زيارة المشير عبدالفتاح السيسى إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة هى مسألة شديدة الأهمية فى هذا التوقيت.
تأتى هذه الزيارة فى ظل ظروف دولية وإقليمية ومحلية شديدة التعقيد.
دولياً: يعيش العالم حالة سيولة فى المواقف والمصالح وإعادة ترتيب لمراكز القوى فى شئون إدارة العالم.
دولياً: هناك خفوت للدور الأمريكى وتصاعد للدور الروسى.
دولياً: هناك اقتصاد أوروبى مأزوم، وهناك اقتصاد صينى متقدم.
دولياً: هناك مجموعة جديدة صاعدة اسمها مجموعة شنغهاى تضم روسيا والصين وبعض دول الاتحاد السوفيتى القديم، ويُنتظر انضمام الهند وإيران إليها.
إقليمياً: هناك رغبة أمريكية وشروع دولى لإقامة تحالف إقليمى لمواجهة روسيا وإيران وسوريا.
إقليمياً: هناك مشروع لإثارة الفوضى متخذاً شعار الثورات يقابله مشروع لمواجهة الأعداء متخذاً شعار مواجهة الإرهاب.
إقليمياً: هناك جنون فى كل مكان!
هناك جنون غرباً فى ليبيا، وجنون شرقاً ما بين حماس وإسرائيل، وجنون جنوباً فى السودان بين شماله وجنوبه.
هناك جنون بين السلطة والحوثيين فى اليمن، وهناك تهديد من قبَل قوى إرهابية فى الجزائر وتونس والمغرب، وهناك ضبط لتنظيمات فى الإمارات واليمن والمغرب والأردن.
إقليمياً: هناك خطر دول الجوار «تركيا - إيران - إسرائيل» على دول الإقليم.
إقليمياً: هناك شد وجذب بين قطر ومعظم دول المنطقة.
إقليمياً: هناك حرب مشتعلة فى العراق وسوريا وليبيا.
محلياً فى مصر: هناك حرب مشتعلة فى سيناء ضد الإرهاب، وهناك صدامات تتخذ كل الأشكال بين نظام ثورة 30 يونيو وجماعة الإخوان والمتعاطفين معها.
محلياً: هناك معركة تقودها الحكومة لإصلاح الاقتصاد وضبط الأمن وتحسين الخدمات وجذب الاستثمارات وخفض البطالة.
لذلك كله حينما يذهب الرئيس السيسى إلى نيويورك ويلتقى مع نظرائه من قادة العالم، وعلى رأسهم باراك أوباما، سوف يتعين عليه الإجابة عن السؤال الكبير الذى سوف يطرحه عليه الجميع:
سيادة الرئيس.. ما هى خطتك التفصيلية للتعامل مع العالم الجديد الذى يتشكل، ومع المنطقة التى تشتعل، ومع شعبك الذى يريد كل شىء فوراً دون دفع الثمن؟!