وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول»
أخر الأخبار

وفي اليوم الرابع للحظر.. هل عدنا لـ «المربع الأول»؟

وفي اليوم الرابع للحظر.. هل عدنا لـ «المربع الأول»؟

 لبنان اليوم -

وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول»

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

من المؤسف الإقرار بأن الرهان على وعي المواطن وانضباطه، لم يكن في محلّه ... صحيح أن البعض منّا، أبدى انضباطاً عالياً، لكن «الفئة» التي خرقت قواعد حظر التجول، ليست «قليلة» أبداً ... ما شهدناه من فيديوهات عن الاكتظاظ والتزاحم و»التضارب بالعصي والحجارة»، كان منظراً مؤسفاً حقاً ... وما تناهى إلى مسامعنا من أخبار عن عمليات تمرد واسعة على تعليمات قانون الدفاع، بالذات في الحارات المكتظة والأماكن المزدحمة، يشي بخلاف الأمل والتوقعات ... يبدو أننا بحاجة لتطوير آليات توزيع المواد الغذائية والدوائية، بل وربما في نظام «الحظر» ذاته.

رهان الدولة انعقد على فرضية صائبة مئة بالمئة: إن نحن انضبطنا لأسبوعين متتاليين، يمكن أن نحقق أعلى درجات السيطرة على الفيروس الوبائي ... وسنحتاج لفترات وجهود وموارد أكبر للسيطرة عليه، إن خفّ التزامنا، وغلبنا نزقنا وضيقنا على حاجتنا ومصلحتنا ... آمل ألا نصل إلى «السيناريو الأسوأ»، سيناريو فقدان السيطرة، وهو أمر لا يجوز تجاهله بحال، ولقد سبقتنا إليه دول أكثر منا قدرة وموارد وتطوراً.

من الواضح أننا نبتعد عن «السيناريو الأفضل»، وقد لا نصل إلى «السيناريو الأسوأ»، لكننا نضع البلاد والعباد في منزلة بين المنزلتين، سيزداد عدد المصابين والضحايا، وستطول فترة التعافي والتشافي من التهديد كلما ازددنا تهاوناً مع إجراءات الحظر والحجر، وكلما أبدت الحكومة تسامحاً في قمع المخالفات والمخالفين.

نفرح بقرارات تخفيف الاكتظاظ في السجون، والتوجه للإفراج عن أعداد أكبر منهم ... لكن السجون ستضيق بالوافدين الجدد، والازدحام سيعود مجدداً إلى سجوننا القديمة والجديدة، بفعل عبث العابثين واستهتار المستهترين ... هذا مشهد قبيح، لا يليق بالأردن والأردنيين، بعد أن قدموا أنموذجاً يحتذى في مواجهة «الجائحة» بأعلى درجات البذل والجاهزية.

لست أجد مبرراً لعشرات الأسئلة والملاحظات المفعمة بالشكوى والتذمر، لكأن لدى الحكومة عصا سحرية، تضرب بها فتُحَل كافة المشاكل ... من مشكلة إيصال الطعام والغذاء إلى معضلة إيصال الرواتب للبيوت، مروراً بإشكاليات توزيع الخبز وعمال المياومة... لا صبر عند الكثيرين منّا، وغالبيتنا تريد من الحكومة أن تقول للشيء كن فيكون ... هذا غير ممكن، وما قامت به الأجهزة الرسمية من مدنية وعسكرية وأمنية، وقطاع خاص، يعد قصة نجاح للأردن والأردنيين بكل المقاييس، فلنحافظ عليها.

أجلس على شرفة منزلي، وأرى المتطفلين والمتسكعين، يتجرؤون على كسر قرارات الحظر، يجوبون الشوارع جيئة وذهاباً لا لشيء إلا من باب الفضول ... أرى شباناً يستعرضون بسيارتهم ويرشدون جيرانهم إلى أقصر الطرق وأكثر الممرات «أمنا» وخلواً من الدوريات... لكأننا نريد أن نتحايل على الحكومة، أو أن نسجل هدفاً في مرماها ... أية عقلية هذه؟ ... مثل هذه النوعية من المواطنين، تجعل مهمة «المنضبطين» صعبة للغاية، فرب الأسرة لن يكون بمقدوره الاستمرار في ضبط أبنائه وبناته، وهم يرون أقرانهم، يتنقلون ويتحركون بحرية، فهم ضجرون وسئمون كذلك، وثمة «قدوة غير حسنة» تنتصب أمام أعينهم.

لا شك أن الوضع ليس مريحاً أبداً، فمن منا يريد الجلوس بين أربعة جدران ... قضيت عمري بأكمله، لم أطق البقاء في المنزل ساعة واحدة بعد موعد العمل المقرر، باستثناء أيام الجمع والعطل الرسمية التي انتظرها اليوم، كما كنت انتظرها تلميذاً في الابتدائية ... ولكن مع ذلك، ثمة الكثير مما يمكن عمله، وعلى نحو مفيد ... ليس لجعل الوضع مبهجاً، فالحجر والحظر مؤلم وشاق بكل معنى الكلمة، ولكن لترويض النفس على التحمّل، وتسهيل مرور هذه الأيام الثقيلة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول» وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول»



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ لبنان اليوم

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 23:54 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

المغربي حمد الله يفوز بجائزة الأفضل في شهر آذار

GMT 16:44 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

طرق كلاسيكية وخالدة للرجال للارتقاء بالمظهر

GMT 11:49 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

حيل بسيطة للحصول على مظهر طويل وجذاب

GMT 19:33 2022 السبت ,07 أيار / مايو

البنطلون الأبيض لإطلالة مريحة وأنيقة

GMT 11:18 2020 الأحد ,10 أيار / مايو

بريشة : هارون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon