حالة وفاة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

"حالة وفاة"

"حالة وفاة"

 لبنان اليوم -

حالة وفاة

عريب الرنتاوي

يكفي أن تقول "عنّا حالة وفاة"، حتى تُسقِطَ عن نفسك اللائمة لخرق أي التزام، والتخلف عن أي موعد، أو إدارة الظهر لكل عهد قطعته على نفسك، حتى لو كانت كلفة التملص من الالتزام باهظة على الطرف الآخر، ومحرجة له. ذات، كنا على موعد مع مؤتمر إقليمي في اسطنبول، يومها اصطحبنا عدداً من الكتاب والمثقفين للإدلاء بدلائهم، ولقد بعثنا بأسمائهم وسيرهم الذاتيه وعناوين مداخلاتهم، وأدرجنا مع شركائنا هناك كل هذه المعلومات في "برنامج عمل المؤتمر" و"الوثيقة التعريفية بالمشاركين"..حُجِزت المقاعد و"قُطِعت" التذاكر، واستؤجرت الغرف في الفندق..أحدهم قبل ثلاث ساعات من الرحلة اعتذر لأن "حالة وفاة" قد وقعت في العائلة..أما الثاني فلم يكلف نفسه عناء الاعتذار، لنعرف بعد عودتنا، أنه هو الآخر واجه "حالة وفاة"، لا أراكم الله مكروهاً بعزيز. قبل أيام، كنّا على موعد مع ثلاثين نائباً للذهاب إلى البحر الميت لتبادل خبرات برلمانية مع زملاء وأشقاء من المغرب وتركيا..عشرون فقط أكملوا مشوارهم..بعضهم اعتذر مسبقاً بسبب "حالة الوفاة"..ومن تغيب من دون معذرة، عرفنا لاحقاً أنهم يمرون بتداعيات "حالة وفاة"..بقيت غرفهم في الفندق فارغة، يصفر الريح بين جنباتها، وظلت أسماؤهم و"باجاتهم" على المنضدة الجانبية للمؤتمر، من دون أن يتسلمها أحد. في تجوالنا بمحافظات المملكة المختلفة، طوال السنوات الماضية، تعرضنا لغيابات مفاجئة متعددة، لكتاب وسياسيين وقادة أحزاب ومثقفين..دائما كانت الحجة "حالة وفاة"..حتى أننا بتنا نعرف ما الذي سيقوله ضيفنا المُتغيب من دون معذرة، وفي تسعين بالمائة من الحالات، كنّا على صواب في استنتاجاتنا: "حالة وفاة"، لدرجة أن أحد الزملاء تساءل ذات يوم: "لماذا لا يتوفى الأردنيون إلا قبيل لحظات من ندوة هنا أو مؤتمر هناك؟..هل هو من سؤ طالع الضيوف أم من سؤ حظ الأنشطة التي ينتوون المشاركة فيها؟..هل هو سبب حقيقي، أم ذريعة نتغطى بها للتخلص من "حرج" المشاركة في الأنشطة العامة؟..هل بلغ الأردنيون حد الإشباع من "العمل العام"، إن كان الحال كذلك، لماذا نلحظ "تواضعاً" في مستوى وسوية العمل العام، أقله من الناحية السياسية والفكرية والمعرفية؟. ولكي لا نظلم النشطاء والسياسيين والنواب وقادة الرأي، يتعين علينا أن نعترف بأن "كلفة" العلاقات العامة، على من يعمل في العمل العام، تبدو مرتفعة جداً ومرهقة للغاية، في مجتمع صغير وعشائري..أذكر ذات يوم في مكتب الصديق الدكتور ممدوح العبادي، أنه تلقى خلال نصف ساعة فقط، قضيتها معه، ثلاث دعوات لـ"جاهات كريمة"، فضلاً عن تذكيره بأكثر من "واجب عزاء" يتعين عليه القيام به"، فهناك دائماً من لديه "حالة وفاة". من يتتبع تكرار "حالات الوفاة" يظن أن الوضع الصحي في الأردن في تدهور مستمر، مع أن متوسط أعمارنا في ارتفاع، وخدماتنا الصحية والطبية في انتشار، والأطفال لم يعودوا يتوفون في سنٍ مبكرة، والنساء نجون من حالات الوفاة أثناء الولادة..ومع ذلك، لا يكاد ينقضي "مؤتمر" أو "ندوة" من دون أن يسجل "حالة وفاة"..هل يذهب الأردنيون جميعاً إلى "حالة الوفاة"؟..أم أن كثيرٍ من حالات الوفاة هذه، هي "افتراضية"، ويجري التذرع بها للتملص من التزام، أو للغياب عن نشاط. صار من السهل علينا، نحن خبراء "حالات الوفاة" أن نميز بين الحقيقي منها و"الافتراضي"..فعندما يقول لك شخص أن أبي أو أخي أو أمي توفاه (أو توفاها) الله، تدرك أن الرجل صادق فيما يقول، وتنتقل مباشرة إلى تقديم واجب العزاء، بل والاعتذار عن الدعوة أو التذكير أو الإلحاح..أما عندما يكتفي بعبارة "عنّا حالة وفاة"، فإنت تعرف أنها من باب "لزوم ما لا يلزم"، فلا تكلف نفسك عناء السؤال عن المُتوفي أو "أخذ خاطر" محدثك. لدينا عزوف عن العمل العام، وهي مشكلة لا تتصل بالشباب والنساء والفئات والمناطق المهمشة فحسب، بل هي مشكلة النخبة والطبقة السياسية والثقافية والفكرية في البلاد..لذا نسمع الكثير من الجعجعة ولا نرى سوى القليل من الطحين. نقلا عن موقع القدس للدراسات السياسية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة وفاة حالة وفاة



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon