عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض
إدانة مشجع بالسجن لمدة 12 شهراً وجه إساءة عنصرية إلى مهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن اغتيال قائد سلاح الجو في حزب الله محمد حسين سرور خلال غارة على بيروت الجيش السوداني يشنّ قصفاً مدفعياً وجوياً في العاصمة الخرطوم خلال أكبر عملية له لاستعادة أراضيه مقتل 15 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على مدرسة نازحين في شمال غزة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن مقتل 60 شخصاً وإصابة 81 آخرين في اعتداءات اسرائيلية على مناطق مختلفة بالبلاد وزارة الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع عدد شهداء الهجوم الإسرائيلي إلى 564 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة بالإضافة إلى 1835 مصاباً مع تواصل الغارات وزارة الصحة في غزة تُعلن إرتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41,495 شهيداً و96,006 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن أن الاحتلال الإسرائيلي أرسل كونتينر يحتوي على 88 جثة لمواطنين دون أي بيانات قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارات جوية على سوريا وانفجارات في طرطوس استشهاد 52 مواطناً في قصف للاحتلال الإسرائيلي 8 منازل في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية
أخر الأخبار

عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض

عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض

 لبنان اليوم -

عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض

بقلم - عريب الرنتاوي

أتاح لي الصديق العزيز حسام الطراونة، فرصة طيبة لقضاء سحابة السبت الفائت في رحاب «نادي الإبداع»، وهو «اسم على مسمى»، ولكل من ساهم في إنجاز هذا الصرح الثقافي – الإبداعي - التنويري، من اسمه نصيب، وبالأخص العزيز حسام، المثقف، الفنان والمبدع.

هنا، والآن، لا مطرح لليأس والتشاؤم و»قلة الحيلة» ... هنا وفي الكرك، تعلم ألوف الشباب والصبايا على مدى السنين الأخيرة، أن «لا مستحيل» أمام الإرادة الصلبة والرغبة في الحياة والانجاز ... هنا، في الكرك، مناخات لا ترى مثيلاً في كثيرٍ من المطارح والأمكنة، «خلية النحل» تعمل على مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع بلا توقف ... هذا يعزف على آلة موسيقية، وذاك يغني من ضمن كورال رائع من أبناء المحافظة وبناتها، وتلك تصدح بصوت عذب وتعيد أسمهان وأم كلثوم للحياة من جديد.

فنانون تشكيليون موهوبون يعيدون تلوين الحياة بريشهم وألوانهم المتواضعة ... «الدرج» الذي يأخذك إلى الطبقات العليا من المبنى، يحفزك على القفز والنظر إلى الأعلى، فعلى كل عتبة خُطت عليها عبارة تحثك على مواصلة المسير، وفتح آفاق جديدة للفرح والمعرفة والابداع ... مختبرات ضمت بين جدرانها الضيقة، شباناً صغاراً بطموحات لا حدود لها... هنا الابتكار في سنيّ العمر الأولى، هنا تحضر الاحتياجات المحلية الضاغطة على أذهان هؤلاء الفتية والفتيات، فيحيلون مصادرهم وأدواتهم المتواضعة، إلى اختراعات علمية، تنتظر من يلتقطها ويحليها إلى «خط انتاج» تفيد منه عائلات وشرائح اجتماعية واسعة وعريضة.

شبان وشابات، يقفون خلف الكاميرات، يتلقطون الصور ويوثقون اللحظة ويؤرخونها، هنا مختبر صنع الأفلام الوثائقية التي تحكي قصصا من تاريخ المحافظة المجيد، بل وتاريخ البلاد بأسرها ... هنا بؤرة للاشعاع والتنوير، اللذان اخترقا جدران المبنى، وتوطّدا في العقول والقلوب، وانتشرا في مدارس المحافظة ووسائل نقلها العام ... مكتبات في المدارس والحافلات، ونادٍ يعرف كيف يشمل الجميع، بإضاءاته وأنواره.
لكأنك خارج مناخات اليأس والتيئيس، خارج أجواء الإحباط، تحلق لسويعات قلائل بعيداً عن مدار «الطاقة السلبية» التي تملأ سماءناوفضاءاتنا ... هنا حيز في الزمان والمكان، يخرجك مما أنت فيه وعليه، كلما نظرت في عيني شاب أو فتاة، يأتي مسرعاً للنادي، ولا يغادره إلا للضرورة القصوى أو لأمر جلل.

يستحق نادي «الابداع» الكركي كل الدعم والاسناد، من الدولة بمؤسساتها المختلفة (الثقافة والشباب والشؤون السياسية وغيرها) ... يستحق الدعم والاسناد من المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تذهب كثير من أموالها في مشاريع وهمية بنيت على «الرمال» ... هنا، وهنا بالذات، يتعين على قطاع المال والأعمال، أن يمارس «مسؤوليته الاجتماعية» وأن يظهر سخاءه في دعم الابداع والابتكار والثقافة والفنون، هنا وهنا بالذات، الاستثمار الأمثل في أجيالنا القادمة، وفي مستقبلهم.

وإذ تزامنت زيارتي للنادي ولقاءاتي مع عدد من الإخوة والأبناء، الأخوات والبنات، من طاقم النادي والعاملين فيه والمستفيدين من خدماته الجليلة ... أقول إذ تزامنت زيارتي للكرك، مع هبّة رجالاتها ونسائها، لإزالة «بقعة سوداء صغيرة» علقت بثوب الكرك الأبيض النقي، فقد أتيحت لي الفرصة لالتقاط نبض الكرك والكركيين، وهبّتهم المشرّفة ضد التطبيع مع العدو ... لم أكن قلقاً على الكرك، فهي كقلعتها، عصية على الاختراق، وهي أكبر في التاريخ والوجدان، من أن تحتاج لشهادة شاهد، أو تزكية زائر ... ولكنها كانت فرصة رائعة لمواكبة «إبداع» المحافظة و»انتفاضتها» ... كرك الثقافة والتنوير والابداع، لا يُؤتى الوطن والجبهة الداخلية من قِبلها .... وهي كفيلة بجعل حياة من سعى للتطاول على إرثها ورمزيتها، مزرية للغاية.

قلت لكوكبة من الشبان والشابات، إن ما تقومون به هو العلاج الأنجع في وجه طوفان الغلو والتطرف والاقصاء، وأساطير الكهوف والظلام... فهيهات أن يكون من الغلاة مثقف أو فنان أو مبدع ... وأقول لهم اليوم، ومن بعيد، هيهات أن يكون من بين هؤلاء، من يرتضي تمريغ تاريخ الكرك وإرث آبائهم وأجدادهم، بأوحال التطبيع مع كيان الاحتلال والاستيطان والعنصرية ... فتحية للكرك وأهلها وعشائرها، شيبها وشبانها، رجالاتها ونسائها، تحية لهم، إذ يزرعون في نفوسنا الأمل بحتمية الانتصار في معارك الداخل والخارج، ضد اليأس والإحباط والظلام، وفي مواجهة ما يُحاك لفلسطين ولنا من مؤامرات خبيثة ودنيئة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022

GMT 06:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أفكار لتنسيق ملابس المحجبات الواسعة بأناقة

GMT 01:31 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

هزة أرضية في بحر لبنان

GMT 17:42 2022 الأحد ,23 كانون الثاني / يناير

3 فنادق فخمة في روسيا من فئة الخمس نجوم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة

GMT 06:54 2023 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد وإتيكيت الحديث واتباع الطرق الأكثر أناقاً

GMT 12:53 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

برفوم دو مارلي تقدم نصائح قيمة لاختيار العطر المناسب

GMT 20:37 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

مجموعة من افضل العطور الشرقية النسائية لشتاء 2021

GMT 21:23 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

العناية بالبشرة على الطريقة الكورية

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

زيوت عطرية تساعدكِ في تحسين جودة النوم

GMT 05:36 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

الترجي التونسي يوثق مسيرة "قلب الأسد" في ذكرى وفاته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon