المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت

المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت؟

المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت؟

 لبنان اليوم -

المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت

المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت؟
عريب الرنتاوي

مع سيطرة النصرة (تحت مسمَّى جيش الفتح) على شمال غرب سوريا، انتعشت النظريات والتحليلات التي تتحدث عن تقسيم سوريا، شمال شرق سوريا يخضع لسيطرة داعش، وشمال غربها دانَ للنصرة، ولم يتبق سوى حلب المقسمة بين النظام والمعارضة، وجيوب كردية في مناطق الشمال الشرقي، تقاتل بشجاعة دفاعاً عن مناطقها و”قضيتها” ... هل تكون حلب بعد إدلب، هي الهدف التالي للنصرة؟ ... هل نشهد سباقاً بين داعش والنصرة على حلب؟ ... هل هذا ما قصده أردوغان بحديثه عن سايكس بيكو جديد يتهدد دول المنطقة المرسومة بـ “المسطرة” بتقسيم جديد؟ ... هل ننتهي إلى “كانتونات” مصطرعة وخطوط إطلاق نار ثابتة كما تنقل مصادر إعلامية لبنانية عن دبلوماسيين عرب وغربيين؟ ... هل ستتوالى تراجعات النظام أمام “اختراقات” النصرة في الشمال الغربي والجنوب، وداعش في البادية وعلى مشارف تدمر؟ ... هل قرر النظام الانتقال إلى “الخطة ب”، مكرهاً للدفاع عن “وسط سوريا وساحلها”، تاركاً “الأطراف” لسيطرة المجموعات المتشددة والجهادية، ملقياً بأعباء مواجهتها على دول الجوار وحلفائها الإقليميين والدوليين؟ باستثناء حدودها مع لبنان، تبدو مختلف حدود سوريا مع جوارها العربي والإقليمي خاضعة لسيطرة داعش والنصرة ... آخر الحدود الأخيرة التي سقطت في قبضة النصرة وحلفائها قبل أسابيع قليلة، كانت الحدود السورية -الأردنية، ولولا حزب الله الذي يعتبر المعركة في سوريا معركته الخاصة، لكانت مساحات واسعة من الحدود السورية مع لبنان خاضعة لسيطرة التنظيمات الجهادية، والنظام كما هو معلوم، فقد حدوده ومعابره مع كل من العراق وتركيا ... هي إذاً صورة جديدة وخرائط “واقعية” يجري ترسيمها بقوة الحديد والنار. لا أحسب أن النظام في دمشق، أراد تسليم حدوده ومعابره للتنظيمات الجهادية، لكي يلقي بكرة النار في ملعب الجوار، وبعضه متآمر على سوريا، كما تقول بعض الروايات “الاتهامية”... ولو أن النظام توفر على عناصر القوة والاقتدار الكافية، لعمل على استعادة سيطرته على كل شبر من الأراضي من السورية ... لكن قدرات النظام وحلفائه، محدودة في نهاية المطاف، وهي تعرضت لإنهاك كبير في الآونة الأخيرة، ويبدو أن قدرته على الحشد والتعبئة والتجنيد باتت أضعف من أي وقت مضى، أما الروح المعنوية التي تتسرب إلى الداخل السوري، فهي منخفضة للغاية، وبصورة غير مسبوقة في السنوات الأربع الفائتة. ما العمل والحالة كهذه؟ ... يبدو أن النظام أجاب على هذا السؤال، بإعادة جدولة أولوياته ... أو ربما باللجوء إلى ما وصف من قبل بـ “الخطة ب”، حيث ينصب الجهد على تأمين دمشق، والخط الواصل بالجبل والساحل، مروراً بحمص وحماة ... وتبذل جهود وإمكانيات كبرى لتأمين هذه المناطق، معارك القلمون تندرج في هذا السياق... لكن النظام يواجه اختراقات خطيرة ما زالت تهدد هذه الخطة، من بينها الغوطة الشرقية التي يتمركز فيها جيش الإسلام بقيادة زهران علوش ومنها يقصف قلب دمشق ومربعها الأمني...أما داعش فيتقدم على محور تدمر في محافظة حمص، التي ما زال حي الوعر فيها فضلاً عن الرستنوتلبيسة معاقل أساسية للمعارضات المختلفة، دع عنك جرود القلمون التي لم تحسم معركتها بعد (قاطع عرسال)، وإن كان النظام وحزب الله قد سجلاً اختراقاً كبيراً في قممها وتلالها. النظام، وحتى إشعار، سلّم بسيطرة داعش على الشمال الشرقي، وهو يسعى في منع أو احتواء تقدمه على جبهات أخرى، كما يحصل في معارك تدمر الطاحنة، وتدمر مهمة من الناحية الاستراتيجية لا لقربها من حمص فحسب، بل ولانفتاحها على البادية الشرقية وصولاً للفرات، وهي بهذا المعنى تشكل تهديداً للأمن الأردني، المرتبط بأمن بادية الشام الممتدة إلى عمقنا الداخلي ... والنظام على ما يبدو، يخوض آخر معاركه في محافظة إدلب، الهجوم على جسر الشغور فقد زخمه، وسقوط “المسطومة” عزز غلبة خصوم النظام، ومعارك “أريحا” قد تكون الأخيرة في هذه المحافظة. لا تغيير في قواعد الاشتباك في المحافظات الجنوبية، والنظام كما يتضح استبدل معركته العسكرية مع النصرة وحلفائها، بمعركة سياسية مع الأردن ... لا تقدم ولا اختراق، الجبهات على ركودها وخطوط التماس على ثباتها ... هل سيبقى المشهد على حاله؟ ... ما الذي سيحصل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، هل تتجاور داعش والنصرة في شمال سوريا، هل يُسلم كل من التنظيمين بسيطرة غريمه على أجزاء واسعة من سوريا، أم أننا سنشهد جولات كر وفر بينهما، وحروباً تأكل الأخضر واليابس، ماذا عن بقية الفصائل وما الذي سيكون عليه موقفها وموقعها؟ ... ماذا عن دول الجوار، وهل تأنس لهذه التنظيمات بوصفها قوى أمر واقع، تقود دويلات وإمارات على امتداد خطوط حدودها؟ أين هي الخطوط الحمراء، التي سيكون دونها “خرط القتاد” من وجهة نظر النظام ... هل نحن أمام معارك حسم وكسر عظم أم أننا أمام “مفاوضات بالنار” ومعارك اللحظة الأخيرة التي تسبق التسويات وتسابقها؟ ... هل تقف طهران وموسكو صامتتين أمام تآكل قدرات حليفهما في دمشق، وتعرضه لمسلسل من الضربات الموجعة، التي قد تفضي إلى انهيارات متسارعة، ما يجر إدراك ما يمكن تداركه؟ ... هل سيقبل المجتمع الدولي بتقسيم سوريا على هذه الشاكلة، فتتحول إلى إمارات تحكمها جماعات، مصنفة في معظمها كجهات إرهابية؟ أنظار العالم تتجه صوب العراق، خصوصاً بعد انهيارات السنة الأخيرة، من الموصل إلى الرمادي ... لكن مياه كثيرة تجري في الأنهار السورية، وقد تتحول دمشق، على نحو مفاجئ، إلى أولوية أولى على الأجندة الدولية، إن استمر الحال على هذا المنوال، مع كل ما يحمله ذلك، للأردن من أخطار وتحديات أشد جسامة وفداحة، من تلك التي تهب عليه من بلاد الرافدين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت المشهد السوري يتغير، هل من مفاجآت



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon