عماد الدين أديب
هناك تغيير نوعى وإيجابى فى العلاقات المصرية الأميركية يمكن التماسه من خلال معرفة اسم السفير الأميركي الجديد المرشح لتمثيل بلاده فى مصر.
السفير الجديد المحتمل هو روبرت بيكروفت، وهو دبلوماسى محترف من أبناء الخارجية الأميركية المحترفين، ولديه خبرة طويلة فى فهم العالم العربى والشرق الأوسط، حيث عمل فى الأردن لمدة 3 سنوات ثم فى العراق حتى أصبح سفيراً لبلاده فى سبتمبر 2011 فى بغداد.
وأهمية السفير فى الدبلوماسية الأمريكية هى أنه «المصدر الأول والأساسى» للمعلومات والانطباعات والتوصيات التى تعتمد عليها مراكز صناعة القرار فى البيت الأبيض والخارجية والكونجرس ووزارة الدفاع وأجهزة الأمن.
ويقود السفير الأميركي الجديد بالقاهرة واحدة من أكبر سفارات بلاده فى المنطقة والعالم من ناحية العدد والأهمية، ومن ضمن من يقودهم كتبة التقارير الأمنية لجهاز الاستخبارات الأمريكية.
ومن الواضح أن فى فترة تولى السيدة آن باترسون لهذه المهمة، فإن صانع القرار الأمريكى قد تأثر تماماً بتوصياتها الخاصة بأهمية دور جماعة الإخوان المسلمين فى حكم مصر وبضرورة قيام الإدارة الأمريكية بدعم الرئيس السابق محمد مرسى.
ويأتى هذا الترشيح بعد رفض الخارجية المصرية -بشكل دبلوماسى مهذب- لعدة أسماء طُرحت قبل ذلك لتولى هذا المنصب، منها سفير واشنطن السابق فى سوريا والمعروف بنشاطاته الأمنية وتدخلاته المباشرة فى سياسات البلاد الداخلية التى يعمل بها.
ولعل هذا الترشيح يأتى ضمن حزمة نتائج إيجابية جاءت بها زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى الهامة للولايات المتحدة منذ عدة أيام.
هذه الزيارة أعطت فهماً أفضل للأوضاع فى مصر، وسهلت عملية الموافقة على تسليم طائرات «الأباتشى» للجيش المصرى لمقاومة الإرهاب فى سيناء.
وكلما مر يوم جديد على استقرار الأوضاع والتحول من الفترة الانتقالية إلى مصر ذات دستور ورئيس وبرلمان شرعى منتخب، فإن العلاقات الهامة بين مصر وأميركا سوف تتطور إيجابياً.