عماد الدين أديب
ما فعله رجب طيب أردوغان فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هو نوع من «الثأر الهستيرى» المخالف لكل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية.
وهجوم الرئيس التركى على نظام الحكم فى مصر واتهام العهد الحالى بأنه عهد الانقلاب، ودفاعه المستميت عن جماعة الإخوان، ليس مجرد عمل دعائى عدائى ضد مصر لكنه أكبر من ذلك.
إن «أردوغان»، لعب دور المقاول السياسى عام 2012 مع الإدارة الأمريكية لتسويق جماعة الإخوان لواشنطن تحت دعوى أنها القوة الإسلامية السنية المعتدلة القادرة على إدارة شئون مصر، وأنها حينما تتمكن من ذلك فسوف تستطيع إدارة ملف التيار الإسلامى فى العالم ككل.
وكان «أردوغان» يسعى من خلال نجاحه فى هذا الدور إلى إدارة شئون المنطقة وقيادة ما يعرف باسم الشرق الأوسط الجديد، وكان يحلم بأن تكون أنقرة هى البوابة التى تدخل منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا ودول حلف الأطلنطى.
لذلك كله كان سقوط نظام الإخوان فى 30 يونيو ضربة موجعة لخطط وأحلام «أردوغان»، وضربة مؤلمة لمشروع «تركيا العثمانية الجديدة».
من هنا يمكن أن نفهم معركة «أردوغان» الضارية ضد نظام ثورة 30 يونيو فى مصر.
ويمكن أيضاً أن نفهم أن توقيت الهجوم على مصر هو أمر تم اختياره بعناية لأنه يسبق لقاء أوباما - السيسى بساعات.
ولعل أكثر ما أراد «أردوغان» إثارته فى كلمته هو الهجوم على سلبية الرأى العام العالمى ضد حكم الانقلاب فى مصر «على حد وصفه».
والأمر لا يحتاج أى ذكاء لإدراك أن «أردوغان» يقوم بتسخين زعماء العالم الموجودين فى نيويورك على حكم ثورة 30 يونيو، ومحاولة قطع الطريق على النجاح المصرى فى إقامة علاقات جيدة وأكثر من طبيعية مع العالم.
ولا يخفى أن مسألة دور الجيش فى حكم دولة عالم ثالث هى مسألة شديدة الحساسية لأردوغان الذى ما زال يعيش حالة ثأرية مع مؤسسة الجيش التركى، وهو فصل من فصول الصراع التى لم تحسم بعد بشكل نهائى.