رسائل اجتماع طهران الثلاثي

رسائل اجتماع طهران الثلاثي

رسائل اجتماع طهران الثلاثي

 لبنان اليوم -

رسائل اجتماع طهران الثلاثي

بقلم : عريب الرنتاوي

ما لم يقله وزراء الدفاع الثلاثة الذي اجتمعوا في طهران، قاله سيرغي لافروف في موسكو بعد لقاء الوزير ناصر جودة: لن نصبر طويلاً على استمرار حالة “التمازج” بين جبهة النصرة وفصائل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، المهلة الزمنية مُدّدت أكثر من اللازم، والجماعات المتطرفة، استغلت “وقف الأعمال العدائية” لالتقاط أنفاسها وإعادة بناء قوتها من جديد.

قبلها، كان وزير الدفاع السوري يكشف على هامش لقاءاته مع نظيريه الروسي والإيراني، عن “إجراءات”ستتخذها الدول الثلاث الحليفة في الحرب على سوريا، من دون أن يفصح عن ماهيتها، مكتفياً بالقول إنه” سيكون لها قريباً، أثرها البارز على مجريات الميدان السوري .

.. مثل هذا الأمر تحدث به بصور أوضح، وبنبرة تهديدية أشد وقعاً، الوزير الإيراني.

الاجتماع الثلاثي الذي ضم كلا من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والإيراني حسين دهقان والسوري فهد جاسم فريج، ما كان ليعقد في الأصل، لولا أن قراءات حكومات الدول الثلاث قد وصلت إلى نتيجة واحدة، مفادها أن الأزمة السورية تقف على عتبات منحنى خطير، وأن خطوة عسكرية منسقة، لا بد من أن تقوم بها جيوش هذه الدول، للخروج من دوامة المراوحة التي تعيشها جبهات القتال، أو على الأقل، للتصدي لما يعتقد أنه “الخطة ب” التي لوحت بها واشنطن، من دون أن تكشف عن ماهيتها ولا عن توقيت اللجوء إليها.

وفي المعلومات التي سبقت الاجتماع الثلاثي في طهران، أن المعارضات السورية، الإسلامية بخاصة، بمن فيها جبهة النصرة، أنهت سلسلة من التحضيرات المدعومة إقليمياً، لتنفيذ هجوم كبير، يحدث اختراقاً على جبهات ريفي حلب واللاذقية، يعكس اتجاه المعارك الدائرة هناك، ويعزز “القدرة التفاوضية” لوفد المعارضة، حين تستأنف مفاوضات جنيف المتوقفة حتى إشعار آخر.

ولقد تصدت موسكو أكثر من دمشق وطهران، للكشف عن ماهية الحشود وطبيعة تسليحها والقوى الإقليمية المتورطة في الإعداد له، تخطيطاً وتسليحاً وتدريباً وتمويلاً، مهددة بعمل كل ما يلزم من أجل قطع الطريق على أهداف ومرامي “المعسكر الآخر” من جهة، ومشددة على أهمية ووجوب إغلاق خطوط الإمداد التركية لهذه المعارضة من جهة، وضرب كل الفصائل التي أخفقت في “تمييز ذاتها” عن جبهة النصرة، وفك ارتباطها الجغرافي معها من جهة ثانية.

وثمة ما يشي بأن الأطراف الثلاثة بات لديها فهماً مشتركاً أفضل من قبل، لطبيعة التهديدات التي تواجهها في المرحلة القادمة، وأنها قررت تنسيق مواقفها وإجراءاتها في إطار خطة عمل مشتركة، تستهدف منع استخدام “التهدئة” ستاراً لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض من قبل المعارضات وحلفائها الإقليميين.

والحقيقة أن دمشق وطهران كانتا بحاجة لأن تدرك موسكو أن حبل الرهان على واشنطن قصير، وقد يفضي إلى أوخم العواقب ميدانياً وسياسياً، ومن الواضح أن موسكو التي ضغطت بقوة على واشطن من أجل تنفيذ تفاهماتهما المشتركة القاضية بـ “بفرز المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية”، قد أيقنت أخيراً، بان الولايات المتحدة، ليست جادة في ممارسة مثل هذه الضغوط، وأنها لم تقرر بعد، أن زمن “تسوية الحساب” مع جبهة النصرة وحلفائها قد أزف.

ويعيدنا اجتماع طهران الثلاثي، والسياق الذي اندرج فيه، إلى ما سبق لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، أن صرح به قبل أيام في بيروت، عندما “بشّر” بصيف ساخن ينتظر سوريا، خصوصاً على الجبهات الشمالية المفتوحة على شتى الاحتمالات.

كما يعيدنا الاجتماع الثلاثي، إلى تصريحات ستيفان ديمستورا، التي أعرب فيها عن شكوك عميقة في إمكانية استئناف مسار التفاوض السياسي في جنيف في القريب العاجل، مفضلاً إشغال أوقات فراغه المديدة، بمبادرات تتصل بالجانب الإنساني، من نوع تزويد المناطق الـ “19” المحاصرة، بالمواد الغذائية والطبية التي تحتاجها.

نحن إذن، على موعد قريب مع جولة جديدة من المعارك الطاحنة في شمال سوريا، تظللها “عاصفة سوخوي” ثانية، وقد يصبح اجتماع طهران الثلاثي بحق، نقطة تحول في مسار الأزمة السورية، ميدانياً وسياسياً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل اجتماع طهران الثلاثي رسائل اجتماع طهران الثلاثي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon