مبادرة ترامب للحوار مع إيران الأسباب، الفرص والعوائق
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

مبادرة ترامب للحوار مع إيران... الأسباب، الفرص والعوائق

مبادرة ترامب للحوار مع إيران... الأسباب، الفرص والعوائق

 لبنان اليوم -

مبادرة ترامب للحوار مع إيران الأسباب، الفرص والعوائق

بقلم : عريب الرنتاوي

ما الذي دفع الرئيس دونالد ترامب لعرض حوار «غير مشروط» مع إيران، وفي الزمان والمكان اللذين تحددهما الأخيرة؟
سؤال يشغل اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية التي سبق لها أن انهمكت في تحليل شروط مايك بومبيو الاثني عشر، للوصول إلى اتفاق جديد مع إيران، يحل محل «الاتفاق النووي» الذي انسحبت منه واشنطن، من جانب واحد، وبالضد من رغبة حلفائها الدوليين.

والحقيقة أن ثمة أجواء «انفراج» يستشعرها المراقبون، تخيّم فوق العلاقات بين طهران وواشنطن، بعد أن ساد الاعتقاد بأن الدولتين ذاهبتان إلى مواجهة شاملة، في أعقاب الكشف عن «شروط بومبيو»، تلك الشروط التي سبق وأن وصِفت بأنها «صك إذعان» و»إعلان حرب» من قبل العديد من المراقبين والمحللين في المنطقة، بالنظر لما تضمنته من مطالب لا تنتهي إلا بإنهاء أية فاعلية قتالية أو ردعية للبرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، وتقليم أظافر طهران الإقليمية وتقليع أنيابها، من أفغانستان حتى لبنان، مروراً بالعراق وسورية واليمن.

اليوم، «يغرد» الرئيس الأميركي بأنه مستعد للحوار مع إيران من دون التزام بأي من هذه الشروط، ويعرب عن عميق «إحساسه» بأن قيادات إيرانية ستبادر للاتصال بإدارته مبديةً استعدادها للحوار، فيما الوساطات الإقليمية والدولية، تنشط في القنوات الخلفية، لتبديد الصعوبات والعقبات التي تحول دون التئام مائدة المفاوضات بين الجانبين.
من ضمن الأسباب التي يرد ذكرها، ما يرتبط بنتائج قمة ترامب – بوتين في هلسنكي، حيث تشير مصادر إلى أن عرضاً روسياً للوساطة بين واشنطن وطهران، قد تلقاه الرئيس ترامب بكثير من الاهتمام، سيما بعد أن تعهد فلاديمير بوتين بالعمل سوياً مع إدارته، من أجل «تدوير الزوايا» في السياسات والممارسات الإيرانية في الإقليم، بدءاً من سورية، وهو الأمر الذي بدأت تتضح أولى معالمه، بإعلان الجانب الروسي خلو منطقة الجنوب السوري من وجود قوات لإيران أو حلفائها، ولمسافة قد تمتد شمالاً لخمسة وثمانين كيلومتراً.

والوساطة العُمانية التي كانت حاضرة في خلفية المشهد الدولي الذي أنتج الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي، عاودت نشاطها بقوة في الآونة الأخيرة، وثمة من المصادر من يتحدث عن «طلب مزدوج»، أميركي وإيراني، لتفعيل هذه الوساطة «الموثوقة» و»المجربة» بين الجانبين، وقد تابع المراقبون والمحللون بكثير من الاهتمام، أنباء الزيارة التي قام بها لواشنطن مؤخراً، الوزير العُماني المخضرم، يوسف بن علوي عبد الله... ومشهود لسلطنة عُمان، أنها لطالما قامت بجهود وساطة أدت إلى الإفراج عن محتجزين ورهائن أميركيين وغربيين في إيران أو لدى جماعة أنصار الله في اليمن.

لكن مراقبين آخرين، يرون أن من بين أهم الأسباب التي حدت بالرئيس ترامب، لـ «الهبوط عن شجرة بومبيو» وشروطه القاسية، إنما يعود لتعثر مبادراته الدولية التي حاول من خلالها، تسجيل انجاز شخصي، يسجل في رصيد رئاسته... فالمبادرة المعروفة باسم «صفقة القرن»، تتعثر في ظل رفض فلسطيني جماعي للتعامل معها، أو حتى التفاوض بشأنها، ومع إحجام معظم إن لم نقل جميع، ما يُعرف باسم «دول الاعتدال العربي» عن الانخراط النشط في مساعي تمريرها، وتمهيد الطريق أمامها ... حيث لاحظ المراقبون والمحللون في المنطقة، أن المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، حرصت في غير مناسبة، على تأكيد التزامها بمبادرة السلام العربية، ورفضها لأي حل سياسي للقضية الفلسطينية، يستثني موضوع القدس ومقدساتها، وفي هذا السياق، أ كدت مصادر عربية مطلعة، أن المملكة التي استشعرت حرجاً شديداً بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، أكدت في غير مناسبة، أن ما كان بمقدورها أن تقدمه لتسهيل مهمة ترامب وفريقه، قبل هذا القرار، لم يعد ممكناً بعده.

وفي سياق آخر، يبدو أن الأجواء الاحتفالية التي رافقت وأعقبت قمة سنغافورة بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون، في طريقها للتبدد، حيث تتوالى التقارير عن عقبات وعوائق تعرض التقدم على طريق تجريد شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي ... كما أن التقارير تترى كذلك، عن نية بيونغ يانع المضي في تطوير برنامجه الصاروخي ... شبح الفشل يطل أيضاً من الكوريتين وليس من الشرق الأوسط فحسب، الأمر الذي يزعج ترامب، ويبدد صورته كرجل خبير في إبرام الصفقات الكبرى، وإنجاز التسويات التي عجز من سبقه من رؤساء أميركيين عن إنجازها.

حرص ترامب على صورته كـ»صانع للمبادرات» و»مُبرم للصفقات»، ربما تدفعه لتجريب حظه في الملف الإيراني، بعد تعثره في ملفي كوريا الشمالية والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ... هكذا ينظر كثيرٌ من المراقبين، للتطور المفاجئ في موقف إدارة ترامب ومقاربته للملف الإيراني، وربما هذا ما تحاوله بعض المقالات والتقارير التي تسعى في «سبر أغوار» عقل ترامب، وما الذي يدور في خلده، وهو يلقي خطاباته أو يطلق العنان لـ»تغريداته».

على أية حال، لا أحد من مؤيدي «مبادرة الحوار غير المشروط» التي أطلقها الرئيس الأميركي أو معارضيها، لديه «وهم» بأن قطار الأزمة الإيرانية – الأميركية قد وضع على سكة الحل والتسويات والمفاوضات، فثمة الكثير من «الألغام» التي قد تنفجر على طريقه، منها ما يتعلق بالانقسام الداخلي في إدارة ترامب ذاتها، وتعدد زوايا النظر واختلاف المقاربات بين مؤسسات صنع القرار الأميركي، ومنها ما يتصل بانقسام الطبقة الحاكمة ومؤسسات صنع القرار في إيران، بين تيار متشدد، محافظ وثوري، يرفض فكرة الحوار مع واشنطن من أصلها، وتيار معتدل وإصلاحي يبدو مصيره ومستقبله، مرتبطين بقدرة إيران على الاندماج في المجتمع الدولي وقطف ثمار الاتفاق المبرم وتفادي موجة جديدة من الحصار والعقوبات، دع عنك حالة انعدام الثقة المتأسسة بين الجانبين جراء سنوات وعقود من المواجهة المباشرة وغير المباشرة، في شتى الساحات والميادين.

وإذا كان من المستبعد أن يلقى مطلب إيران (شرطها) بعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أحادياً، القبول من الرئيس الأميركي ... فإن من غير المتوقع أن تشرع طهران في حوار حول اتفاق جديد، وهي التي وضعت مهمة استنقاذ الاتفاق المبرم، على رأس أولويات دبلوماسيتها، ومن دون أن تطمئن إلى أنها ستحصل على اتفاق أفضل، أو مثيل على أقل تقدير... يبدو أنه سيتعين على الوسطاء، البحث عن طريق آخر، يُبقي لإيران اتفاقها مع «مجموعة 5+1»، وإن إلى حين، ويشق طريقاً لاتفاق أشمل مع واشنطن، يقوم بدوره على معادلة «رابح – رابح» كما هو شأن الاتفاق القائم، الذي وصفه ترامب بأنه الأسوأ في التاريخ.

والأهم من كل ما سبق، فإن للولايات المتحدة حلفاء أقوياء في المنطقة (إسرائيل، السعودية والإمارات)، لم تسرهم أنباء «مبادرة الحوار غير المشروط»، والمؤكد أنهم سيسعون في كسب تأييد صقور الإدارة لثني الرئيس عن اتخاذ أية مواقف «متساهلة» حيال إيران.

«مبادرة الحوار غير المشروط» انطلقت من قمة هرم القيادة الأميركية، بيد أنها قد لا تلقى الاستجابة المطلوبة من طهران، بخلاف «الشعور» الذي يساور الرئيس ترامب ... وبفرض أن قطار الحوار قد ينطلق من أي محطة في المدى المنظور، فإن وصوله إلى محطته النهائية، محطة «الاتفاق البديل» ليس أمراً مضموناً ... إذ ليس من السهل على طهران القبول بأقل من الاتفاق القائم، كما أنه من غير المحتمل، أن يقبل الرئيس الأميركي وضع توقيعه على أي اتفاق مع طهران، إن لم تكن «شروطه» و»قيوده» عليها، أكثر قسوة وأبعد مدى.

المصدر : الأيام
المقال يعبر عن رأس الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة ترامب للحوار مع إيران الأسباب، الفرص والعوائق مبادرة ترامب للحوار مع إيران الأسباب، الفرص والعوائق



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon