على مقهى شهير فى أحد شوارع العاصمة التقى أحد طلاب الثانوية بأحد كبار الكتاب يحاول أن يجد لديه إجابات عن العديد من الأسئلة التى تجول فى خاطر شباب اليوم.
وفيما يلى بعض من جوانب ما دار بينهما:
الشاب: صباح الخير يا أستاذ، هل تسمح لى باقتحام عزلتك وطرح بعض من الأسئلة التى تشغلنى وتشغل بال زملائى الطلاب؟
الكاتب: بالطبع يا ولدى أنا دائماً على استعداد لمنح الوقت للعقول الحائرة.
الشاب: سؤالى الأول يا أستاذ هو: لماذا يثور الناس؟
الكاتب: هذا سؤال منطقى وبسيط.. إنهم يثورون لأنهم لا يطيقون الاستمرار فى قبول مظلومية الوضع الراهن.
الشاب: إذن لماذا تحدث الثورة المضادة؟
الكاتب: لأن أنصار العهد السابق يريدون الحفاظ على مكاسبهم التى تمت فى عهود الظلم.
الشاب: ولكن كيف تبرر أن الجماهير كثيراً ما تتبنى الثورة المضادة أكثر من تبنيها الثورة الأصلية؟
الكاتب: لأن الثورة الأصلية لم تكن واعية وصادقة بالقدر الكافى.
الشاب: وهل الثورة المضادة أكثر وعياً وصدقاً أم أن الجماهير أكثر غباءً؟
الكاتب: الجماهير شديدة الوعى.. والغبى هو الذى يقلل من حجم الوعى العام المتوفر لديها.
الشاب: إذن لماذا تحرص الجماهير على الانضمام للمظاهرات أكثر من حرصها على الانضمام للأحزاب بشكل دائم؟
الكاتب: لأن الجماهير قليلة الوعى.
الشاب (مقاطعاً): لكنك منذ دقيقة ذكرت أن الجماهير شديدة الوعى.
الكاتب: هى شديدة الوعى لحظة الغضب لكن الوعى يخبو لديها فى حالة السكون.
الشاب: هل يمكن أن تشرح لى؟
الكاتب: الناس تعرف مواجهة الظلم لكنها لا تعرف كيفية إقامة وبناء العدل!
وانتهى الحوار عند هذا الحد.