«تحالف» على عجل وحـلفــاء لا يـعـلـمـون

«تحالف» على عجل وحـلفــاء لا يـعـلـمـون

«تحالف» على عجل وحـلفــاء لا يـعـلـمـون

 لبنان اليوم -

«تحالف» على عجل وحـلفــاء لا يـعـلـمـون

عريب الرنتاوي

لم يحدث من قبل، أن تحالفاً عسكريا دولياً أو إقليمياً، نشاء في لمح البصر (أقل من 72 ساعة)، وبواسطة اتصالات هاتفية لا أكثر، ومن دون أن ينبثق عن مؤتمرات أو اجتماعات تحضيرية موسعة ومتواصلة ... كما لم يحصل من قبل، أن يعلن عن تشكيل تحالف عسكري واسع، ليجري بعد ذلك البحث في أهدافه وخلفياته وأدواته، وفي الحدود التي ستمتد إليها نطاقات عمله، ومن هم أعداؤه ومن هم أصدقاؤه ... ولم يحدث من قبل، أن يجري التحدث عن تحالف عسكري، فيما المطلوب من معظم الدول، الإسهام ثقافياً وإيديولوجياً وأمنياً في دعم هذا التحالف، مع أنها دول اعضاء، والواجب يقتضي أن يكون إسهامها عسكرياً بالأساس ... لكن هذا بالضبط، هو ما يميز الاعلان عن التحالف العسكري الإسلامي الجديد ضد الإرهاب، والظروف التي أحاطت به ولابسته.

ومن المفارقات المثيرة للاهتمام، والباعثة على التساؤل عن أهداف و»أسرار» هذا الإعلان المُتعجل عن التحالف، ما ورد على لسان وزراء ومسؤولين وناطقين باسم عدد من الدول المدرجة على لائحته، بوصفها دولاً أعضاء، أو دول مؤسسة لهذا التحالف، وإليكم عينة من المواقف وردود الأفعال، التي تشرح من دون تعليق، ما نريد قوله في هذا المضمار:

تركيا، الحليفة لقيادة هذا التحالف، والأقرب إليها، يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجيتها طانجو بيلغيج: «التحالف الإسلامي المزمع تشكيله... ليس عسكرياً، وأهميته تكمن في التنسيق العسكري والاستخباراتي والايديولوجي بين الدول المشاركة فيه» ..وهو إذ أكد «دعم تركيا لكافة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب»، فقد شدد على»أن لا خطط لدى أنقرة لإنشاء قوة عسكرية تركية في إطار هذا التحالف» موضحاً أن «لمسؤولين السعوديين سيعرضون تفاصيل التحالف أكثر خلال الفترة القادمة»... أي تحالف عسكري هذا من دون قوة عسكرية؟!

أندونيسيا، الدولة الإسلامية الأكبر في العالم، يقول وزير دفاعها لاهوت باندجايتان: «لا نريد أن ننضم إلى تحالف عسكري»،فيما وزيرة خارجيتها ريتنو مرصودي تكشف أن نظيرها السعودي عادل الجبير تحدث معها في عدة مناسبات حول تلك المبادرة «لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل» وتتساءل ريتنو: «إنهم يقولون إننا ندعم هذا. أي دعم؟»، أما البرلماني الإندونيسي الرفيع وفقاً لـ»رويترز»، فقد قال أنه سمع بالأمر من مراسل «رويترز» فقط.

الباكستان، العضو المحوري في العالم الإسلامي، والحليف الأقرب والأوثق لقيادة التحالف، يقول وزير خارجيتها عزيز تشادوري، «إن إسلام آباد ترحب بإعلان السعودية، لكنها تنتظر المزيد من التفاصيل حول التحالف المذكور،  لتحديد مدى مشاركتها فيه  معرباً عن دهشته من الأخبار عن انضمام بلاده إلى الدول المشاركة في التحالف، مشيراً إلى أن الخارجية الباكستانية طلبت من سفيرها في الرياض لقاء المسؤولين السعودين، والحصول منهم على إيضاحات حول الموضوع.... أما عضو لجنة الدفاع التابعة لمجلس الشيوخ الباكستاني، سهار كمران، فيقول إن مسألة الانضمام إلى التحالف لم تناقش بعد في مجلس الشيوخ أو الجمعية الوطنية.... للمرة الثانية، تخذل الباكستان حلفاءها، وتنتصر لدستورها وبرلمانها... المرة الأولى كانت عند رفضها المشاركة في تحالف آخر، ولكن ضد اليمن؟!

ماليزيا، النموذج الآخر للدولة المسلمة الحديثة، فتعبر عن الترحيب بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لكن وزير دفاعها هشام الدين حسين يؤكد أن بلاده لن تشارك في التحالف عسكريًا، وإن تضامنت معه ضد التطرف.

لبنان، الذي بدا للوهلة الأولى، أنه قرر الخروج رسمياً عن «سياسة النأي بالنفس»، تؤكد خارجيته، أنّها لم تكن على علم مسبق بموضوع تشكيل التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب، معتبرة أن الأمر يمس بموقع لبنان، وصلاحيات وزارة خارجيته، والحقيقة أن «تياراً لبنانياً» واحداً فقط، هو من أعطى موافقة مبدئية على انضمام لبنان للتحالف، فيما تنصلت منه بقية الأطراف، وتحول التحالف بات مادة للتجاذب السياسي بين اللبنانيين، بدل أن يضم جهودهم إلى جهود بقية الدولة الأعضاء في مواجهة الإرهاب.

لن نتحدث عن دولة إسلامية غير مشمولة لأسباب مذهبية بهذا التحالف (إيران والعراق)، الذي يحمل رسمياً اسماً إسلامياً، وكان حريُ به، أن يحمل إسماً مذهبياً، لكن هناك دول، لم تدع للتحالف لأنها مواقفها منه، كانت معروفة سلفاً مثل عُمان والجزائر... ولا نعرف حتى الآن، كم من الدول التي فوجئت بأنها مدرجة على لائحة التحالف، وآثرت الصمت وابتلاع الموقف، فإذا كانت دول كبرى كالباكستان وتركيا وأندونيسيا وماليزيا، لم تُستَشر، أو دعيت للمشاركة في «شيء غامض»، أو وجدت نفسها في تحالف عسكري، ودستورها يمنع ذلك، قد باحت باعتراضاتها وتحفظاتها، فإن دولاً أخرى مثل الصومال والسودان وساحل العاج وجيبوي، لن تفعل ذلك على الأغلب، ولأسباب مفهومة تماماً.

عن أي تحالف نتحدث، وهل هو تحالف ام إطار للتنسيق والتشاور، عسكري أم أمني أم إيديولوجي – ثقافي من نمط «تحالف الحضارات»... هل حسمت مسألة الإرهاب من منظور الدول الأعضاء «المفترضة»، هل تشمل قوائمه السوداء حزب الله وحركة حماس وجماعة الإخوان وداعش والنصرة وأحرار الشام وحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الشعبية الكردية و»أبو الفضل العباس» والحشد الشعبي ... من هم خصوم هذا التحالف ومن هم أصدقائه ... والأهم، لماذا العجلة والاستعجال ، ؟ أسئلة وتساؤلات برسم المستقبل القريب جداً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تحالف» على عجل وحـلفــاء لا يـعـلـمـون «تحالف» على عجل وحـلفــاء لا يـعـلـمـون



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon