبيل المثال لا الحصر: أن الفصائل المسلحة الموقعة على الاتفاق، وإن مثلت غالبية الفصائل وأكثرها عدة وعتاداً وعديدا، إلا انها لا تمثلها جميعها، ولا يغطي انتشارها كافة الجبهات، الأمر الذي يستلزم مزيداً من الجهد، لتوسيع دائرة المنخرطين في التهدئة والمسار السياسي، وهنا يمكن للأردن أن يلعب دوراً نشطاً، خصوصاً على الجبهة الجنوبية.

ومن بين الفصائل الموقعة على الاتفاق، ثمة سحب من الضباب ما زالت تحيط بمواقف “أحرار الشام” أكبر هذه الفصائل وأكثرها تسلحاً، فضلاً عن “كتائب نور الدين زنكي” غير المشمولة به، وهو فصيل يحظى بتأثير كذلك على جبهتي ريف حلب وإدلب وفقاً لمصادر المعارضة، على أن المعضلة الأكبر، ستظل مع ذلك، كيف يمكن الجمع والتوفيق بين استمرار الحرب على الإرهاب (والنصرة من ضمن الفصائل الإرهابية) من جهة، وشمول التهدئة مناطق التواجد الكثيف لهذا الفصيل، وتحديداً في إدلب من جهة ثانية، وكيف يمكن للعملية التي بدأت على استحياء، بفصل المعارضة “المعتدلة” عن الإرهابية، أن تستمر في إدلب وأرياف حلب، وهل ستتولى الفصائل المسلحة في مرحلة لاحقة، مهمة مطاردة النصرة وتصفيتها، وكيف؟

إقليمياً، وعلى الرغم من تآكل الدورين السعودي والقطري في الأزمة السورية، إلا أن عدم شمول هذين البلدين في ترتيبات التهدئة، ولاحقاً في مسار الحل السياسي، سيسهم في استمرار التأزيم، وسيجعل تنفيذ كافة بنود التهدئة، ولاحقاً فرص التوصل لاتفاق سياسي، أمراً أكثر صعوبة، وربما لهذا السبب بالذات، تصر موسكو، وتوافق أنقرة، على إشراك البلدين، فضلاً عن دول أخرى مثل الأردن ومصر والكويت وربما الإمارات العربية.

ولا يبدو مما تسرب حتى الآن على الأقل، أن موضوع “وحدات الحماية الشعبية” الكردية، قد بُحث أو جرى التواصل إلى تفاهمات بشأنه … فلا هي مشمولة بوفود المعارضة المسلحة والسياسية ولا هي مندرجة في أطر النظام ووفوده التفاوضية كذلك … وكان لافتاً أن الرد الكردي على التفاهمات الروسية – التركية، قد جاء من خلال الإعلان عن تبني “دستور جديد”، لسوريا، سمّي عهداً اجتماعياً، ومن جانب واحد، وفيه أسس نظام فيدرالي جديد لسوريا، هو بالذات، أكثر ما يخيف تركيا ويقلقها، فضلاً عن كونه يلاقى بموقف مشترك – نادر- للنظام والمعارضة، يرفض المشروع الكردي، ويعدّه انفصالياً.

إخراج الملف الكردي من حزمة الاتفاقات والتفاهمات التي جرى التوصل إليها مؤخراً، يهدف إلى تفادي اشتعال “صاعق تفجير” جديد، سينفجر عاجلاً أم آجلاً في وجوه مختلف الأفرقاء … والإرجاء هنا، يأتي منسجماً مع فكرة استمرار وتصعيد المواجهة والحرب على “داعش” في مناطق نفوذها، وهنا يمكن للأكراد والنظام والمعارضة، وتحت رعايات دولية مختلفة، أن يواصلوا الحرب على التنظيم الإرهابي، منفردين، ومن خنادق منفصلة، إلى أن تحين ساعة الحسم، وتضطر الأطراف للكشف عن أوراقها بخصوص المسألة الكردية، وهي الأوراق التي يحرص الجميع على إبقائها قريبة جداً من صدورهم، ومثلما تبدو الحرب على الإرهاب سبباً رئيساً في تقريب الخصوم والأعداء، وبناء توافقات فيما بينهم، فإن الموقف من المسألة الكردية، سيعيد خلط أوراق اللعبة، وربما يعيد رسم صورة التحالفات والائتلافات في مرحلة ما بعد داعش.

أما الغائب الحاضر، في كل هذه التطورات، فهو الولايات المتحدة، التي رحبت بالاتفاق وعدّته خطوة إيجابية، وأرفقته مع سحب وحدات الإسناد البحرية وحاملة الطائرات أيزنهاور إلى الولايات المتحدة، لكن صورة موقفها النهائي لم تنجل بعد، بانتظار مجيء دونالد ترامب، الرجل الغارق في بحر من الصراعات في بلاده وداخل حزبه، والذي يصعب ضبط وجهته واتجاهه لمدة أسبوع واحدٍ فقط، وسيكون لتسلم الإدارة الجديدة بعد أقل من ثلاثة أسابيع، وكشفها عن مواقفها وخططها لسوريا والمنطقة، أثراً حاسماً في تقرير ما إذا كان العام 2017، يحمل فرصة سلام لسوريا، أم أنه سيتمم السنوات السبع العجاف في تاريخ سوريا المعاصر.

المصدر : صحيفة الدستور

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تُتم سوريا «سبعها العجاف» في 2017 هل تُتم سوريا «سبعها العجاف» في 2017



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon